جريدة الديار
الأربعاء 24 أبريل 2024 04:37 مـ 15 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

اليوم .. ذكرى هجرة النبي من مكة إلى المدينة

الهجرة النبوية
الهجرة النبوية

في مثل هذا اليوم ٢٧ سبتمبر من عام ٦٢٢م، هاجر سيد الخلق النبي محمد ﷺ إلى المدينة المنورة قادماً من مكة فيما عرف بالهجرة النبوية"، إلى يثرِب أو المدينة المنورة التي لقبت ب"طَيِّبَة" أسم على مسمى، واستقبلهم أهل المدينة بالغناء والترحيب قائلين:


طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا لله داعٍ
أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع
جئت شرفت المدينة مرحباً يا خير داعٍ


بهذه الكلمات العذبة وبفرحة غامرة استقبل أهل المدينة الرسول الكريم بعد سنوات طويلة من العناء والمشقة بين صدود أهله وعشيرته في مكة وتعذيبهم للمسلمين الأوائل، وبين هجرته للطائف وصد أهلها له و دعاؤه الذي أدمى القلوب في رحلة العودة “اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني، إلى بعيد يتجهمني أم إلى قريب ملكته أمري؟ إن لم يكن بك غضب عليَّ فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل عليَّ غضبك أو يحل عليَّ سخطك، لك العتبى حتى ترضـــــى، ولا حول ولا قوة إلا بك”.


وعندما اشتد البلاء على المسلمين أذن الرسول لأصحابه بالهجرة إلى المدينة المنورة بينما ظل عليه الصلاة و السلام بمكة ينتظر أن يُؤذَن له في الهجرة ولم يتخلف معه بمكة، إلا علي بن أبي طالب وأبو بكر، وكان أبو بكر الصديق يستأذنه بالخروج إلى المدينة المنورة، ولكن كان عليه الصلاة والسلام يقول له: «لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحبًا».


وجاء اليوم الموعود الذي طال إنتظاره وغادر عليه الصلاة والسلام مكة مع صاحبه أبي بكر، وقلبه يعتصره الألم والحزن لفراق مكة المكان الذي ولد و تربى به، متجهين إلى غار ثور حيث مكثا به ثلاث أيام، و منه إتجها إلى يثرِب، ثم أتجها بعد ذلك إلى قباء ومكثا فيها عدة أيام .


وأخيراً وصل الرسول ﷺ إلى المدينة حيث بدأ عهد جديد في الدعوة إلى الإسلام فيه هدوء وثبات مما مكنه عليه الصلاة والسلام من إرساء قواعد الدولة الإسلامية وكان أول عمل قام به فور وصوله هو بناء مسجد والذي عُرف بمسجد قباء .


وتمر السنين و تقوى شوكة الإسلام ويعود الرسول الكريم إلى مكة ولكن هذه المرة مرفوع الرأس يوم أذن الله له بفتح مكة في العام الثامن للهجرة وقال عليه الصلاة والسلام مقولته الشهيرة والتي تدل على التسامح والرحمة عندما سأل أهل مكة "ما تظنون أني فاعلٌ بكم؟ " قالوا : "خيراً أخ كريم وابن أخ كريم" فقال عليه الصلاة والسلام: "اذهبوا فأنتم الطلقاء" .