جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 09:02 مـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

فايننشال تايمز : الهجمات التركية على أكراد سوريا والعراق تهدد بإشعال المنطقة

آليات تركية
آليات تركية

تناولت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية العملية العسكرية التي شنتها تركيا، خلال الأيام الأخيرة، ضد أكراد سوريا والعراق، وقالت إنها تهدد بتصعيد التوترات في المنطقة المضطربة، حيث أسفرت الهجمات عن قتل ما لا يقل عن 65 شخصًا.

وبينّت الصحيفة في تقريرها الذي طالعته الديار ، أن العملية التركية ضد "حزب العمال الكردستاني" في العراق، و"وحدات حماية الشعب" بسوريا، جاءت بعد أسبوع من تحميل أنقرة الأكراد المسؤولية عن هجوم استهدف شارعًا مزدحمًا في اسطنبول، أسفر عن قتل ستة أشخاص.

وقالت وزارة الدفاع التركية، إن طائرات مقاتلة تركية قصفت قواعد ومواقع أخرى تابعة لحزب العمال الكردستاني (بي كي كي)، وفرعه السوري وحدات حماية الشعب (واي بي جي) عبر الحدود التركية.

ووفقًا لمتحدث باسم ميليشيا كردية، قُتل ما لا يقل عن 11 مدنيًا في سوريا، بينما قدرت مصادر عسكرية أخرى عدد القتلى بـ 65 شخصًا.

وشنت الطائرات التركية، ليل السبت، سلسلة من الغارات الجوية، استهدفت مواقع لقوات سوريا الديمقراطية الكردية، في كوباني وعين عيسى وتل رفعت شمالي سوريا.

وأطلق الجيش التركي ثلاث قذائف على وسط مدينة كوباني، إضافة إلى قصف منطقة الكوجرات، في أطراف مدينة المالكية على الحدود السورية التركية.

وقالت وسائل إعلام تركية إن الطائرات التركية قصفت مواقع لحزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية شمالي العراق السليمانية وسنجار وقنديل ودهوك وشمالي سوريا، إضافة إلى تحليق كثيف للطائرات التركية في أجواء شمالي شرق سوريا.

وحسب "فايننشال تايمز"، جاء القصف التركي بعد أسبوع من تحميل أنقرة، حزب العمال الكردستاني المسؤولية عن هجوم بالقنابل في اسطنبول، أسفر عن قتل ستة أشخاص، بينما أشار بيان وزارة الدفاع التركية في معرض تبريره للهجمات إلى حق أنقرة في الدفاع عن النفس بتنفيذ الهجوم.

وقالت الوزارة التركية أيضًا إنها دمرت 89 هدفًا، بما في ذلك الملاجئ ومستودعات الذخيرة ، مشيرة إلى أن أعضاء بارزين في حزب العمال الكردستاني كانوا بين الذين تم تحييدهم.

يذكر أن الجيش التركي يستخدم مصطلح تحييد للإشارة إلى العمليات التي يتم خلالها قتل أو إصابة أو اعتقال أفراد من القوات المعادية لها.

بينما نفى حزب العمال الكردستاني، المُدرج في قائمة المنظمات الإرهابية بأوروبا والولايات المتحدة، أنه كان وراء تفجير اسطنبول.وذكرت الصحيفة البريطانية، أن حزب العمال الكردستاني يشن تمردًا منذ عقود ضد الدولة التركية.

وأوضحت الصحيفة البريطانية أن تركيا تجري بانتظام عمليات جوية وبرية على نطاق صغير شمالي العراق، حيث يتمركز حزب العمال الكردستاني، كما أن الجيش التركي شنّ ثلاث عمليات توغل واسعة النطاق في سوريا منذ عام 2016 لمحاربة وحدات حماية الشعب، التي تعدها أنقرة امتدادًا لحزب العمال الكردستاني.

ونتيجة لذلك، تسيطر تركيا على آلاف من الكيلومترات المربعة داخل الدولة العربية، حيث تدعم فلول المتمردين السوريين، الذين يحاربون نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ نحو عقد.

ووفقًا لـ "فايننشال تايمز"، لم يتضح ما إذا كانت تركيا ستشن مزيدًا من الضربات الجوية، أو ستقوم بتوغل بري، ردًا على هجوم اسطنبول، خصوصًا أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، هدد مرارًا بشن هجوم العام الجاري لطرد المسلحين الأكراد من الحدود.

طبينما قالت وزارة الدفاع التركية عبر تويتر،العملية الجوية اكتملت بنجاح.

ورأت الصحيفة البريطانية، أنه يمكن لعملية عسكرية أخرى واسعة النطاق في سوريا، حشد الدعم لحكومة أردوغان بين القوميين الأتراك، قبل الانتخابات المقرر إجراؤها العام المقبل، لكنها أشارت إلى أن الرئيس التركي لم يتمكن من الحصول على الضوء الأخضر لهجوم بري آخر من روسيا وإيران، اللتين تدعمان الأسد، في الأشهر الأخيرة.

لكن العقبات لم تتوقف أمام توغل بري تركي على موافقة إيران وروسيا، وإنما أيضًا وفق الصحيفةتعارض الولايات المتحدة، التي تسلح وتدرب "قوات سوريا الديمقراطية" التي تهيمن عليها وحدات حماية الشعب المزيد من التدخلات العسكرية التركية في سوريا.

وأشارت الصحيفة إلى أن واشنطن لا يزال لديها نحو 800 جندي شمالي شرق سوريا، يدعمون قوات سوريا الديمقراطية.يذكر أن الولايات المتحدة كانت تساعد هذه القوات في حربها ضد تنظيم داعش الإرهابي.

ونقلت الصحيفة عن بريت ماكغورك، منسق البيت الأبيض للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قوله تعليقًا على الضربات الجوية التركية إن واشنطن تريد التأكد من عدم القيام بأي شيء لزعزعة استقرار الوضع الصعب للغاية شمالي شرق سوريا.

وقال ماكغورك خلال مشاركته في مؤتمر حوار المنامة ردًا على سؤال عن الغارات التركية، إن الوضع صعب.

وشدد على التزام الولايات المتحدة بإبقاء الحدود السورية التركية آمنة، مشيرًا إلى أن واشنطن ليست لديها أي معلومات عن الجهة التي نفذت هجوم اسطنبول الأخير.وأكد المسؤول الأمريكي، التزام الولايات المتحدة طويل الأمد بأمن المنطقة.

وقال ماكغورك إن الولايات المتحدة ستستمر في الحفاظ على الوجود العسكري بسوريا لضمان عدم عودة داعش.

وقالت وزارة الداخلية التركية، الأحد: أطلق مسلحون أكراد في منطقة تل رفعت قاذفة صواريخ على مركز للشرطة عند معبر حدودي خارج بلدة كيليس بتركيا، ما أسفر عن إصابة ثمانية من ضباط الأمن.

وأوضحت "فايننشال تايمز" أن دعم واشنطن لـ"قوات سوريا الديمقراطية كانت نقطة احتكاك طويلة الأمد بين أعضاء حلف شمال الأطلسي.

كان وزير الداخلية التركي قد وصف الولايات المتحدة بالقاتل بعد التفجير الذي وقع في قلب اسطنبول الأسبوع الماضي.

وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، فرهاد شامي، عبر "تويتر" إن 11 مدنيًا، بينهم صحفي، ومقاتل وحارسان، قُتلوا في الضربات شمالي شرق سوريا.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن جنودًا سوريين قُتلوا بالضربات الجوية في المناطق المحيطة بالحسكة وحلب.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 65 شخصًا قُتلوا في الضربات الجوية، حيث لقي عدد كبير من الجرحى حتفهم، متأثرين بجروح أصيبوا بها خلال القصف، بينما عُثر على جثث تحت أنقاض المباني.

وقالت وزارة الدفاع التركية، إن الأهداف في العراق شملت قنديل وآسوس وهاكورك.

من المعروف أن حزب العمال الكردستاني له وجود في هذه المناطق، حيث يتخذ من جبل قنديل -طالذي يقع شمالي العراق ويطل على الحدود الإيرانية العراقية ضمن سلسلة جبال زاغروس.

وقالت الوزارة التركية، إن الأهداف شملت تل رفعت والجزيرة وديريك شمالي شرق سوريا.

بينما قال شامي، إن الضربات أصابت كوباني، وهي بلدة حدودية تقطنها أغلبية كردية وتسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، والقرى التي تستضيف العديد من النازحين.وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية على نحو خُمس مساحة سوريا شمالي شرق البلاد بجيش يقدر بنحو 100 ألف مقاتل.