جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 12:00 مـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

هل يمكن الاعتماد على الأعمال الحرة في الدخل؟

يعد اتخاذ خطوة ترك عملك وفق منظومة إدارية سواءًا كانت شركة خاصة، أو عملًا حكوميًا والاتجاه إلى الأعمال الحرة، نظرًا لكل ما يحيط بها من القيل والقال، أو الخوف من تحمل تبعات الخسارة وحدك، وهذه الحيرة وعدم القدرة على اتخاذ القرار المناسب، تتزايد في حال كنت عائلًا لأسرة، ولديك مسؤوليات تجاه عائلتك، وسنحاول أن نعرض عليك الأمر كصورة كلية بحيث نساعدك، من خلال هذا المقال في التعرف بشكل أفضل عن بيئة الأعمال الحرة.

العمل الحر

أصبح العديد من الأشخاص يتجهوا إلى العمل الحر في الفترة الأخيرة، ولا سيما بعد جائحة كورونا التي أدت إلى تسريح العديد من العمالة، ولجأ العديد منهم لإدارة أعماله الحرة، سواءًا كانت من خلال شبكة الأنترنت، أو تقديم خدماته بشكل مؤقت ضمن عقد محدد المدة لأي من الشركات.

وأشارت الدراسات بأن نسبة العاملين بشكل حر قد زادت ما بين العام 2019 حيث كانت تقدر بـ28% إلا أنها وصلت عام 2020 بعد جائحة كورونا، والإغلاق التام للعديد من الشركات إلى 36%، بينما وصلت هذه النسبة إلى 38% خلال عام 2021، مما يجعلك تعرف بأن الراغبين في الاستقلال والعمل بشكل حر قد زادوا.

وربما ما تسبب في زيادة هذه النسبة خلال تلك الفترة الزمنية القصيرة، لم تكن عمليات التسريح، ولكن كان السبب فيها هي البحث عن الاستقلالية، وزيادة معدل الأرباح، والمرونة والتحكم في أوقات عملك مما يجعل الضغوط اليومية أقل.

فمن منا لا يبحث عن فرصة للعمل من أي مكان، دون أن يكون محاصرًا في زحام ساعات الذروة، إضافة إلى التكاليف التي يتكبدها المرء للمواصلات، فتعتبر الأعمال الحرة على قدر زيادة حجم المسؤوليات على كاهلك حيث تكون مدير نفسك، ولكنها تقلل من الضغوط التي تنتج عن التدرج الوظيفي، وسنحاول في الفقرة القادمة التعرف على مميزات وعيوب العمل الحر.

مميزات الأعمال الحرة

تعمل خلالها على المشاريع التي تريد تنفيذها، وحب العمل يساعدك على الإبداع.

مرونة في أوقات العمل، فأنت من تحدد المدة الزمنية لوقت العمل، ومتى تحتاج لوقتًا إضافيًا ومتى يمكنك أخذ فترة راحة.

مصادر دخل متعددة، حيث يمكنك التعاقد على تقديم مشاريع بشكل حر مع شركات، أو أفراد أو حتى شركات عالمية، فكل هذا يزيد من دخلك الشخصي.

العمل من أي مكان، فكل ما تحتاجه هي الأدوات التي تُمكنك من تنفيذ مشاريعك على أكمل وجه.

عدم انتظار أول الشهر لنزول الراتب، فطالما أنتَ تعمل وتستقبل المشاريع، فدائمًا ما تجد دخل طوال الشهر.

مع إيجاد وقت أكبر نظرًا لعدم ارتباطك بمواعيد عمل رسمية، فيمكنك العمل على تنمية مهاراتك بشكل مستمر، يسمح لك بتنفيذ مشاريع في مختلف المجالات.

عيوب الأعمال الحرة

وفي هذه الجزئية سنذكر لك نصف الكوب الفارغ من الأمر، فالأعمال الحرة مثلما لها ما يميزها، فستجد بها عيوب مثل أي شئ آخر في الحياة، وتشمل هذه العيوب الآتي:

في بعض الأحيان لا تتلقى أية مشاريع لأسابيع ومن الممكن شهور.

ليس هناك أية ضمانات ومن الممكن أن تتعرض للخداع، في حال تعاملت مع الشخص الخطأ بعد تسليمك للمشروع من الممكن ألا يدفع مستحقاتك.

وجود منافسة شرسة في سوق العمل الحر، فيجب عليك تنمية مهاراتك، والتعرف على السوق جيدًا لتحديد الأسعار المناسبة لمشروعاتك وخدماتك.

ليس في الأعمال الحرة أي تأمينات صحية أو اجتماعية من شأنها إعالتك في حالات المرض والإعاقة أو في حالات الوفاة، فيجب أن تكون مدركًا لذلك وتحتفظ ببعض المال جانبًا، ويقدرها الخبراء بأن المشتغلين في الأعمال الحرة عليهم أن يحتفظوا بـ10% من دخلهم الشهري.

ستقوم بعمل السجلات الضريبية لنفسك، بحيث ستحتاج إلى تعيين محاسب لدفع الضرائب المستحقة عليك.

في حال مرضك وعدم القدرة على إتمام مشروعك فلن تجد راتبك الدائم مثلما يحدث الأمر في حال التوظيف.

في الأخير هذه مجرد محاولة لجعلك تتعرف على الأمر بشكل عام، وواضح قبل الإقبال على الاعتماد بشكل كامل على الأعمال الحرة، ونتمنى من خلال الفقرات السابقة أن نكون قد وضحنا بدقة إجابة السؤال الذي طرحناه في العنوان، وبشكل مختصر يمكننا إجابتك بأن لا تترك عملك الدائم إلا وأنتَ على أرض صلبة ولديك من الخبرة التي تؤهلك على العمل بشكل مستقل، وتكون مدرك لعواقب قراراتك، وقادرًا على تحمل مسؤولية الخسارة.