جريدة الديار
السبت 20 أبريل 2024 12:52 صـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

حمزة يوسف ..أول رئيس وزراء لاسكتلندا مسلم

حمزة يوسف
حمزة يوسف

في خطوة جديدة على طريق استقلال اسكتلندا تصطدم برفض بريطاني، اختير حمزة يوسف يوم الإثنين لخلافة نيكولا ستورجن في زعامة الحزب الوطني ورئاسة الوزراء.

وفي ختام اقتراع داخلي نظّم بعد الاستقالة المفاجئة لستورجن الشهر الماضي في أعقاب ثمانية أعوام قضتها في السلطة، تقدّم يوسف على وزيرة المالية كايت فوربس التي تعتمد مواقف محافظة مثيرة للجدل، وآش ريغان وهي عضو سابق في الحكومة المحلية.

ولم ينل أيّ من المرشّحين أكثر من 50% من الأصوات في هذا الاقتراع، حيث يصنّف الناخبون المرشّحين حسب ترتيب الأفضلية، وفاز بالفرز الثاني حيث نال 52,1%.

وشارك أكثر من 50 ألف عضو في الحزب الوطني الاسكتلندي في التصويت من أصل هيئة ناخبة تعدّ أكثر من 72 ألف عضو.

والحكومة المحلية في اسكتلندا، المقاطعة التي تعدّ 5,5 مليون شخص، يمكنها البتّ في مواضيع عدّة بينها التعليم والصحة والقضاء.

وحمزة البالغ من العمر 37 عاماً والمقرب من ستورجن يرث المهمة الحساسة المتمثّلة بإعادة إطلاق حركة الاستقلال التي تفقد زخمها وتصطدم برفض لندن السماح بإجراء استفتاء جديد.

وكان حمزة وزيراً للصحة وأصبح أول مسلم يرأس حزباً سياسياً كبيراً في بريطانيا. ويفترض أن ينتخب رئيساً للوزراء الثلاثاء أمام البرلمان المحلّي في إدنبره.

في طليعة التصريحات التي تفوه بها أول مسلم في تاريخ المقاطعة يتبوّأ هذا المنصب، تعهد بقيادة اسكتلندا لتحقيق الاستقلال "في هذا الجيل"، قائلا "سنكون الجيل الذي سيحقق استقلال اسكتلندا"، مؤكّداً أن "الشعب" الاسكتلندي "بحاجة للاستقلال اعتباراً من الآن، أكثر من أي وقت مضى".

وبحسب مراقبين، فإن هذا الاقتراع قد يترك تداعيات كبرى على مستقبل المملكة المتّحدة، حيث تزايدت الانقسامات في المناطق الأربع المكونة للبلاد (إنجلترا واسكتلندا وويلز وإيرلندا الشمالية).

فيما قالت صحيفة "الغارديان" إن انتخاب حمزة يوسف كأول زعيم عرقية للأقلية في الحزب الوطني الاسكتلندي، يعد "انتصارا ضيقا" أكد الانقسامات العميقة حول السياسة داخل حزبه، مشيرة إلى أنه يتعين عليه الآن سد هذه الانقسامات من خلال الجمع بين الأجنحة المتحاربة في الحزب الوطني الاسكتلندي.

وفي حديثه بعد إعلان النتائج، قال إنه يريد توحيد جميع عناصر الحزب، مضيفا "خلال الأسابيع الخمسة الماضية، ربما كنا منافسين أو مؤيدين لمرشحين مختلفين. لم نعد فريق حمزة أو Team Ash أو Team Kate، نحن فريق واحد وسنكون فريقا واحدا".

وأضاف "هناك انقسامات يجب معالجتها، يجب علينا القيام بذلك بسرعة لأن لدينا وظيفة يتعين علينا القيام بها وكحزب نحن في أقوى حالاتنا عندما نكون متحدين".

وقالت فوربس، وزيرة المالية، التي من المقرر أن تعود من إجازة الأمومة في أوائل أبريل/نيسان المقبل، للصحفيين بعد خطاب يوسف إنها ستناقش البقاء في حكومته، لكنها أوضحت أنها تتوقع منه أن يستمع إلى أعضاء الحزب.

وأشارت العديد من استطلاعات الرأي إلى أن الناخبين الاسكتلنديين فضلوا يوسف على فوربس، رغم أن تلك الاستطلاعات أظهرت أيضا أن معظم الناخبين لم يكونوا متأكدين من سيكون أفضل وزير أول.

وفي مقابلة نُشرت يوم الإثنين قبل فوزه، تعهد يوسف بعقد قمة لمكافحة الفقر كأول عمل له رئيسا لاسكتلندا، حيث يمكن للخبراء مناقشة ضرائب الثروة لتمويل دعم الفقراء.

من هو حمزة يوسف؟
الحياة الشخصية:
ابن مهاجرين وصلا إلى غلاسكو في الستينيات.
ولد في غلاسكو في السابع من أبريل 1985
والده مظفر يوسف، الذي ولد بولاية البنجاب في باكستان، بينما وُلدت والدته لعائلة من جنوب آسيا في كينيا.
تلقى تعليمه الخاص في مدرسة Hutchesons 'Grammar School في غلاسكو.
درس السياسة في جامعة جلاسكو.
في مؤتمر صحفي في فبراير الماضي، قال إن جده الراحل جاء إلى اسكتلندا من بلدة صغيرة في باكستان عام 1962 بالكاد يتحدث الإنجليزية بكلمة واحدة، مضيفا: "لم يتخيل في أحلامه أن حفيده سيرشح يومًا ما ليكون وزيرًا أول لاسكتلندا".

الحياة السياسية
دخل العمل السياسي من بوابة البرلمان، من خلال عمله مساعدا للنائب البرلماني بشير أحمد الذي كان أول نائب برلماني مسلم باسكتلندا سنة 2007.
أصبح وزيرا للنقل في عام 2016 وتم تغريمه 300 جنيه استرليني لقيادته سيارة صديقه بدون تأمين.
أصبح وزيرا للعدل في 2018 وقدم مشروع قانون جرائم الكراهية والنظام العام الذي جعل "إثارة الكراهية" على الدين والتوجه الجنسي والعمر والإعاقة وهويات المتحولين جنسيا جريمة.
شغل يوسف أيضًا منصب وزير النقل ووزير التنمية الدولية قبل أن يصبح وزيراً للصحة في عام 2021.
أثناء عمله في هذا الدور واجه انتقادات لحثه الجمهور على "التفكير مرتين" قبل الاتصال بالرقم 999 في سبتمبر2021.

ما رؤيته؟
قدم يوسف نفسه كمرشح للاستمرارية.
تعهد بالحفاظ على "الصيغة الرابحة" للقيم التقدمية للحزب الوطني الاسكتلندي.
تعهد بتعيين شخصية بارزة لوضع استراتيجية للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وعد بمزيد من الإجراءات بشأن أزمة المخدرات في اسكتلندا.
قال إنه سيعقد سلسلة من ورش عمل حملة الاستقلال، والتي ستكون متاحة لجميع أعضاء الحزب الوطني الاسكتلندي.
انضم إلى أولئك الذين ينتقدون منافسته فوربس بسبب آرائها الدينية ضد زواج المثليين.

ماذا قال خلال حملته الانتخابية؟
في مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي عندما أطلق حملته، تحدث عن الأيام التي أعقبت استقالة ستيرجن، والتي كانت بمثابة "أفعوانية عاطفية".

وأوضح: "أفعل ذلك لأن الوظيفة العليا تتطلب شخصا لديه خبرة وقد وثق بي نيكولا ستورجون في بعض أصعب الوظائف في الحكومة"، مضيفا أنه يؤمن باستقلال اسكتلندا "بكل ذرة" من كيانه.

وردا على سؤال من الصحفيين عن موعد إجراء استفتاء ثان، أضاف: "لن أضع جدولا زمنيا له، أريد الاستقلال غدا إذا استطعنا الحصول عليه".