جريدة الديار
الخميس 9 مايو 2024 05:17 مـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

المجتمعات الإنتاجية المرنة مشروع يُركز على تطوير الوضع البيئي

على مدار رحلة عمر مشروع «المجتمعات الإنتاجية المرنة»، التي بدأت في أوائل عام 2020، ساهم المشروع في تقديم حلول تطبيقية للمجتمعات المُستهدفة، والتي تتصف بأنها مجتمعات ذات أولوية داخل محافظتي القاهرة وبني سويف، حيث يعمل المشروع على بناء قدرات المُستفيدين من الخدمات المُقدمة بمواقع العمل في المناطق المُستهدفة، سواء من خلال الخدمات المُباشرة أو غير المُباشرة.

ويُعدّ مشروع «المجتمعات الإنتاجية المرنة»، أحد المشروعات الممولة من الإتحاد الأوروبي، يقوم بتنفيذه عدد من منظمات المجتمع المدني في مصر، في مقدمتها الجمعية القبطية للرعاية الإجتماعية (CASC)، وهي منظمة شقيقة لأسقفية الخدمات الإجتماعية المسكونية العامة (BLESS)، التي تمتلك الخبرات المُكتسبة في العديد من المجتمعات الريفية والحضرية، سعيًا لتحقيق وتوفير الحياة الكريمة لتلك المجتمعات.

وتشارك جمعية المكتب العربي للشباب والبيئة (AOYE) في تنفيذ مشروع «المجتمعات الإنتاجية المرنة»، كشريك رئيسي للجمعية القبطية للرعاية الاجتماعية، حيث تُعدّ جمعية المكتب العربي في مقدمة الجمعيات الأهلية التي تمتلك خبرات كبيرة في مجال البيئة والتنمية المُستدامة عامةً، وفي مجال مشروعات التكيف والمرونة مع التغيرات المناخية بشكل خاص، كما يتعاون في تنفيذ المشروع، على المستوى المحلي في مناطق العمل المُستهدفة، جمعية «مصر الإرادة» بمحافظة القاهرة، وجمعية «الإخلاص القبطية للتنمية» بمحافظة بني سويف.

يهدف المشروع، بوجه عام، إلى تقديم تجربة جادة يمكن تكرارها في أماكن أخرى، للمُساهمة في تحسين الوضع البيئي، وزيادة الإستفادة من الموارد البيئية المُتاحة، وذلك في ثلاث مجتمعات مُستهدفة على المُستويين الحضري والريفي، بمحافظتي القاهرة وبني سويف، حيث يستهدف المشروع من محافظة القاهرة منطقة «مؤسسة الزكاة» التابعة لحي المرج، ومن بني سويف عزبة «الفنت»، التابعة لمركز الفشن، وعزبة «جليلة» بمركز ببا، ويبلغ إجمالي عدد المُستهدفين داخل تلك المجتمعات حوالي 3000 أسرة.

وحرص المشروع، طوال فترة تنفيذه، على إتباع المنهجية التشاركية والتنسيقية مع كل الجهات الحكومية والمحلية ذات الصلة، وكذلك القيادات والكوادر المجتمعية، وذلك في جميع مراحل تنفيذ ومتابعة خطة أنشطة المشروع، حيث عمل من البداية على تشكيل عدد ثلاث لجان على المستوى المجتمعي والمحلي داخل المجتمعات المُستهدفة والمنوطين بتفعيل الدور المجتمعي والتشاركي في كل أنشطة المشروع، بالإضافة إلى لجان حكومية للتنسيق معها.

كان لهذه اللجان أثر كبير في تنفيذ العدد الأكبر من أنشطة المشروع حتى الآن، مع السعي الدائم لتذليل جزء كبير من التحديات التي واجهها المشروع، بجانب العمل على دمجهم في كل الأنشطة المجتمعية للمشروع، وذلك بداية من تحديد المعايير الموضوعة التي على أساسها تم إختيار الفئات المُستهدفة، وكذلك نوعية الخدمات، وترتيب أولوياتها للمجتمعات المُستهدفة.

وفي إطار رفع وعي وبناء قدرات المجتمعات المستهدفة، تمثلت أولى خطوات المشروع، والتي ركز عليها ضمن إستراتيجية عمله، في رفع الوعي وبناء القدرات للمجتمعات المُستهدفة، للمُساهمة في الفهم الجيد لقضية التغيرات المناخية، وكيفية مساهمتها في عمليات الحد من تأثيراتها، وآليات التخفيف والتكيف مع تداعياتها، من خلال تنفيذ العديد من لقاءات التوعية وورش العمل وإقامة المعسكرات البيئية، والتي مؤسسة الزكاة إستهدفت ما يزيد على 2097 شخصًا بشكل مُباشر حتى الآن.

كما نفذ المشروع مجموعة من البرامج التدريبية، التي إستهدفت اللجان المُجتمعية، تناولت كيفية إقتراح المُبادرات المجتمعية، وآليات ترتيب أولوياتها، ومدى القدرة على التنفيذ، في ضوء الهدف العام من المشروع، وأيضًا الإمكانيات المُتاحة، بالإضافة إلى كيفية العمل على إدارتها وإستدامتها، وأسفرت هذه التدريبات على إختيار عدد ثلاث مُبادرات مجتمعية، بواقع مُبادرة مجتمعية داخل كل منطقة مُستهدفة، يقود إداراتها اللجان المجتمعية، وبدعم من فريق عمل المشروع، ومن المخطط أن يتم تنفيذها خلال شهري مارس وأبريل 2024

ومن خلال ممارسات وتطبيقات مُستدامة داخل المجتمعات المُستهدفة، نفذ المشروع عددًا من الأنشطة التطبيقية المُستدامة، بغرض تحسين الوضع البيئي داخل المجتمعات المُستهدفة، والمُساهمة في الإرتقاء بجودة الحياة، مع الترويج الجيد للفكر المُستدام، وأهمية ذلك على المستوى المحلي والوطني، والذي يأتي متواكبًا مع إستراتيجية مصر للتنمية المُستدامة «رؤية مصر 2030»، مع العمل أيضًا على توطين هذه الأنشطة داخل المجتمعات المُستهدفة.

ولتحقيق ذلك، عمل المشروع على دعم الأسر المُستفيدة، والتي تم إختيارها بناءً على معايير محددة، راعت في ذلك البُعد الإجتماعي والإقتصادي، بعدد 9000 لمبة ليد، إستفاد منها ما يقرب من 7121 أسرة حتى الآن، بغرض تخفيف العبء الإقتصادي عنهم، بالإضافة إلى حثهم على ترشيد إستخدام الكهرباء.

كما قام المشروع بالتنسيق الكامل مع الأجهزة المحلية بمحافظتي القاهرة وبني سويف، على تركيب عدد 540 كشاف ليد حتى الآن، ساهم ذلك في إنارة ما يقرب من 34 شارعًا رئيسيًا، وعدد 80 شارعًا جانبيًا، ليصل إجمالي المُستفيدين إلى ما يقرب من 18913 حتى الآن، ويعمل المشروع، خلال شهري مارس وأبريل 2024، على زيادة هذا العدد بمقدار 260 كشاف ليد إضافي، بغرض تغطية عدد أكبر من الشوارع الداخلية بالمناطق المُستهدفة، طبقاً لخطة الأجهزة المحلية.

ومن المخطط أن يستكمل المشروع أنشطته في مكون الطاقة المُتجددة، ويجري الآن التجهيز لتركيب عدد 12 محطة طاقة شمسية، من المُستهدف أن يجري تركيبها على منشآت حيوية، كأماكن العبادة، بعدد 6 محطات ثابتة، علاوة على تطبيق نماذج لإستخدام ماكينات ري الأراضي الزراعية بالطاقة الشمسية، وذلك بواقع 6 نماذج داخل محافظة بني سويف.

وفي خطوة مهمة يخطوها المشروع للمُساهمة في نشر تكنولوجيا البيوجاز لإنتاج الطاقة النظيفة والسماد العضوي.