جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 04:36 مـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

ما حكم زيارة المقابر يوم الجمعة؟

قالت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي جاء في الشرع استحبابُ زيارة المقابر في بعض الأيام التي اختصها الله تعالى بمزيد من الأفضلية؛ لما في الزيارة فيها من وافر الثواب وجزيل العطاء، وقبول الدعاء؛ كيوم الجمعة.

فقد تواردت النصوص أنَّ مَن زار قبر أبويه كلّ جمعة غُفِرَ له وكُتبَ بارًّا:

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ زَارَ قَبْرَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدِهِمَا فِي كُلِّ جُمُعَةٍ غُفِرَ لَهُ، وَكُتِبَ بَرًّا» أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط".

وعن ابن عيينة عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: "كَانَت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تَزُورُ قَبْرَ حَمْزَةَ كُلَّ جُمُعَةٍ" أخرجه عبد الرزاق الصنعاني في "المصنف".

قال العلامة ابن عابدين الحنفي في حاشيته "رد المحتار على الدر المختار" (2/ 242، ط. دار الفكر): [(قوله: وبزيارة القبور): أي لا بأس بها، بل تندب.. وتُزَار في كل أسبوع كما في "مختارات النوازل". قال في "شرح لباب المناسك": إلا أنَّ الأفضل يوم الجمعة والسبت والاثنين والخميس، فقد قال محمد بن واسع: الموتى يعلمون بزوارهم يوم الجمعة ويومًا قبله ويومًا بعده، فتحصل أن يوم الجمعة أفضل] اهـ.

وقال الشيخ العدوي المالكي في "حاشيته على شرح مختصر خليل" (2/ 135، ط. دار الفكر): [(قوله: أو في التعيين كيوم الجمعة) انظره مع ما ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ زَارَ قَبْرَ أَبَوَيْهِ كُلِّ جُمُعَةٍ غُفِرَ لَهُ، وَكُتِبَ بَرًّا»، وعن بعضهم أنَّ الموتى يعلمون بزوارهم يوم الجمعة ويومًا قبله ويومًا بعده، وعن بعضهم: عشية الخميس ويوم الجمعة ويوم السبت إلى طلوع الشمس. قال القرطبي: ولذلك يستحب زيارة القبور ليلة الجمعة ويومها وبكرة يوم السبت فيما ذكر العلماء، لكن ذكر في "البيان": قد جاء أنَّ الأرواح بأفنية القبور، وأنها تطلع برؤيتها، وأن أكثر اطلاعها يوم الخميس والجمعة وليلة السبت. (أقول): ويمكن الجواب عن الشارح بأنه عبر بالتعيين، فحاصل كلامه: أنَّ يوم الجمعة لا يتعين للزيارة فيه، إلا أنه وإن كان لا يتعين إلا أنه أفضل من غيره].

وهناك عدة أدعية يمكن الدعاء بها عند زيارة المقابر ومنها:

اللهم أجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار. اللهم بيض وجهه يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، اللهم يمن كتابه، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفّه على الإيمان. اللهم أظله تحت عرشك يوم لا ظل إلا ظلك ولا باقي إلا وجهك. اللهم اكتبه عندك من الصالحين والصديقين والشهداء والأخيار والأبرار.

اللهم أغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا، كبيرنا وصغيرنا اللهم اجعل ذريته سترًا بينه وبين نار جهنم. اللهم يا باسط اليدين بالعطايا، يا قريب يا مجيب دعوة الداع إذا دعاك، يا حنّان يا منّان يا رب يا أرحم الراحمين، يا بديع السموات والأرض، يا أحد يا صمد أعطِ المتوفى من خير ما أعطيت به نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، عطاء ما له من نفاد من مالك خزائن السماوات والأرض، عطاء عظيمًا من رب عظيم، عطاء أنت له أهل، عطاء يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك.

اللهم ثبته بالقول الثابت، وارفع درجته، واغفر خطيئته، وثقل موازينه. اللهم احمه تحت الأرض، واستره يوم العرض، ولا تخزه يوم يبعثون، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. اللهم عامله بما أنت أهله، ولا تعامله بما هو أهله. اللهم استقبله عندك خالٍ من الذنوب والخطايا، وأنت راضٍ عنه غير غضبان عليه. اللهم أبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهله، وذرية خيرًا من ذريته، وزوجًا خيرًا من زوجه، وأدخله الجنة بغير حساب برحمتك يا أرحم الراحمين.