جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 07:19 مـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

بإمكانها جذب 20 مليون زائر│ صحراء المماليك كنز أثري يبحث عن منقذ

أستاذ آثار إسلامية: 50 مليون جنيه تكلفة التطوير

الأثريين العرب: مصر تزخر بأهم المزارت الدينية

خبير سياحي: دور الإعلام كبير في هذا الجانب

تزخر منطقة صحراء المماليك بآثار إسلامية، ومقابر ملوك وحكام، وشخصيات تاريخية عديدة، ما يجعلها مركز ثقل مهم جدًا في ملف السياحة الدينية، حال استغلالها جيدًا.

ويرى خبراء ومتخصصون، أن تطوير المنطقة، والنجاح في تحويلها لمزار سياحي جاذب، بإمكانه استقطاب 20 مليون زائر سنويًا، ودر ملايين الجنيهات على خزانة الدولة.

كنوز أثرية مدفونة

في هذا الإطار، قال الدكتور محمد حمزة، وكيل كلية الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة، إن الآثار الإسلامية التي تقع في جنوب القاهرة، وتحديدا في مناطق الإمام الشافعي، هي كنوز أثرية مدفونة.

وأكمل أن منطقة الإمام الشافعي، هي منطقة تراثية، وتعتبر جزءًا من الآثار الإسلامية التراثية، وخاصة أن هذا الجزء كان يقع شرق عواصم مصر الإسلامية القديمة، والتي منها مدينة الفسطاط ،والعسكر والقطائع، وكان امتدادها يقع ناحية الشمال، والشمال الشرقي وهو امتداد طبيعي لتطور العواصم الإسلامية.

وتابع أنه بدا واضحا أيضا، أن صلاح الدين قام ببناء سور بين العواصم، مما جعل القلعة في منتصف العاصمة ، مشيرًا إلى أن هذه المنطقة تتعرض لإهمال شديد.

وأكد: "أنه لو أردنا تحويل منطقة الإمام الشافعي إلى مزار سياحي عالمي، فلابد من تحقيق معيار ومقومات التنمية السياحية المستدامة.

وواصل أستاذ الآثار الإسلامية، أن هذه المنطقة مهمة من الناحية التاريخية والسياحية والتراثية، وبالطبع فلابد من تحديد المعايير وأنه يجب أن تتوفر بها مراكز الجذب السياحي الموجودة بالقاهرة.

التنمية السياحية المستدامة

وأشار إلى أن التنمية السياحية المستدامة، تقع في منطقة المقامات والأضرحة والمزارات الدينية، موضحًا: "أننا نعرف بالطبع أن السياحة عرض وطلب في كل مرحلة من المراحل الخاصة بها".

وأردف "أن منطقة الإمام الشافعي، فيها مكان القوة، ولذلك فإننا لابد أن ننظر إليها من الناحية السياحية أو الاجتماعية أو الاقتصادية، ولابد أن تتفوق على نقاط الضعف الموجودة في منطقة الأضرحة، وأبرزها الإهمال والتعدي، وخاصة أن معظم سكان هذه المنطقة من البيئات الفقيرة، أو محدودة الدخل، التي تعرف تحت مسمي قوانين الحماية الاجتماعية.

وذكر أنه لابد من التعرف على الفرص المتاحة في هذه المنطقة، وما هي المخاطر المحتملة وكيف نتجنبها، ونعرف ميزانية البنية التحتية من أجل التسويق للجذب السياحي.

وقال إن هذه المنطقة كانت تعرف بالقرافة الصغرى، وباسم جبانة المماليك، أوصحراء المماليك وبالخفير والمجاورين، وفي هذه المنطقة توجد آثار لاسرة محمد علي باشا، ولذلك أطلق عليها اسم وادي الملوك الاسلإمي، وأيضا جبانة القاهرة.

وتابع أن شخصيات المشاهير مدفونون أيضا بها، وفي العصر الحديث تم إنشاء مقابر خاصة لأسرة محمد علي، ومن الآثار التاريخية حوض أفندينا.

وذكر: عندنا صحراء المماليك وتضم قبور الملوك وحكام مصر، والسلطان قايت باي الناصر، والسلطان برقوق، والسلطان اينال، وكبار الأمراء ورجال الدولة حينذاك، وعندنا أفراد أسرة محمد علي ، وقبر طلعت حرب مؤسس الاقتصاد المصري الحديث.

إنشاء بنية تحتية، ومحاور ارتكاز

وأكد أن السياحة المستدامة تحتاج إلى إنشاء بنية تحتية، ومحاور ارتكاز، وطرق جديدة، وعناصر جذب، لكي تتناسب إمكانياتها مع جميع الطوائف، مشيرا إلى أنها تتكلف على الأقل 50 مليون جنيه كمرحلة أولى، وأنه من الممكن عمل تصوير جوي لنظم المعلومات الجغرافية، وإنشاء طرق جديدة ومسارات لها وربطها بالمحاور الأساسية بشمال وجنوب وشرق وغرب القاهرة.

واقترح إنشاء عناصر خدمية حديثة للتسويق السياحي، وإدارة جيدة، ونظم مراقبة ومتابعة ذات كفاءة عالية.

20 مليون زائر سنويًا

من جانبه قال الدكتور محمد الكحلاوي رئيس جمعية الأثريين العرب: إننا تقدمنا في السنوات الأخيرة وتحديدا عام 1989 بمشروع يهدف إلى الاستفادة من الكنوز التراثية المدفونة في منطقة الامام الشافعي، وتحويلها إلى مزار سياحي وحينها وُعدنا بالنظر في القضية، ولكن للأسف الشديد جاء الكلام حبر على ورق.

وذكر: "نحن نمتلك ثروة سياحية بمثابة كنز سياحي مدفون"، مستطردا أنه إذا تم التخطيط والتسويق لها جيدًا في الدول متعددة الجنسيات، فمن المتوقع أن يصل عدد الزائرين إلى 20 مليون زائر من مختلف شعوب العالم.

وطالب الوزارات المسئؤلة بمخاطبة من يحمل أفكارًا خاطئة عن زيارة المزارت الدينية.

دور كبير للإعلام

وقال إيهاب صبري الخبير السياحي، إنه توجد فئة كبيرة من الشعب المصري يحبون آل البيت منذ وجود الدولة الفاطمية، مما شكل نسيجًا كبيرًا من الناس يتعلقون بآل البيت وزيارة الأضرحة، مما يجعل عددًا كبيرًا يسافر لقصدها.

وقال إنه يوجد نوعان من الأضرحة، نوع تابع لوزارة الآثار، ونوع آخر تابع لوزارة الأوقاف، مكون من عدة أشكال للسائحين، فمنها من يزور مصر لأسباب تاريخية، ومنها لأسباب ثقافية أودينية وأخرى أدبية وعلمية.

وتابع: "هنا لابد أن نفرق بين العقيدة والسياسة ولكن هناك أيضا جمهور كبير من السياحة الدينية يزور القاهرة ولكن للأسف الشديد المشكلة تتعلق من جانب أكبر من الناحية الثقافية بالجمهور، وهنا المقصود بالمؤسسات الإعلامية عن السياحة وتهيئة الرأي العام قبل البدء في المشروع واستقبال الزائرين.

وعن تحريم زيارة الأضرحة، أكد رفضه الخلط بين الدين والسياسة، مشيرًا إلى أن هناك دول في العالم توجد بها ديانات وعبادات متعددة، وتستقبل الآف السائحين سنويًا.

وحذر الخبير السياحي، من الصدام الذي يحدث بين الجماعات السلفية والمسؤلين مما يجعل أصحاب القرار في حرج في فتح هذا الملف، مطالبًا بفتح هذا الملف السياحي القومي والذي يدخل ملايين الجنيهات سنويًا.