جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 03:43 صـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الدكتورة إيمان مرزوق لـ”الديار”: العلاج الفعال لكورونا لم يظهر بعد

الدكتورة إيمان مرزوق
الدكتورة إيمان مرزوق

أكدت الدكتورة إيمان مرزوق، أستاذ علم الفيروسات بجامعة القصيم السعودية، والحاصلة على الدكتوراه في فيروسات الإنفلونزا شديدة الضراوة من جامعة برلين الحرة بألمانيا أن فيروس كورونا يستطيع إصابة مجموعتين من الناس: الأولى كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، مثل: السكري، والقلب، وارتفاع ضغط الدم، والأخرى هم: الأطفال لأن أجهزتهم المناعية تكون لم تكتمل بعد.

وأشارت مرزوق في حوار لـ "الديار" إلى أنه لا يوجد دليل على أن الجثث تشكل خطر الإصابة بأمراض وبائية بعد الدفن، حيث لا تستطيع معظم المسببات المرضية أن تظل نشطة لفترة طويلة في جسم الإنسان بعد الموت.

وأضافت أنه لا يمكن توقع متى سينحسر الفيروس، لأن الأمر يعتمد بشكل أساسي على اتباع التباعد الاجتماعي، وعدم التواجد في التجمعات والالتزام بالإجراءات الاحترازية الوقائية، مثل غسل اليدين، واستخدام المناديل الورقية أثناء العطس أو السعال، وتنظيف الأسطح، وعدم الالتزام بذلك سيؤدي إلى انهيار المنظومة الصحية العالمية.

وكشفت أستاذ مساعد علم الفيروسات والحاصلة على الدكتوراه من جامعة برلين في حوارها أن أغسطس بداية انحسار الموجة الأولى لفيروس كورونا، مؤكدة أن هناك عدة محاولات بالتجارب السريرية على بعض أنواع الأدوية قد تخلق الأمل في الوصول لعلاج فيروس كورونا المستجد والمعروف بـ "كوفيد 19"، ومن أبرز تلك الأدوية الهيدروكسي كلوروكين وهي أحد الخيارات العلاجية المتاحة الآن، وإلي نص الحوار:

* في البداية، ما هي طبيعة فيروس كورونا؟

يطلق على الفيروسات أنها على حافة الحياة بمعنى أنها في حالة اضطرار للعيش داخل خلايا عائل حي حتى تستطيع أن تتكاثر وتكمل دورتها.

* ماذا عن مجموعة الفيروسات التي تنتمي لعائلة كورونا؟

مجموعة فيروسات كورونا هي عائلة كبيرة من الفيروسات التي يمكن أن تتسبب في أعراض تنفسية حادة، وبعض الأعراض الأخرى كالغثيان والقيئ، وأول إنذار حقيقي دق ناقوس الخطر كان عام 2002 مع ظهور فيروس سارس لأول مرة في أحد الأسواق التي تبيع الحيوانات، والتي تتضمن حيوانات مفترسة وأصيب حوالي 8068 حالة بعد انتشاره في حوالي 29 دولة وسجل معدل وفيات 9.6%.

وفي عام 2012 ظهر فيروس جديد ينتمي لنفس العائلة في السعودية وعرف بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية وكان معدل الوفيات مرتفعا ليصل إلى 34.4% من المصابين به، ولكنه كان نادرًا ما ينتقل من شخص لآخر لذلك تم السيطرة على الوضع.

ثم ظهر فيروس كورونا المستجد والمعروف بـ "كوفيد 19" في آخر عام 2019 وهو ينتمي لنفس عائلة الفيروسات السابقة، ويوجد تشابه في نشأته مع فيروس سارس إذ ظهر في الصين بأحد أسواق بيع المأكولات البحرية والتي تتضمن أماكن بيع حيوانات مفترسة أيضًا، وهنا يجب ألا نغفل وجود هذه الحيوانات المتوحشة في المعادلة.

*هل فيروس كورونا يصيب جميع الأعمار ولماذا كبار السن أكثر عرضة للإصابة؟

فيروس كورونا يستطيع إصابة كافة الفئات العمرية، ومضاعفات الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي يمكن أن يعاني منها مجموعتين من الناس الأولى كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، مثل: السكري، والقلب، وارتفاع ضغط الدم، والأخرى هم الأطفال لأن أجهزتهم المناعية لم تكتمل بعد أما في حالة "كوفيد 19"، وجد العلماء أن له سلوك مختلف إذ يمكن أن يصيب جميع الفئات العمرية، ولكن هناك بعض المجموعات أكثر عرضة للخطر عند الإصابة به.

وأجريت بعض الدراسات في الصين على إحصائيات المرضى، وتم التوصل إلى عدة نتائج هامة، هي:

- 77% من الحالات المصابة متوسط أعمارهم بين 30 إلى 69 سنة.

وأن أعلى معدل وفيات تم تسجيله بين كبار السن المصابين بأمراض مزمنة، مثل: الضغط المرتفع والسكري والقلب والسرطان.

وفوق 80 سنة تم تسجيل الوفيات بمعدل 14.8% من المصابين.

ومن 0 لـ 9 سنوات تم تسجيل 0.9% مصابين بينما لم يتم تسجيل وفيات

ومن 9 إلى 19 سنة كانت نسبة الإصابات 1.2% والوفيات 0.2%.

- من 20 سنة إلى 28 تم تسجيل 8.1% إصابات و0.2% وفيات.

*ما أبرز طرق العلاج المطروحة للمصابين بفيروس كورونا المستجد؟

بالرغم من عدم التوصل لعلاج فعال يقضى على فيروس كورونا بشكل حاسم إلا أن هناك عدة محاولات بالتجارب السريرية على بعض أنواع الأدوية قد تخلق الأمل في الوصول لعلاج، ومن أبرز تلك الأدوية الهيدروكسي كلوروكين أحد الخيارات العلاجية المتاحة، وهو عقار تم استخدامه من قبل لعلاج الملاريا، وتم التوصل إلى أن له تأثيرات فعالة في القضاء على بعض الفيروسات التي تنتمي لها عائلة الكورونا، مثل سارس وميرس، وهناك العديد من الدراسات حول ذلك العقار ، منها دراسة جرت على 62 مريضًا متوسط أعمارهم 45 عامًا، وتم تقسيمهم إلى مجموعتين مجموعة تم إعطائها 400 ملليجرام من العقار لمدة 5 أيام متتالية، والأخرى لم تتناول العقار، المجموعة الأولى تحسنت بعض الأعراض لديهم بشكل تدريجي مقارنة بالمجموعة الأولى.

ووجدت الدراسة أن الحالات الحرجة تحتاج لجرعات أكثر تركيزًا ولمدة أطول من ذلك، ولكن مع أن هذا العقار يعتبر آمنا في الجرعات المقررة إلا أن الجرعات الزائدة يمكن أن تؤدي للتسمم الدوائي فيجب مراعاة ذلك جيدا.

2-ريمديسيفير أحد الأدوية واسعة المجال المضادة للفيروسات، والتي قد تكون أحد الأدوية المطروحة، وتم تجربتها عن طريق حقن 200 مل في الوريد باليوم الأول و100 ملليجرام لمدة 10 أيام وتحسنت الأعراض وتم تجربته بالفعل مع فيروسات الإيبولا والسارس وميرس، كما أظهر نتائج يمكن أن تكون واعدة مع "كوفيد 19".

3-4 لوبينافير مع ريتونافير

وهما أحد الخيارات المطروحة و يعتبرا مضادات الفيروسات التي تستخدم في علاج متلازمة نقص المناعة المكتسب،"الإيدز"، والتي قد تعطي نتائج فعالة عند تجربتها لعلاج "كوفيد 19 و تقلل من احتياج المريض للتواجد فترات طويلة في المستشفى.

كما يتم أيضا إعطاء المرضى جرعات مناسبة من المضادات الحيوية من أزيثرومايسين و الفانكومايسين لتجنب عدوات الالتهاب الرئوي الثانوية و ذلك إلى جانب مضادات الفيروسات.

*متى يمكن الانتهاء من إنتاج مصل وقائي؟

عمل مصل وقائي ضد أي مرض يمكن أن يصل لسنوات طويلة من العمل المضن، وفي حالة فيروس كورونا ونظرا لتفاقم الأزمة هناك نتائج إيجابية تلوح في الأفق، وهناك محاولة أن يؤخذ المصل عن طريق الأنف بحيث يمنع دخول الفيروس من فتحات الأنف ووصوله للجهاز التنفسي ويتم عمل المصل عن طريق أخذ جزء من المادة الوراثية للفيروس ويحقن جزء منها بعد تعديلها معمليًا ليتعرف عليها الجهاز المناعي.

ويقوم بتكوين أجسام مضادة تحمي من العدوى المستقبلية وهناك طريقة أخرى لعمل المصل، وهي بعد أن يتم أخذ أجزاء من البروتينات الخاصة بالفيروس وحقنها بالجسم والجهاز المناعي يتعرف عليها ويكون أجسام مضادة.

*ماذا عن الإصابات بين الأطقم الطبية وما هي الإجراءات للحد من العدوى "فيروس كورونا؟

إذا تطرقنا للإصابات بين الأطقم الطبية فذلك الأمر ناتج من تعاملهم المباشر والمستمر مع المرضى المصابين لفترات طويلة مجهدة وأيضا لو تناولنا عناصر الأمان التي يجب أن تقييهم من العدوى لوجدنا أنها لا تطبق بالشكل المنصوص عليه من منظمة الصحة العالمية للحفاظ على سلامة الطاقم الطبي والمرضى ويشتكي الكثير من العاملين في القطاع الطبي من عدم توفرها بشكل كامل.

لذا فإنه يجب الإشارة إلى أهمية تطوير المنظومة الصحية في مصر ودعمها بكل الإمكانيات المادية والبشرية حتى تكون قادرة على اجتياز مثل هذه الأزمات بأكل الخسائر.