جريدة الديار
السبت 27 أبريل 2024 05:27 مـ 18 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

هل يدمر الأمير ”هاري” العائلة المالكة ؟؟.. ازمة المذكرات المثيرة

العائلة المالكة البريطانية
العائلة المالكة البريطانية

يواجه الأمير هاري اتهامات بالسعي إلى تدمير الأسرة الملكية البريطانية، قبل أربعة أشهر من تتويج الملك تشارلز الثالث.

إذ إن التفاصيل المثيرة التي أوردها في مذكراته المنتظرة تقضي نهائياً على أي إمكان لمصالحة داخل "آل وندسور"، لقب العائلة الملكية في بريطانيا.

والتزمت الأوساط الملكية الصمت حول سيل الاتهامات المدهشة التي أوردها هاري وما رواه من تفاصيل محرجة تسربت قبل نشر كتاب مذكّراته بعنوان "Spare" في 10 يناير الجاري.

وحدث التسريب لأن مكتبات إسبانية طرحت الكتاب للبيع لساعات عن طريق الخطأ، فتبيّن أن مضمونه يذهب إلى أبعد بكثير مما كان متوقعاً.

ولاحظت صحيفة "ذا ديلي ميرور" الشعبية البريطانية في عنوانها أنه "لا أحد بمنأى عن مهمة هاري الوحشية لتدمير الأسرة".

فيما اتهمت صحيفة "ذا صن" الأمير المقيم في كاليفورنيا "بإلقاء عائلته تحت حافلة مقابل ملايين الدولارات". واعتبرت أنه لا شيء "يمكن أن يبرر المسار الهدام والانتقامي الذي اختاره".

ورأت صحيفة "ديلي ميل" أن هاري اختار "بصق أكبر قدر ممكن من السم" واصفة كتابه بـ"الحقير".

وتواجه وسائل الإعلام مشكلة في اختيار المقتطفات الأكثر إثارة، إذ إن كمّاً كبيراً منها موجود في هذا الكتاب الذي يضمّ أكثر من 500 صفحة.

لكنّ أشدّ التفاصيل إيذاءً هي تلك المتعلقة بأخيه ويليام، وريث العرش ووظيفة رئيس الدولة في 15 دولة في العالم، والذي يصفه هاري وفقاً للمقتطفات التي نشرتها وسائل الإعلام بأنه "العدو اللدود".

واتهم دوق ساسكس شقيقه ويليام، بطرحه أرضاً وتمزيق قلادته خلال مشادة عنيفة بينهما في عام 2019 بشأن ميغان ماركل التي كان هاري قد تزوّجها قبل عام من الواقعة.

وتحدث هاري عن هذه المشادة العنيفة أيضاً في مقابلة تعرض كاملة، مساء الأحد على قناة "آي تي في" التلفزيونية، يؤكد فيها أن ويليام الغاضب أراد منه أن يضربه بدوره.

وأوضح هاري أنّ ويليام "اعتذر" في وقت لاحق عن تصرفه.

ورأى الخبير في شؤون العائلة المالكة ريتشارد فيتزويليامز ، أن "الأسوأ" في الكتاب هو "الطريقة التي يُصور بها ويليام"، إذ يظهره "شخصا خان ثقته (...) وشخصاً اعتدى عليه فعلياً.. إنها ليست صورة جيدة لملك المستقبل".

وشرح هاري في مذكراته أيضاً أنه عارض وويليام زواج والده من كاميلا التي باتت قرينة الملك اليوم، خوفاً من أن تكون "زوجة أب سيئة".

ولم يتوانَ هاري عن الاعتراف بعدد من الأسرار المتعلقة به شخصياً، ومنها إقراره بتعاطي الكوكايين، وبأنّه قتل 25 "مقاتلاً معادياً" خلال مشاركته في المهام العسكرية في أفغانستان.

وتناول هاري حتى فقدانه عذريته، واستعانته بامرأة أتاحت له الدخول في تواصل روحي مع والدته ديانا التي قضت عام 1997 في حادث سيارة في باريس.

وقال الخبير الدستوري في جامعة بانجور في ويلز كريج بريسكوت: "لا أعتقد أننا سبق أن شهدنا أمراً مماثلاً؛ أحد أفراد العائلة المالكة يهاجم المؤسسة بأكبر قدر ممكن من العلنية".

وأضاف "إذا استمر ذلك مدة طويلة، وهو أصلاً بدأ قبل عام أو عامين، فقد يبدأ الناس بالتساؤل عمّا إذا كان من المفترض أن يغيروا رأيهم في الملكية، وعمّا إذا ينبغي إجراء إصلاح".

وعلى الرغم من كل ما يتضمنه كتابه، كرر هاري في مقابلته مع "آي تي في" رغبته في "المصالحة" مع عائلته، و"لكن أولاً" يجب "تحديد المسؤوليات".

وكان الأمير، البالغ 38 عاماً، أوضح في مسلسل "هاري أند ميجان" الوثائقي الذي نشرته "نتفليكس" في ديسمبر ، أنه يرغب في تقديم روايته لانفصاله المدوّي عن النظام الملكي البريطاني عام 2020، والذي أدى إلى انتقاله مع ميجن إلى كاليفورنيا.

وامتنع قصر باكنجهام حتى الآن عن التعليق. ونقلت صحيفة "ذا صن" عن مصادر قريبة من تشارلز الثالث وويليام أنهما يشعران بالحزن لما أورده هاري في الكتاب.

ورأى الخبير ريتشارد فيتز ويليامز أن هاري وميجان يتحكمان باللعبة "لأن القصر لا يستطيع أن يردّ بسهولة".

ولاحظ أن هذا الكتاب "مدمّر جداً فيما يقترب تتويج الملك".

وكان لا يزال كثر يعتقدون قبل أسابيع قليلة أن هاري يمكن أن يكون حاضراً إلى جانب عائلته في هذا الحدث التاريخي، ولكن لم يعد هذا الاحتمال وارداً على ما يبدو.

وردا على سؤال صباح الجمعة، اكتفى رئيس الوزراء ريشي سوناك بالقول إن "من غير المناسب" أن يعلق على الأمور المتعلقة بالعائلة المالكة.