جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 12:40 مـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

حكم قراءة القرآن عند قبر المتوفى وأقوال العلماء .. بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى

▪️مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف

قراءة القرآن الكريم عند القبر مباحه ويستحب أن يقرؤوا عنده شيئا من القرآن .

وان ختموا القرآن كله كان حسنا .

وورد في سنن البيهقي بإسناد حسن :

أن ابن عمر استحب أن يقرأ على القبر بعد الدفن أول سورة البقرة وخاتمتها .

المصدر الأذكار للنووى .

واستدلوا على جواز القراءة بما جاء عن ابن عَبَّاسٍ قال :

مَرَّ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلَّم على قَبرينِ فَقَال:

إِنَّـهُمَا لَيُعَذّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرِ إِثْمٍ .

قَالَ : بَلَى ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنَ البَوْلِ ثُمَّ دَعَا بِعَسِيبٍ رَطْبٍ فَشَقَّهُ اثْنَيْنِ فَغَرَسَ عَلَى هَذَا وَاحِداً وَعَلَى هَذَا وَاحِداً ثُمَّ قَال :

لَعَلَّهُ يُخَفَّفُ عَنْهُمَا .

قال النووي ما نصه :

واستَحَبَّ العُلَمَاءُ قِرَاءَةَ القُرْءَانِ عِنْدَ القَبرِ لِهَذَا الحَدِيثِ ، لأَنَّهُ إِذَا كَانَ يُرْجَى التَّخْفِيفُ بِتَسْبِيحِ الجَرِيدِ فَتِلاَوَةُ القُرْءَانِ أَوْلى .

شرح صحيح مسلم

فإن قراءة القرءان من المسلم أعظم وأنفع من التسبيح من عود .

وقد نفع القرآن بعض من حصل له ضرر في حال الحياة فالميت كذلك .

• جواز القراءة على القبور عند السلف :

قال أبو الفضل الدوري رحمه الله :

سألت يحيى بن معين عن القراءة عند القبر فقال :

حدثنا مبشر بن إسماعيل الحلبي عن عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج عن أبيه أنه قال لبَنِيه :

إذا أُدخِلْتُ القبر فضعوني في اللحد وقولوا :

بسم الله ، وعلى سُنَّة رسول الله ، وسنوا عليّ التراب سنا واقرؤوا عند رأسي أول البقرة وخاتمتها فإني رأيت ابن عمر يستحب ذاك .

تاريخ يحيى بن معين

قال عامر الشعبي رحمه الله :

كانت الأنصار إذا مات لهم الميت اختلفوا إلى قبره يقرؤون عنده القرآن .

القراءة على القبور للخلال

عن أبي الشعثاء جابر بن زيد رحمه الله تعالى :

أنه كان يقرأ عند الميت سورة الرعد .

مصنف ابن أبي شيبة

قال إبراهيم النخعي رحمه الله :

لا بأس بقراءة القرآن في المقابر .

القراءة على القبور للخلال

قال الشافعي رحمه الله :

أُحبُّ لو قُرِئَ عند القَبر ، ودُعِيَ للمَيِّت ، وليس في ذلك دُعاءٌ مؤَقَّت .

كتاب الأم للشافعي جـزء ٢ صـفحة ٦٤٥

• كتابُ الجَنائِز ، غُسْلُ الميِّت ، عدَدُ كَفَنِ الميِّت .

قال الحسن الزعفراني رحمه الله :

سألتُ الشافعي عن القراءة عند القَبر فقال :

لا بأسَ بِه .

القراءة على القبور للخلال

قال الحسن بن الحُر رحمه الله :

مررت على قبر أخت لي ، فقرأت عندها ﴿تَبَارَكَ﴾ لما يُذكر فيها .
فجاءني رجل فقال : إني رأيت أختك في المنام تقول :

جزى الله أبا علي خيرا ، فقد انتفعت بما قرأ .

القراءة على القبور للخلال

قال عبد الله بن أحمد رحمهما الله :

سُئِلَ أبي عن رجل يقرأ عند القبر على الميت فقال :

أرجو أن لا يكون به بأس .

مسائل عبد الله بن أحمد

قال محمد المروروذي رحمه الله :

سمعت أحمد ابن حنبل يقول :

إذا دخلتم المقابر فاقرؤوا آية الكرسي ثلاث مرات وقل هو الله أحد ثم قولوا :

اللهم فضله لأهل المقابر .

• وعنه أيضا عن الإمام أحمد قال :

إذا دخلتم المقابر فاقرؤوا بفاتحة الڪتاب والمعوذتين وقل هو الله أحد واجعلوا ثواب ذلك لأهل المقابر فإنه يَصِلُ إليهم .

طبقات الحنابلة جـزء ١ صـفحة ٢٦٤

قال سلمة بن شبيب رحمه الله :

أتيت أحمد ابن حنبل فقلت له :

إني رأيت عفانَ يقرأ عند قبر في المصحف فقال لي أحمد ابن حنبل :

خُتم له بخير .

القراءة على القبور للخلال

قال أبو عبد الله البزار رحمه الله :

كنت مع أبي عبد الله أحمد ابن حنبل في جنازة ، فأخذ بيدي وقمنا ناحية ، فلما فرغ الناس مِن دفنه وانقضى الدفن ، جاء إلى القبر وأخذ بيدي وجلس ووضع يده على القبر وقال :

اللهم إنك قلت في كتابك الحق :

﴿فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ۝ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ ۝ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ۝ فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ۝ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ۝ فَنزلٌ مِنْ حَمِيمٍ ۝ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ﴾

إلى آخر السورة .

اللهم وأنا أشهد أن هذا فلان بن فلان ما كذّب بك ، ولقد كان يؤمن بك وبرسولك عليه السلام اللهم فاقبل شهادتنا له ودعا له وانصرف .

طبقات الحنابلة: (جـ١ صـ٢٩٣←٢٩

• قال الحسن بن الهيثم البزار رحمه الله :

رأيت أحمد ابن حنبل يصلي خلف ضرير يقرأ على القبور .

كتاب المغني جـزء ٣ صـفحة ٥١

قال الحسن بن هيثم رحمه الله :

كان خطابٌ يجيئني ويده معقودة فيقول :

إذا وردت المقابر فاقرأ :

﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾

واجعل ثوابها لأهل المقابر .

القراءة على القبور للخلال

قال أبو بكر بن الأطروش رحمه الله :

كان رجل يجيء إلى قبر أمه يوم الجمعة ، فيقرأ سورة يس ، فجاء في بعض أيامه فقرأ سورة يس ثم قال :

اللهم إن كنت قسمت لهذه السورة ثوابا فاجعلها في أهل هذه المقابر .

فلما كان في الجمعة التي تليها جاءت امرأة فقالت :

أنت فلان بن فلانة ؟

قال : نعم .

قالت : إن بنتا لي ماتت فرأيتها في النوم جالسة على شفير قبرها فقلت : ما أجلسك هاهنا ؟

فقالت : إن فلان بن فلانة جاء إلى قبر أمه فقرأ سورة يس ، وجعل ثوابها لأهل المقابر فأصابنا مِن رَوح ذلك أو غفر لنا أو نحو ذلك .

القراءة على القبور للخلال

قال أبو محمد ابن قدامة العدوي :

هذه أحاديث صحاح ، وفيها دلالة على انتفاع الميت بسائر القرب ؛ لأن الصوم والحج والدعاء والاستغفار عبادات بدنية ، وقد أوصل الله نفعها إلى الميت ، فكذلك ما سواها مع ما ذكرنا مِن الحديث في ثواب مَن قرأ ﴿يس﴾ وتخفيف الله تعالى عن أهل المقابر بقراءته ...

وأنه إجماع المسلمين ؛ فإنهم في كل عصر ومصر يجتمعون ويقرؤون القرآن ، ويهدون ثوابه إلى موتاهم مِن غير نكير .

كتاب المغني جـزء ٣ صـفحة ٥٢١ وصـفحة ٥٢٢