جريدة الديار
الأحد 5 مايو 2024 07:58 مـ 26 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

استقالة قرداحي حرب بالوكالة.. سياسي لبناني يكشف لـ”الديار” كواليس الصراع

لبنانيون يعانون أزمات اقتصادية وسياسية
لبنانيون يعانون أزمات اقتصادية وسياسية

علَّق الدكتور خالد زعرور، المدرس الجامعي والباحث الإعلامي الاجتماعي، على استقالة جورج قرداحي، وزير الإعلام اللبناني من منصبه، وذلك عقب التوترات الدبلوماسية التي أثارتها تصريحات سابقة له عن الحرب في اليمن التي اعتبرت مسيئة للسعودية والإمارات.

ووصف الباحث الإعلامي الاستقالة بالوكالة، حيث إن السمة المميّزة للحروب العصريّة هي أنّها بالوكالة، أي أنّ جهة ما تقوم بمد جهة داخليّة في دولة ما بالمال أو الأسلحة أو التوجيهات لشنّ حرب عسكريّة، أو نفسيّة، أو سياسيّة تجاه طرف آخر، وبالتالي فهي تبعيّة وخضوع، لكن الوضع الّلبناني تجاوز هذا المفهوم إلى مفهوم تبعيّة جديد شمل كل مفاصل الدولة، وأصبحت الخطوات المتّخذة في معظم سلطات الدولة تتخذ بالوكالة، أي أنّها رهينة لقرار عربي، أو رغبة أجنبيّة، أو تبعيّة من نوع معيّن.

وفي تصريح خاص لـ«الديار»، قال الباحث السياسي اللبناني إن المثال الأحدث والأبرز هو استقالة وزير الإعلام اللبنانيّ جورج قرداحي من منصبه بناءً لصراعات سياسيّة حدثت عُقب تصريح له عن الحرب السعوديّة اليمنيّة، وهنا من الضّروري تجاوز الظاهر، والدخول للتفاصيل، واستنتاج طبيعة العلاقة التي تحكم في لبنان، فواهمٌ من يظنّ بأنّ سوء العلاقات مع الدول الأخرى، وتحسنها، مرتبط باستقالة معينة، أو تعيينٍ ما، إذ إن الأمر تجاوز هذا الظاهر بكثير، وتعدّاه إلى معانٍ عديدة تفيد بأن لبنان بات في مرحلة خطيرة تحتاج للعلاج السرّيع.

وأكد الدكتور خالد زعرور أن مظاهراتٍ عديدة، وقطع طرقات، وإحراق إطارات، مرتبط بسعر صرف الليرة اللبنانيّة، وسعر الصرف يرتبط بمنصات إلكترونيّة خارجيّة، مضيفًا أن التعيين والاستقالة والسجن والإفراج، تابعان للتعليمات الخارجيّة، وهناك سلاح متفلّت.

وقال الباحث السياسي اللبناني إنه يمكن لحدث استقالة أو تعيين أن يكون كفيلًا بتفجير الوضع الداخلي، وكل هذه الأحداث التي تطفو على السّاحة اللبنانيّة هي بمثابة تمهيد لمرحلة الانتخابات النيابيّة التي تعد الجولة الأخيرة في الصراع الحاصل، وكل طرف من الأطراف يستعد لتلك الجولة لأنها الأساسيّة.

وشدد المحلل السياسي على أن الخاسر الأول والأخير هو أفراد الشعب الذين باتوا أمام واقع اقتصادي مخيف، فثمن وقود التدّفئة أغلى من كل الموقف السياسي، وثمن علبة حليب لطفلٍ جائع، باتت أغلى بكثير من الاصطفاف خلف هذا الخطّ السياسيّ أو ذاك، والهجرة باتت أهم من استقالة مسؤول،

وفي ختام تصريحاته لـ«الديار» تسأل الدكتور خالد زعرور، المدرس الجامعي والباحث الإعلامي الاجتماعي: هل يدرك القائمون على السّياسة في لبنان خطر هذا الوضع قبل الآوان؟ أم أن الوضع الحاليّ هو جزء من الاستراتيجيّة الموضوعة لحسم الانتخابات؟ وإن كان المواطن اللبناني يعلم ذلك فتلك مصيبة، وإن كان لا يعلم، فالمصيبة أعظمُ؟