«رائد» تقود المُجتمع المدني نحو تحول عادل و مُستدام في الطاقة بمنطقة المُتوسط

تستعد الشبكة العربية للبيئة و التنمية «رائد» لإطلاق المرحلة الثانية من حملة «تيراميد»، المُبادرة الإقليمية الأولى من نوعها، التي تهدف إلى تسريع استخدام الطاقة المتجددة في منطقة البحر المتوسط، و تحفيز الإنتقال العادل للطاقة، عبر السياسات الوطنية، و التمويل الأخضر، و مشاركة المجتمع المدني.
يأتي إطلاق حملة «تيراميد» في إطار «الحوار المُتوسطي حول الطاقة المُستدامة و المناخ»، و هي أول منصة مُخصصة للتعاون بين مختلف أصحاب المصلحة، من أجل تحقيق تحول عادل للطاقة في المنطقة، بمشاركة عدة مُنظمات إقليمية و دولية، منها مُؤسسة المناخ الأوروبية، و الإتحاد من أجل المُتوسط، و المركز الإقليمي للطاقة المُتجددة و كفاءة الطاقة، و مُؤسسة الجُزر الخضراء، و مركز الأبحاث الإيطالي لتغير المناخ.
و جرى الإعلان الرسمي عن رسالة الحملة خلال «أسبوع القاهرة للطاقة المُستدامة»، في بداية شهر أكتوبر 2024، حيث تتولى شبكة «رائد» تنسيق جهود مُنظمات المجتمع المدني في الدول العربية جنوب و شرق المُتوسط، كما شهد مُؤتمر أطراف إتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ «COP-29»، الذي عقد في باكو بأذربيجان، أواخر العام الماضي، إستعراض أهداف و مُبادئ الحملة، باعتبارها مُبادرة إقليمية رائدة.
و قال الدكتور عماد عدلي، المُنسق العام لشبكة «رائد»، إن رسالة حملة «تيراميد» تدعو إلى إعتماد هدف طموح، يتمثل في الوصول إلى إنتاج تيراواط من الطاقة المُتجددة في منطقة البحر المُتوسط بحلول عام 2030، إستنادًا إلى الإمكانيات الهائلة للمنطقة، التي تُؤهلها لإنتاج قُدرات كبيرة من الطاقة الشمسية، و طاقة الرياح، و غيرها من المصادر النظيفة، بما يُسهم في تحقيق الأمن و الإستقرار و التنمية المُستدامة، و يُعزز من مكانة المنطقة كمحور للتعاون بين إفريقيا و أوروبا و الشرق الأوسط.
و من المُقرر أن يتم إطلاق المرحلة الثانية من الحملة يوم الاثنين 14 يوليو 2025، من المركز البيئي الثقافي التعليمي "بيت القاهرة"، بمشاركة مُمثلين عن حملة «تيراميد» من خارج مصر، إلى جانب مُمثلين عن الجهات الحكومية المعنية، و الخبراء و الأكاديميين، و منظمات المجتمع المدني، و قيادات شبابية و نسائية، و مُمثلين عن الإعلام البيئي المُتخصص.
و أوضح «عدلي» أن المرحلة الثانية من الحملة تُرتكز على تثبيت مُكتسبات المرحلة الأولى، من خلال دمج توصياتها ضمن السياسات الوطنية و خطط الطاقة، مع العمل على إعداد أوراق سياسات تشاركية، بالتعاون مع الأطراف الشريكة و أصحاب المصلحة، إستنادًا إلى لقاءات تشاورية وطنية و محلية.
و كذلك تسعى حملة «تيراميد» إلى تعزيز قُدرات الإعلام البيئي، عَبر برامج تدريبية مُتخصصة، كما تُسهم الحملة في تمكين الشباب، من خلال دعم مُبادرات و حملات رقمية تدعو للطاقة النظيفة، و سيتم العمل أيضًا على تحفيز التمويل الأخضر، عًبر التشبيك مع القطاع المالي و المصرفي، و تيسير الوصول إلى الأدوات و المُحفزات التمويلية لمُنظمات المجتمع المدني.
وعلى المستوى الإقليمي، تواصل شبكة «رائد» قيادة جهود الحملة نحو تعزيز التعاون بين دول الشمال و الجنوب، و الدعوة لقرارات شفافة، تزيد من فرص التمويل للطاقة المُتجددة، و زيادة الوعي الجماهيري و التأييد الشعبي لمبادئ التحول العادل للطاقة.
و تتضمن أعمال المرحلة الثانية للحملة العمل على تنسيق موقف إقليمي مُوحد، يحمل رسائل المجتمع المدني في دول المنطقة، يتم تقديمه إلى مُؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ «COP-30»، المُزمع عقده في مدينة «بيليم» البرازيلية أواخر العام الجاري، ليُعبّر عن صوت المنطقة و شركائها في رسم مُستقبل أكثر عدالة و إستدامة في إطار التحول للطاقة النظيفة.