جريدة الديار
الأحد 15 يونيو 2025 02:34 صـ 18 ذو الحجة 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
محافظ الدقهلية يتابع أول أيام أعمال وجهود تطبيق خطة ترشيد استهلاك الكهرباء وكيل الأزهر يشكِّل لجنة عاجلة لفحص شكاوى طلاب العلمي من امتحان الفيزياء إيران تعزز دفاعاتها الجوية وتسقط طائرات مسيرة إسرائيلية في طهران البحرية الإيرانية تمنع مدمرة بريطانية من توجيه صواريخ إسرائيلية الاحتلال الإسرائيلي يعلن عن قدرته على اختراق الدفاعات الإيرانية ”محمد رمضان غريب”: إنهاء كافة الإجراءات والترتيبات والاستعداد والاجتماع النهائي وزير الإسكان يتفقد محطة المعالجة الشرقية بمحافظة الإسكندرية التحديات النووية: كيف ستستهدف إسرائيل المنشآت الإيرانية تحت الأرض؟ موجة غارات جديدة: إسرائيل تستهدف إيران مرة أخرى إماراتية: حريق كبير في ميناء الحمرية ودبي تتعامل مع حريق ناطحة سحاب الولايات المتحدة مطالبة بتحمل مسؤولياتها في منع انتهاكات الأجواء العراقية نتنياهو يغادر إسرائيل؟ طائرة رئيس الوزراء تتوقف في أثينا وسط توترات إقليمية

روشتة ذهبية للتصدي للعنف والخوف من الحروب وآثارها

دكتورة ميرفت السيد
دكتورة ميرفت السيد
الإسكندرية

أوضحت دكتورة ميرفت السيد مدير المركز الافريقي لصحة لخدمات صحة المرأة والمشرف على مستشفيات أمانة المراكز الطبية المتخصصة بمحافظة الإسكندرية أن العنف من منظور صحة المواطنين في عصر تتسارع فيه الأحداث السياسية والاجتماعية، أصبح من أخطر التحديات التي تواجه المجتمعات حول العالم. فبينما يُنظر إليه غالبًا من زاوية أمنية أو سياسية، فإن له أبعادًا صحية ونفسية عميقة تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على صحة الأفراد والمجتمعات.

واضافت دكتورة ميرفت السيد أنه رغم الحروب و الإرهاب قد تكون في بلد مجاور لا يُحدث أذىً جسديًا مباشرًا في دولة أخرى، إلا أن تأثيراته النفسية والاجتماعية والاقتصادية قد تكون عميقة، وتنعكس سلبًا على صحة المواطنين وسلامتهم النفسية واستقرارهم المجتمعي.

وجاء اولا التأثير النفسي القلق والخوف المستمر سماع أخبار الحروب و الهجمات الإرهابية في دول مجاورة يثير القلق لدى المواطنين، خاصة إذا كانت هناك مخاوف من امتداد العنف إلى بلدهم ،الاضطرابات النفسية يمكن أن يؤدي ذلك إلى حالات من الاكتئاب، اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، ونوبات الهلع، حتى دون التعرض المباشر للعنف.

وزيادة الضغوط النفسية على الأطفال والمراهقين: قد تؤثر الأحداث الإرهابية على إحساسهم بالأمان وتؤدي إلى مشاكل في النمو السلوكي والاجتماعي.

وكل ذلك له تأثير صحي غير المباشر مثل تدفق اللاجئين في حال نزوح سكان من الدولة المجاورة بسبب الإرهاب، قد يحدث ضغط على الخدمات الصحية، مما يؤثر على جودة الرعاية الصحية المتوفرة للسكان المحليين.

وانتشار الأمراض ازدحام أماكن اللجوء وسوء الظروف الصحية قد يؤدي إلى تفشي بعض الأمراض المعدية.

التأثير الاقتصادي والاجتماعي
انخفاض الاستثمارات وتدهور الوضع الاقتصادي: هذا قد يؤدي إلى نقص في الموارد الصحية، وتقليل الإنفاق الحكومي على الصحة.


البطالة والفقر زيادة المشكلات الاقتصادية نتيجة الاضطرابات في المنطقة قد تسبب سوء تغذية وحرمان من الخدمات الصحية.

نشر ثقافة العنف والخوف
وسائل الإعلام تنقل أخبار الإرهاب بشكل مكثف، مما يخلق حالة من "الرعب الإعلامي"، تؤثر سلبًا على الصحة النفسية للمواطنين، حتى لو لم يكونوا في موقع الحدث.

تأثير على العاملين في المجال الصحي العاملون في القطاع الصحي قد يشعرون بضغط نفسي متزايد نتيجة تزايد الطلب، أو بسبب الخوف من الهجمات إذا امتدت الاضطرابات.

واوضحت دكتورة ميرفت السيد أيضا أن كل نوع من أنواع العنف يترك آثارًا مختلفة، لكنه في النهاية يؤدي إلى تدمير صحة الإنسان النفسية والجسدية والاجتماعية.

و ان أنواع العنف متعددة أشهرها العنف الجسدي هو استخدام القوة البدنية لإلحاق الأذى بالآخرين.
أمثلة: الضرب، الحرق، الخنق، استخدام أدوات حادة أو مميتة
آثاره: إصابات، إعاقة، نزيف، وفي بعض الحالات الوفاة.

العنف النفسي هو إيذاء الشخص نفسيًا أو عاطفيًا بطريقة متكررة تسبب له الألم الداخلي.
أمثلة: التهديد، التخويف، الإهانة، التحقير، العزل عن الأصدقاء أو العائلة وآثاره اكتئاب، قلق، ضعف ثقة بالنفس، اضطراب ما بعد الصدمة.

العنف اللفظي هو استخدام الكلمات الجارحة أو القاسية لإيذاء مشاعر الآخر أو تحقيره.
أمثلة: الشتائم، الصراخ، السخرية، الألفاظ العنصرية أو التمييزية
آثاره: ضرر نفسي طويل الأمد، خاصة عند الأطفال.

العنف الجنسي هو أي فعل جنسي يتم بالإكراه أو التهديد، ويشمل الاستغلال الجنسي أمثلة التحرش الجنسي، الاغتصاب وآثاره أذى نفسي وجسدي، أمراض جنسية، وصمة اجتماعية.

العنف الاقتصادي هو السيطرة على الموارد المالية لشخص آخر لإضعافه أو إخضاعه أمثلة منع المرأة من العمل أو التصرف بمالها، استغلال حاجة الآخرين للمال
آثاره اعتماد كامل على الآخر، حرمان من الاستقلال، الفقر .

العنف الأسري يشمل كل أشكال العنف التي تحدث داخل إطار الأسرة أمثلة ضرب الزوجة أو الأطفال، الإهمال العاطفي، التحكم المفرط آثاره تفكك أسري، مشاكل نفسية للأطفال، تكرار دائرة العنف عبر الأجيال.

العنف المجتمعي يحدث على نطاق أوسع، بين جماعات أو في أماكن عامة أمثلة الشجارات الجماعية، العنف في الملاعب أو الأحياء، التحرش في الشوارع
آثاره: فقدان الأمان المجتمعي، وانتشار الخوف والعداوة.

العنف السياسي أو الإرهابي
هو العنف الذي يُمارس لأهداف سياسية أو دينية أمثلة التفجيرات، عمليات القتل الجماعي، الاغتيالات
آثاره: ترويع المجتمعات، نزوح السكان، أزمات نفسية حادة.

العنف الإلكتروني هو استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي لإيذاء أو تهديد أو ابتزاز أو تشويه الآخرين عمدًا، سواء نفسيًا أو اجتماعيًا أو حتى ماديًا أمثلة التنمر الإلكتروني، الابتزاز الإلكتروني، التحرش الإلكتروني، الاختراق والتشهير آثاره نفسية، اجتماعية وسلوكية، خسائر مالية نتيجة الابتزاز أو الاحتيال، مشكلات قانونية أو سمعة مشوّهة.

واوضحت دكتورة ميرفت السيد أيضا ان تأثير العنف والإرهاب بصفة عامة على صحة المواطنين العنف والإرهاب كأزمات صحية الإصابات الجسدية الناجمة عن التفجيرات، الاشتباكات، أو الاعتداءات، تتراوح بين الجروح البسيطة والإعاقات الدائمة، وقد تؤدي إلى الوفاة.

الضغط على الخدمات الصحية في مناطق النزاع أو الدول المجاورة، يؤدي العنف إلى انهيار أو إنهاك البنية التحتية الصحية، ما يضعف القدرة على الاستجابة لحالات الطوارئ.

التأثير النفسي والاجتماعي
الصحة النفسية للمواطنين تتأثر بشكل بالغ بالعنف والإرهاب، حتى دون تعرضهم المباشر للأذى
القلق المزمن والخوف: يعيش المواطنون في حالة من الترقب والقلق المستمر من وقوع أحداث عنيفة.

الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD): خاصة لدى الأطفال والنساء وذوي التجارب المؤلمة.

العزلة الاجتماعية وفقدان الثقة: قد تؤدي بيئة العنف إلى التفكك الاجتماعي وازدياد مشاعر الغربة والعدائية.

التأثير على الفئات الضعيفة
الأطفال والمراهقون يتأثرون سلوكيًا ونفسيًا، مما قد ينعكس على تحصيلهم الدراسي ونموهم العاطفي النساء غالبًا ما يكنّ ضحايا مباشرة أو غير مباشرة للعنف، ويعانين من مشاكل نفسية وجسدية مزمنة.

اللاجئون والنازحون يواجهون مشاكل في الوصول للرعاية الصحية والغذاء والمسكن، ما يزيد من معدلات الأمراض وسوء التغذية.

واكدت دكتورة ميرفت السيد الوقاية من العنف و الإرهاب تبدأ بالتربية و التعليم و التوعية مع تطبيق القوانين بصرامة، لذا فإن الحماية لا تكون فقط عسكرية، بل تشمل التعليم، الإعلام، الأمن، والدبلوماسية، لبناء مجتمع محصن وواعٍ.

تعزيز الأمن الداخلي و رفع الجاهزية الأمنية على الحدود والمناطق القريبة من الدول المتأثرة بالإرهاب. والتعاون مع المنظمات الدولية في ضبط الحدود ومكافحة تمويل الإرهاب. وتقديم المساعدات الإنسانية للنازحين واللاجئين بطريقة منظمة

رفع الوعي المجتمعي بخطورة الإرهاب وتأثيره حتى من بعيد، وتعزيز دور الأسرة والمدرسة في توعية الاطفال و الشباب. و إشراك منظمات المجتمع المدني في جهود التوعية. وتوفير برامج خاصة للأطفال والمراهقين لحمايتهم من آثار العنف غير المباشر.

مواجهة الفكر المتطرف عبر التعليم و الاعلام و الخطاب الديني المعتدل والتأهب الصحي والاجتماعي، وتقوية الأنظمة الصحية و وضع خطط طوارئ صحية تحسبًا لأي تدفق للاجئين أو حالات طارئة. ودعم خدمات الصحة النفسية لمساعدة المتضررين نفسيًا من الأخبار أو الأحداث القريبة.