آخر ضحايا تهوُّر الشباب.. تفاصيل وفاة شهيد «لقمة العيش» بالغربية

سيطرت حالة من الحزن الشديد على أهالى كفر شمارة، التابع لمركز زفتى محافظة الغربية، والتي ينتمى لها المجنى عليه يحيى زكريا شهيد لقمة العيش، إثر مشهد متكرر من أحد الشباب المستهترين لا يعي المسؤولية، سحله بسيارته أثناء خروجه للبحث عن رزقه.

البداية عندما تلقى مدير أمن الغربية إخطارا من مأمور مركز شرطة زفتى، يفيد بوصول جثة يحى زكريا سيد أحمد، 25 عامًا مقيم بكفر شمارة التابع لمركز زفتى، إثر إصابته بكدمات وإصابات متفرقة بالجسد.

وفاة غامضة

وبسؤال أسرته أفادوا حدوث إصابته إثر تعرضه لحادث طريق بنطاق حنون محافظة الغربية، ونقلت الإسعاف الجثمان إلى مستشفى زفتى العام لإنهاء إجراءات الدفن، لكن اشتبه الأطباء بوجود شبهة جنائية فى الوفاة، وأخطر الأجهزة الأمنية بمركز شرطة زفتى التى انتقلت على الفور إلى المستشفى.

وبالفحص والتحرى تبين وجود شبهة جنائية فى الوفاة وتم التحفظ على الجثة بمشرحة مستشفى زفتى العام تحت تصرف النيابة العامة، لتشريح الجثة لبيان سبب الوفاة، ونقل الجثمان لمستشفى طنطا للتشريح.

وتبين من التشريح أن سبب الوفاة بفعل فاعل، وأمرت النيابة بتحريات المباحث حول الواقعة وكيفية حدوث الوفاة وتحرر عن الواقعة المحضر رقم ١٠٩٢ لسنة ٢٠٢٢ جنح مركز زفتى.

وكشفت التحريات والتحقيقات أن وراء ارتكاب الواقعة عبدالرحمن ط ع، ١٦ عامًا مقيم بكفر هلال محافظة المنوفية، والذي قام بالتعدي على المجني عليه وسحله بمركبته الخاصه حتى ارتطم بسيارة أخرى ولفظ أنفاسه الأخيرة، وذلك بحسب شهود العيان بدر محمد عز الرجال ومحمود محمد السيد.

وتمكن فريق البحث الجنائى بمركز شرطة زفتى من القبض على المتهم، وبمواجهته أنكر ولم يعترف بارتكاب الواقعة، وبشهادة الشهود تمت إحالته إلى النيابة العامة التى أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات مع مراعاة التجديد في الميعاد.

العائل الوحيد لوالديه وطفلين

وبدموع غزيرة وقلب موجوع على فقدان فلذة كبدها سردت "نفيسة" والدة المجنى عليه تفاصيل عن حياته معها، ومدى رعايته وحنانه عليها، وحب جيرانه له وسعيه وراء لقمة العيش لتربية أبنائه طفلين في عمر الزهور تتفتح للدنيا.

وتابعت الحاجة "نفيسة"، "أعلم أنه ابتلاء ربنا سبحانه وتعالى، عندما يقبض ثمرة فؤاد العبد فيقول للملائكة قبضتم ولد عبدي فيقولون نعم يارب فيقول ماذا قال عبدي يقولوا حمدك فيقولوا ابنوا لعبدي بيتا في الجنة سموه بيت الحمد. فأنا انتظر وصابرة وحامدة وشاكرة والحمد لله، وأنتظر القضاء العادل".

والد الضحية: الجاني على صلة بشخصيات مهمة

فيما التقط زوجها "زكريا سيد أحمد" أطراف الحديث منها قائلا: "إن المجنى عليه كان السند الوحيد والمعين معه على المعيشة بعد الله سبحانه وتعالى ومكافح ومحبوب من الجميع، ولم يتوقع وفاته بهذه الطريقة البشعة الموجعة، متابعا: "أن الجاني أشار لهم بأنه على صلة وطيدة بشخصيات مهمة وبارزة سوف تحميه".

كان ينتظر طفله الثالث

وأوضحت "عصمت" زوجة الضحية، أنها لم تكن تعرف أن زوجها تعرض للقتل، وجاء خبر الوفاة عن طريق صديق له أخبرهم بالحادث، مطالبة بالقصاص، فقد قتل زوجها بسبب استهتار شاب لا يعي المسئولية ولا يعلم مدى كسرة قلبها وقلب ابنائه الصغار، مشيرة إلى أنها حامل في طفلهما الثالث منذ شهر فسيولد يتيما لن يرى أبيه.

بينما قال الحاج على سيد أحمد، عم الضحية، إن الخبر جاء فى البداية أن ابن شقيقه توفي فى حادث أثناء عبور الطريق، وعند إحضار الجثة للمستشفى تبين وجود شبهة جنائية فى الحادث، مضيفا: "نطالب بالقصاص العادل ونحن نعلم نزاهة القضاء المصري".

فيما طالب خال المجنى عليه الحاج محمد، مؤسسات الدولة بتغليظ العقوبات ووضع قوانين صارمة للشباب تحت السن، طالما عاقل فهو مسئول عن تصرفاته، مضيفًا: "أرواح الناس ليست لعبة وخراب البيوت وحرقة قلب الأهل لا شيء بالدنيا يعوضها".