جريدة الديار
الثلاثاء 29 يوليو 2025 10:25 مـ 4 صفر 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

«مورستان الإسكندرية...مبان أثرية رسمت صحة المدينة »فعالية ثقافية تاريخية

احتفالية
احتفالية
الإسكندرية

أوضحت دكتورة ميرفت السيد مدير المركز الافريقى لخدمات صحة المرأة أنه في إطار الاحتفال بالعيد القومي لمحافظة الإسكندرية، نظّم المركز فعالية ثقافية وتاريخية متميزة بعنوان: “مورستان الإسكندرية – مبانٍ أثرية رسمت صحة المدينة”.

جاءت الفعالية بالتعاون مع جريدة وراديو “أور” برئاسة الإعلامية نشوى فوزي، وقناة “هي” الفضائية، ونادي روتاري الإسكندرية هاربور برئاسة الدكتورة وفاء العروسي، وجمعية خليك إيجابي برئاسة رامي يسري، وجمعية بسالة للتنمية برئاسة عزيزة سعدون.

و أوضحت دكتورة ميرفت السيد أن الهدف الأساسى من الفعالية، استعادة الذاكرة الصحية للمدينة و تسليط الضوء على الجذور التاريخية للنظام الصحي بالإسكندرية، واستدعاء ملامح الطب العربي والإسلامي الذي ازدهر في المدينة، وربط الماضي بالحاضر من خلال قصص المستشفيات والمراكز الصحية القديمة، وتحولها إلى مؤسسات علمية وطبية رائدة.

و افتتحت دكتورة ميرفت السيد بانوراما الإسكندرية الصحية و مورستانات الإسكندرية، بحضور مميز من قيادات صحة الإسكندرية و ممثلين متميزين للمجتمع المدنى و إدارة و تنظيم اعلامى مميز للاعلامية نشوى فوزى واشتملت الجولة محتوى تاريخ مميز لمورستانات الإسكندرية

حيث أوضحت دكتورة ميرفت السيد خلال جولة عرض البانوراما أن تطور مفهوم “البيمارستان” أو " المورستانات" (اى مكان المريض أو المستشفى في العصر الإسلامي)، حيث عرفت الإسكندرية أولى مؤسسات العلاج المجاني والتعليم الطبي في ظل الدولة الفاطمية والمملوكية، مع توفير العزل، والصيدليات، والأطباء المقيمين.

كلمة “بيمارستان”، فارسية الأصل، تحولت في اللسان العامي إلى “مورِستان”، ولا تزال دلالة حية على أن الإسكندرية كانت مركزًا حضاريًا طبيًا عالميًا.

وتم تسليط الضوء على اهم مبانى أثرية اثرت فى تاريخ صحة الإسكندرية: كلية الطب – جامعة الإسكندرية والمستشفى الميري التى تأسست عام 1942، لتكون ثاني كلية طب في مصر بعد قصر العيني، وأول كيان أكاديمي طبي يخدم منطقة شمال مصر.

و مستشفى المواساة الخيري – رعاية طبية من أجل المحتاجين، بقيادة دكتور أحمد شرين، أنشأها أهل الخير فى الاسكندرية فى اوائل القرن العشرين لتكون ملاذًا للفقراء والمرضى غير القادرين.

و المستشفى العسكرى العام (المستشفى الإيطالي سابقا)، فهى ذاكرة الجالية الإيطالية وصحة الإسكندرية العالمية، بقيادة اللواء طبيب هشام شاهين، القائد السابق، ثم اللواء طبيب ماجد عزمي، الذي تولّى القيادة من بعده، التى شيدت على يد الجالية الايطالية و جمعت بين الرعاية الرحيمة والمعايير الطبية الأوروبية المتقدمة وتواصل مستشفى الإيطالي أداء رسالتها الصحية العريقة

و المعهد العالي للصحة العامة – جامعة الإسكندرية "منارة الصحة الوقائية في العالم العربي" بقيادة ا.د.هبة القاضى، حيث تأسس عام 1963 كأول معهد أكاديمي متخصص في الصحة العامة بمنطقة الشرق الأوسط. ويُعد بيت خبرة علميًا في مجالات الأوبئة، والإحصاء الحيوي، وصحة البيئة، وصحة المجتمع.

ومستشفى العجمي النموذجي"من مستشفى عام إلى خط الدفاع الأول في مواجهة الجائحة - بقيادة دكتورة ميرفت السيد مع بداية جائحة كورونا، تحولت إلى أول مستشفى عزل في الإسكندرية، وثاني مستشفى عزل يُفتتح على مستوى الجمهورية، بقرار من وزارة الصحة، فلعبت دورًا بطوليًا في استقبال ورعاية أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد.

و مكتبة الإسكندرية… مولد الطب والعلم، التى تأسست في القرن الثالث قبل الميلاد، كأعظم مركز علمي في العالم القديم، واحتضنت آلاف المخطوطات والبرديات في علوم الطب والجراحة والتشريح. عمل بها كبار العلماء مثل هيروفيلوس وإيراسيستراتوس، اللذين كانا من أوائل من درسوا وظائف الأعضاء وشرّحوا الجسم البشري.

وصولًا إلى المركز الإفريقي لخدمات صحة المرأة، الذي كان فيما مضى مركزًا للحجر الصحي، وتحول اليوم إلى منارة تدريبية وتنموية للكوادر الطبية.

خصص جزء من جولة دكتورة ميرفت السيد فى بانوراما مورستانات الإسكندرية عرض قيادات نسائية صنعت تحولًا في المشهد الصحي و اثرت فى تاريخ صحة الإسكندرية، من خلال عرض موجز لسيرتهن ودورهن:الملكة نازلي: مؤسسة مستشفى الأطفال بالأنفوشي (مستشفى نازلي سابقًا) ، الملكة ناريمان: ساهمت في حملات التوعية الصحية ، الأميرة فاطمة إسماعيل: راعية تأسيس كلية الطب ومستشفى الشاطبي ،الملكة فريدة: داعمة للمستشفيات ومبادرات الصحة العامة ،الملكة شويكار: ساهمت في جمع التبرعات للمستشفيات النسائية ، السيدة جيهان السادات: مؤسسة مستشفى جيهان لصحة المرأة ،السيدة سوزان مبارك: مؤسسة أول مركز لصحة وتنمية المرأة في محطة الرمل.

كما تناولت دكتورة ميرفت السيد أيضا العرض التحليلي للبنية التحتية الصحية لمحافظة الإسكندرية، التي تخدم أكثر من 5.5 مليون نسمة، من خلال 231 مستشفى ومركزًا طبيًا متنوع التبعية، فضلًا عن ما يقرب من 180 منفذًا صحيًا موزعة على 8 مناطق رئيسية و عرضت اهم الخدمات الصحية المتميزة بالمنشآت الصحية التابعة لوزارة الصحة بالإسكندرية.

و من جانب أخر أدارت الإعلامية "نشوى فوزى" جلسات اللقاء المميز بقاعة كليوباترا بالمركز الأفريقى لخدمات صحة المرأة وحضور مميز من شباب معهد ايجوس و حرصت الاعلامية على المزج بين البعد التاريخى و الانسانى وجاءت كلمات قيادات المجتمع المدنى المميزة كالاتى رامي يسري – مؤسس مبادرة خليك إيجابي بكلمة ألهمت الحضور، تحدّث فيها عن أهمية إحياء الذاكرة المجتمعية لمدينة الإسكندرية، ودور الشباب والمبادرات المجتمعية في الحفاظ على الهوية الثقافية والطبية للمدينة. كما نوّه إلى أن تاريخ البيمارستانات يمثل نموذجًا مشرفًا للرعاية والرحمة يمكن أن يلهم الحاضر والمستقبل.

واضافت عزيزة سعدون – مؤسسة مبادرة بسالة أبرزت في كلمتها مكانة المرأة عبر العصور في منظومة الطب والرعاية، مؤكدة أن الاحتفاء بمورِستانات الإسكندرية هو احتفاء بجذور العمل الإنساني الذي كانت المرأة دومًا جزءًا أصيلًا منه. ودعت إلى الاستمرار في توثيق هذا التراث وتعزيزه ضمن سردية الهوية السكندرية

واستطرد دكتورة نادية صابر – أستاذ علوم البحار ومؤسس نادي روتاري هاربور أشادت بدور الشباب في العمل التطوعي والمجتمعي، مؤكدة حبها للإسكندرية التي وصفتها بأنها مدينة تسكن القلب.

كما تحدث في اللقاء نخبة من القيادات الطبية والأكاديمية البارزة:

الدكتور عبد المنعم فوزي – نقيب أطباء الإسكندرية، الذي أكد أن الإسكندرية كانت وما زالت منارة للعلم والصحة والجمال.

والدكتورة هبة القاضي – عميد المعهد العالي للصحة العامة، التي أشادت بدور المعهد في التوعية والدراسات العليا.

اللواء طبيب ماجد عزمي عبد الغفار – قائد المستشفى العسكري العام، الذي استعرض تاريخ المستشفى الإيطالي وتحوله لمؤسسة عسكرية ومدنية.

والدكتورة وفاء العروسي – أستاذ تمريض الأطفال، التي تحدثت عن تطور كلية التمريض منذ نشأتها عام 1954.

دكتورة منال عليوة – ممثل مصر في منظمة الصحة العالمية، التي ألقت الضوء على المبادرة الدولية لسرطان الأطفال.

دكتور أحمد شيرين – مدير مستشفى المواساة، الذي تحدث عن مراحل تطور المستشفى ودورها الحالي في الرعاية العصبية.

و دينا جوهر – مسؤول الاستدامة والتراث اللامادي بمتحف الإسكندرية القومي تناولت المكانة الاجتماعية والقانونية للمرأة في مصر القديمة، ومساواتها بالرجل في كثير من المجالات، كالصحة والتعليم والملكية.

واضاف محمد السيد – مسؤول إدارة الوعي الأثري بوزارة السياحة والآثار وتحدث عن جهود وزارة الآثار في تنظيم ورش عمل لمجابهة سرقة الهوية المصرية وتزييف التاريخ، بالتعاون مع مؤسسات ثقافية وتعليمية ومجتمعية.

كما تم خلال الفعالية تكريم خاص للواء طبيب ماجد عزمى لتقلده منصب قائد المستشفى العسكري العام و اهدائه درع الشكر والتقدير للمركز الافريقى لخدمات صحة المرأة

و ايضا اهداءالقلادة الذهبية من ا.عزيزة سعدون رئيس مجلس إدارة جمعية بسالة للتنمية، تكريمًا لمساهماتهم المتميزة الى الصحفية نيفين كميل – صحفية بجريدة وطني، تقديرًا لدورها الإعلامي في تسليط الضوء على القضايا المجتمعية والتراث السكندري ، ومنال عليوة – خبيرة منظمة الصحة العالمية في مصر، لإسهاماتها في دعم الصحة العامة، خصوصًا مبادرات سرطان الأطفال و نادية صابر – أستاذ علوم البحار ومؤسس نادي روتاري هاربور، لتاريخها الممتد في دعم العمل المجتمعي والبيئي بالمدينة.

اختُتمت الفعالية بكلمة شكر موجّهة لكل من شارك في حماية التراث الصحي للمدينة. وقد أكدت كلمات المتحدثين والحضور أن صحة الإسكندرية ليست مجرد خدمات، بل رواية حضارية ممتدة عبر قرون، وبقيت منارةً للعلم والرحمة.