أزمة بين فرنسا والجزائر بسبب طرد الدبلوماسيين

تشهد العلاقات بين فرنسا والجزائر توترات دبلوماسية متصاعدة، حيث قررت الجزائر طرد المزيد من المسؤولين الفرنسيين من أراضيها، مما دفع وزير الخارجية الفرنسي إلى التهديد برد فوري وقوي.
شهدت العلاقات بين الجزائر وفرنسا، القوة الاستعمارية السابقة في أكبر دولة أفريقية من حيث المساحة، سلسلة من المشاكل في الأشهر الأخيرة، على الرغم من محاولات الرئيس إيمانويل ماكرون تعزيز المصالحة.
وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، للصحفيين في نورماندي: "هذا قرار غير مفهوم ووحشي. سنرد فورًا وبحزم، وبشكل متناسب مع الضرر الذي يلحقه بمصالحنا"، بحسب ما أوردته وكالة فرانس برس.
وأضاف: "إنه قرار أستنكره لأنه لا يصب في مصلحة الجزائر ولا في مصلحة فرنسا".
استدعت الجزائر القائم بالأعمال في السفارة الفرنسية بالجزائر العاصمة يوم الأحد لإبلاغه بطرد المسؤولين الفرنسيين من الأراضي الجزائرية، حسبما أفاد مصدر دبلوماسي فرنسي، طلب عدم الكشف عن هويته، لوكالة فرانس برس.
وأضاف المصدر أن المسؤولين المعنيين في مهمات تعزيز مؤقتة، دون تحديد عددهم أو موعد سريان عمليات الطرد.
أمرت فرنسا في أبريل بطرد 12 دبلوماسيًا ومسؤولًا قنصليًا جزائريًا، واستدعت سفيرها بعد أن أمرت الجزائر 12 مسؤولًا فرنسيًا بالمغادرة ردًا على اعتقال مسؤول جزائري في فرنسا.
وتوترت العلاقات العام الماضي عندما اعترفت فرنسا بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية المتنازع عليها، حيث تدعم الجزائر جبهة البوليساريو المؤيدة للاستقلال.
وازدادت العلاقات توترًا عندما اعتقلت الجزائر الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال وسجنته في نوفمبر بتهم تتعلق بالأمن القومي.
وإلى جانب المشاكل المعاصرة، فإن العلاقات بين البلدين تتأثر بحرب 1954-1962 التي أدت إلى استقلال الجزائر عن فرنسا وتميزت بانتهاكات بما في ذلك عمليات قتل واحتجاز تعسفية نفذتها القوات الفرنسية.