جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 04:46 مـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

سناريوهات مواجهة تاثير المتحور ” أوميكرون ” علي الاقتصاد العالمي

حذر اقتصاديون من التحسن الذي شهدته أسواق المال العالمية نتيجة نجاح العالم في محاصرة انتشار فيروس «كوفيد-19»، يمكن أن تتبدد مجدداً إذا ما ثبت أن متحور كورونا الجديد «أو ميكرون» سيبقى مع العالم لفترة طويلة.

 رغم السعي الأوروبي والعالمي إلى وضع خطط وسناريوهات للتعافي من" كورونا"، ووضع ميزانية ضخمة لدعم الدول الأكثر تضررا، خاصة بعد وضع مزر وهش، وكانت بعض الدول قد حققت نمواً محدوداً.

تهدد هذه الموجه الجهود الكبيرة التي حاول العالم تجاوزها في الأسابيع الماضية، بعد ارتفاع ملحوظ في نسب التضخم والاضطرابات المتعلقة بسلاسل التوريد التي يعانيها العديد من الاقتصاديات، بما في ذلك اقتصاديات كبرى حول العالم.

خطط مواجهة كورونا

ولتفادي تبعات كورونا وضعت خطط على الصعيد المحلى والمنطقة العربية، ولقد ظهر تأثير المتحور الجديد "أو ميكرون" على الأسواق العربية والخليجية بشكل حاد، وسط تراجعات في أسعار النفط وارتفاع مستويات الخوف من احتمالات العودة إلى إغلاق عالمي، وقادت سوق دبي المالية الهبوط بانخفاض قدره %5.17.

هبوط البورصات العالمية

 وخسرت أسعار النفط نحو %10 يوم الجمعة الماضية، في أكبر تراجع يومي لها منذ أبريل 2020م، كما هبطت مؤشرات الأسهم الأوروبية بنحو %3، وانخفض مؤشر داو جونز الأمريكي %2.5

جهود مكافحة كورونا

واصلت أوروبا الكشف عن حالات إصابة بفيروس "أو ميكرون" السلالة المتحورة من فيروس كورونا، في أنحاء القارة، بينما قام رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، بفرض إجراءات جديدة لوقف تفشي الفيروس.

 ومن المقرر أن تجري الشركة المصنعة لعقار "سينوفاك" عملية تقييم لطريقة عمل اللقاح ضد المتحور "أو ميكرون "

وصرح المستشارالطبى للرئيس الأمريكي جو بايدن، أنتوني فاوتشي، إن متحور فيروس أو ميكرون ربما يكون قد تفشى داخل البلاد بالفعل.

وأعلنت حكومات العديد من الدول بداية من الولايات المتحدة ووصولاً إلى أستراليا قيود على عمليات السفر من وإلى جنوب إفريقيا، ورفعت الولايات المتحدة مستوى التنبيهات الخاص بالسفر للخارج إلى مستوى التحذير، واضافت المملكة المتحدة أربع دول أخرى إلى "القائمة الحمراء"، كما أضافت اليابان ثلاث دول أفريقية أخرى إلى منع الدخول، بحسب تقرير لصحيفة "يوميوري " اليابانية.

وصرح رئيس وزراء سنغافورة لي هسين لونغ، انها وضعت تأثير فيروس أو ميكرون تحت المراقبة الشديدة للغاية، وربما يجبرها ذلك على التراجع عن بعض تدابير تخفيف القيود التي لجأت إليها بهدف فتح الاقتصاد.

وعملت سنغافورة على تخفيف قيود إغلاق الحدود ضمن خطة أوسع لتبني نهج التعايش مع توطن الفيروس، وهي تشبه بذلك بلدان أخرى عديدة.

فتح كامل مع إجراءات وقائية
وباستثناء سيناريو الإبقاء على الوضع الحالي (فتح كامل مع إجراءات وقائية) فإن بقية السيناريوهات لن تكون في صالح الاقتصاد الذي لم يتعافى بعد من تبعات الإجراءات التي اتخذت لمكافحة انتشار الفيروس.

السيناريو الثاني يتمثل في فرض تباعد اجتماعي على مختلف المرافق العامة المغلقة، مع تقليص السعة الاستيعابية لها، لتحقيق أفضل تباعد ممكن بين الأفراد، مع تشديد الالتزام بإجراءات الوقاية الشخصية.

غلق المرافق العامة

بينما السيناريو الثالث يتمثل في غلق بعض المرافق العامة، كالمطاعم وقاعات المؤتمرات ومنع التجمعات لأكثر من عدد معين تحدده لجان الوقاية الصحية في كل بلد، ما قد يخلق ضغوطا سلبية على بعض القطاعات.

 وستتأثر صناعة الضيافة والسياحة العالمية بتلك التبعات السلبية التي قد تنشأ من هذا السيناريو، خصوصا أنه قد يتسبب في إبطاء التعافي لصناعة السياحة الأجنبية الوافدة.

اغلاق كامل الحدود

بينما السيناريو الرابع سيكون من خلال غلق مناطق كاملة داخل الدول التي تسجل إصابات مرتفعة، إلى جانب إعادة فتح مراكز الحجر الصحي للمصابين بالفيروس، وتشديد الرقابة على تتبع الإصابات.

وقد يشمل هذا السيناريو غلق الحدود أمام الرحلات السياحية العالمية، واقتصارها على سفر وعودة المواطنين وحركة التجارة العابرة، إلى جانب تشديد القيود على المعابر الجوية والبرية والبحرية، وإلزامية الحجر لكل مسافر لمدة 14 يوما. في هذا السيناريو، ستتأثر سلاسل الإمدادات بين الشرق والغرب، وسط مخاوف من تراجع الطلب العالمي على الاستهلاك، وإعادة إعداد خطط صرف حزم إنقاذ عالمية.

السيناريو الخامس، وهو الأسوأ على الاقتصاد العالمي كاملا، هو إعادة الغلق الكامل للأسواق المحلية، وغلق الحدود البرية والبحرية والجوية، مع إلزامية فرض قيود على حركة الأفراد

فيما وضح اقتصاديون لدى "غولدمان ساكس" ان هناك أربعة سيناريوهات للتأثير المحتمل لسلاسة "أو ميكرون" الجديدة من فيروس كورونا على نمو الاقتصاد العالمي، غير أنَّهم أكدوا أنَّ الوقت مازال مبكراً لتعديل توقُّعاتهم في ضوء عدم وضوح ما قد يحدث فيما بعد.
أن ينتقل فيروس "أو ميكرون" بوتيرة أسرع من فيروس "دلتا" الذي سبقه، يؤدي ذلك إلى تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي في الربع الأول من العام إلى 2% سنوياً، أو ما يقرب من 2.5 نقطة مئوية أقل من توقُّعات "غولدمان ساكس" الحالية، أما بالنسبة لعام 2022 كاملاً؛ فقد يحقق الاقتصاد العالمي نمواً بـ 4.2%، أو بمعدل يقل بنحو 0.4 نقطة مئوية عن المتوقَّع حالياً، في حين ستعتبر النظرة المستقبلية لمعدل التضخم "مبهمة وهذا هو السيناريو الأسواء.

اما السيناريو الأشد سوءاً هوأن تكون شراسة المرض ومقاومته للعلاج أشد من فيروس "دلتا"، ونتيجة ذلك سيتعرض نمو الاقتصاد العالمي لضربة عنيفة، وسيظل تأثيره على التضخم “مبهماً"

إنذار كاذب
أن ينتشر "أو ميكرون" بمعدل أبطأ من فيروس "دلتا"، وبالتالي لن يكون له تأثير مهم على نمو الاقتصاد العالمي، أو معدل التضخم.

أكثر السناريوهات تفاؤلا
أن ينتشر "أو ميكرون" بوتيرة أسرع قليلاً، غير أنَّه يتسبب في أمراض أقل حدة بكثيرعن السلالة السابقة، في هذا السيناريو التخيلي "الخاص بعودة الأوضاع إلى طبيعتها"، يؤدي انخفاض صافي العبء المرضي إلى زيادة معدل النمو الاقتصادي أعلى من المستوى المرجعي لدى "غولدمان". ويرجح معه انخفاض معدل التضخم مع تسارع عملية توازن الطلب مع العرض، وتعافي عرض السلع وقوة العمل.
وفي مذكرة بحثية، قال اقتصاديو "غولدمان ساكس" بقيادة جان هاتزيوس: "في نهاية الأمر، قد يكون لفيروس "أو ميكرون" آثار كبيرة على نمو الاقتصاد العالمي ، غير أنَّ نطاق النتائج العلاجية، وبالتالي الاقتصادية، يظل واسعاً بصورة استثنائية ، لكن في حالة احتمالية "الإنذار الكاذب"، لن نغير في توقُّعاتنا بشأن التضخم، والنمو، والسياسة النقدية تغييراً يرتبط بفيروس "أو ميكرون" حتى يصبح احتمال وقوع أحد هذه السيناريوهات أكثر وضوحاً.

اما وفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن المتغير المثير للقلق يتسم بزيادة القابلية للانتقال أو التغيير الضار في الخصائص الوبائية لكوفيد-19، وارتفاع الضراوة أو التغيير في عرض المرض السريري؛ وانخفاض في فعالية تدابير الصحة العامة والاجتماعية، أو التشخيصات واللقاحات والعلاجات المتاحة.

وتشير المنظمة، إنه لم يتضح بعد ما إذا كان المتحور الجديد من فيروس كورونا (أو ميكرون) أشد عدوى مقارنة بمتحور "سارس كوف-2"، أو إذا كان يتسبب في مرض أشد خطورة.

 المنظمة أضافت في بيان نقلته وكالة "رويترز البيانات الأولية تشير إلى أن هناك معدلات متزايدة من دخول المستشفيات في جنوب أفريقيا، لكن قد يكون ذلك بسبب زيادة الأعداد الإجمالية للمصابين، وليس نتيجة إصابتهم بشكل محدد بمتحور أو ميكرون". مع ذلك أكدت المنظمة في بيان أن الأدلة الأولية تشير إلى أن هناك احتمالاً أكبر للإصابة مجدداً بالمتحور.

فيما أوضحت أنها تعمل مع خبراء فنيين لفهم الأثر المحتمل للمتحور على الإجراءات الوقائية الحالية ضد مرض كوفيد-19، بما في ذلك اللقاحات، لكن لم تصل الي معلومات في الوقت الحالي للإشارة إلى وجود أعراض مرتبطة بمتحور "أو ميكرون" تختلف عن أعراض المتحورات الأخرى

جدير بالذكر، كانت منظمة الصحة العالمية قد أشارت إلى حدوث تغيير ضارٍ في وباء كوفيد-19 فور ظهوره، حيث نصحت المجموعة الاستشارية الفنية المنظمة بضرورة تصنيف هذا المتغير على أنه "متغير مثير للقلق"، وتم تحديد "B.1.1.529" باعتباره متغيراً فيروسياً مثيراً للقلق، تحت اسم "أو ميكرون" (Omicron)، بحسب بيان سابق للمنظمة أبلغت فيه عن المتغير "B.1.1.529" لأول مرة من جنوب أفريقيا في 24 نوفمبر 2021. وشهد الوضع الوبائي في جنوب أفريقيا ثلاث طفرات مميزة في الحالات المبلغ عنها، كان آخرها في الغالب متغير "دلتا". وفي الأسابيع الأخيرة، زادت الإصابات بشكل حاد، متزامنة مع اكتشاف متغير "B.1.1.529". وكانت أول إصابة مؤكدة معروفة بهذا المتغير من عينة تم جمعها في 9 نوفمبر2021.