جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 01:53 مـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

غدا.. مؤتمر دولي في باريس لدعم ليبيا.. جهود مصرية مستمرة وتحديات راهنة 

تستضيف باريس، غدًا الجمعة، مؤتمرًا دوليًا حول ليبيا، وسيخصص للانتخابات الرئاسية والتشريعية في 24 ديسمبر ويناير، في ظل تحديات داخلية وخارجية تشهد دولة ليبيا، بالإضافة إلى المساعي المصرية المستمرة لإنهاء الأزمات السياسية والعسكرية والأمنية داخل الأراضي الليبية.

ويشترك في رئاسة هذا الاجتماع فرنسا وألمانيا وإيطاليا والأمم المتحدة وليبيا، وقال قصر الإليزيه إن مسؤولين من معظم الدول المتورطة في الأزمة الليبية أو تسويتها سيكونون حاضرين.

تحديات الانتخابات الرئاسية

هذه الانتخابات الليبية التي طال انتظارها هي تتويج لعملية سياسية برعاية الأمم المتحدة لإخراج ليبيا من الفوضى التي عانت منها منذ سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011. 

ومع ذلك، عادت التوترات إلى الظهور في الفترة التي سبقت الانتخابات بين المعسكرين المتنافسين، أحدهما في غرب البلاد والآخر في الشرق.

ففي وقت سابق، أعلن المجلس الرئاسي، يوم السبت الماضي، تعليق عمل وزيرة الخارجية، نجلاء المنجوش، مع حظر مغادرة الإقليم، وذلك بتسليمها خلال 14 يومًا تقريرًا عن مخالفات إدارية بأنه سيكون لديها ملتزم.

فرنسا: العملية الانتخابية ولا رجوع فيها

ويعقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤتمرا دوليا بشأن ليبيا يوم الجمعة في باريس لإعطاء دفعة نهائية لانتخابات 24 ديسمبر التي لا تزال غير مؤكدة على خلفية التوترات المتجددة بين المعسكرين المتنافسين. 

وأشار قصر الإليزيه، الذي عرض القضايا في المؤتمر يوم الثلاثاء، إلى أن استقرار البلاد على المحك، وأكدت الرئاسة الفرنسية أن المفسدين يقعون في كمين، حيث إنهم يحاولون إخراج العملية عن مسارها؛ لذلك يجب علينا أن نجعل العملية الانتخابية لا تقبل الجدل ولا رجوع فيها.

ووفق تقارير دولية، لن تُهمل دول الجوار الليبي مثل مصر مع وجود الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتونس مع نجلاء بودن والنيجر وتشاد، الذين يعانون من تداعيات الأزمة الليبي، بالإضافة إلى اليونان والكونغو. 

ومع ذلك، بالنسبة إلى هذا الجمهور من المشاركين في هذا المؤتمر الدولي حول ليبيا، ستكون مسألة إعطاء دفعة أخيرة لنجاح هذه الانتخابات الليبية المأمولة التي ستُعقد في 24 ديسمبر، ولكن أيضًا مسألة رسم مسار وخارطة طريق لما بعد، لضمان نتيجة العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة.

ومن المفترض أن تطوي العملية السياسية صفحات الخلاف على عقد من الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011، وذلك من أجل السماح بإنهاء الانقسامات والصراعات بين الأشقاء بين معسكرين متنافسين.

ووفق وصف الصحف الفرنسية، فإن مؤتمر باريس الدولي في باريس لن يكون بمنزلة قطعة حلوى يوم الجمعة، لأنه مع اقتراب هذا المؤتمر، استؤنفت التوترات السياسية مرة أخرى على الجانب الآخر.

ويسود الارتباك في ليبيا عشية المؤتمر الدولي المقرر عقده يوم الجمعة 12 نوفمبر في باريس، إذ رفض رئيس الوزراء عبد الحميد دبيبة، الأحد الماضي، قانون الانتخابات، وكذلك فعل الإسلاميون والمليشيات في طرابلس. 

ولم يؤكد دبيبة الذي يتعارض مع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي حتى الآن مشاركته رغم وجوب حضور الأخير المؤتمر في باريس. 

ومع اقتراب موعد الانتخابات، يضغط كل معسكر للضغط على أمل الحصول على ميزة، ما يلقي بظلال من الشك على إجراء الانتخابات. 

جهود مصرية لحل أزمة ليبيا

ألقى وزير الخارجية سامح شكري، الثلاثاء الماضي، كلمة في الجلسة الختامية للحوار الاستراتيجي الأمريكي المصري في واشنطن، مشيرا إلى أن القاهرة وواشنطن لديهما فرص كبيرة لتطوير العلاقات في مختلف المجالات.

وسلط الوزير المصري الضوء على أهمية الشراكة الاستراتيجية الجارية مع الولايات المتحدة والدور الذي يلعبه التعاون المصري الأمريكي لتعزيز قدرات الدولة على مواجهة التحديات.

وأشار شكري إلى أن ذلك يشمل التعاون في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف ودعم جهود مصر الحثيثة لتحقيق التنمية للشعب المصري.

كما أكد شكري دور مصر الريادي كدعامة للاستقرار في المنطقة، مؤكدا أهمية التعاون المستمر مع الولايات المتحدة لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين.

وشددت الولايات المتحدة ومصر على أهمية إجراء الانتخابات في ليبيا في 24 ديسمبر المقبل، ودعمتا خطة عمل اللجنة العسكرية المشتركة الليبية [5 + 5] لإزالة جميع القوات الأجنبية والمقاتلين والمرتزقة.

وفيما يتعلق بليبيا أيضًا، قال وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكين إن كلا من مصر والولايات المتحدة تبادلتا الرؤى بشأن حل الأزمة من خلال خارطة طريق تتطلب من المرتزقة والمقاتلين الأجانب مغادرة البلاد.

وفي سبتمبر 2021، التقى شكري وزير الخارجية الأمريكي لمناقشة العلاقات الثنائية بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وذكر بيان لوزارة الخارجية المصرية أن الوزراء اجتمعوا في نيويورك على هامش الدورة الـ76 للجمعية العامة للأمم المتحدة؛ ما يؤكد استمرار الجهود المصرية نحو استقرار الدولة الليبية.