جريدة الديار
الإثنين 11 أغسطس 2025 09:19 مـ 17 صفر 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

إنطلاق ورشة عمل توعوية حول تأثير المواد الكيميائية في البلاستيك على صحة المرأة

في إطار التوعية من مخاطر البلاستيك أحادي الإستخدام، نظمت مؤسسة الرواد للمشروعات و التنمية يوم الاثنين 10 أغسطس 2025، بالتعاون مع الشبكة الدولية للقضاء على المُلوثات (IPEN)، ورشة عمل توعوية حول مخاطر البلاستيك أُحادي الإستخدام، تحت شعار "المرأة و المواد الكيميائية التي تؤثر على الغدد الصماء".

تهدف الورشة إلى تسليط الضوء على المخاطر الصحية و البيئية للمواد الكيميائية المُرتبطة بالبلاستيك، و تأثيرها المُباشر على صحة المرأة. تأتي هذه الورشة في إطار جهود المجتمع المدني لرفع الوعي بأضرار التلوث البلاستيكي و كيفية التصدي لها.

شهدت الورشة حضورًا من مُمثلين عن مختلف الوزارات، و الجمعيات الأهلية، و طلاب الجامعات، بالإضافة إلى مشاركة فَعّالة من أعضاء مجلس الشباب المصري و مُبادرة معانا هتكون، مما يعكس الإهتمام المُتزايد بقضايا البيئة و الصحة العامة. بحضور الدكتورة إلهام رفعت عبد العزيز، الخبيرة البيئية و عضو الشبكة الدولية للقضاء على المُلوثات (IPEN)، مسئول الإتصال الوطني لإتفاقية ستوكهولم سابقًا، و مدير عام إدارة المواد و المُخلفات بوزارة البيئة سابقًا، و الدكتورة هالة أحمدين، رئيس مجلس امناء مؤسسة الرواد للمشروعات والتنمية.

بينما حضر الورشة من المُتخصصين كل من الدكتورة سامية جلال سعد، أستاذة بالمعهد العالي للصحة العامة بالإسكندرية و خبيرة إستشارية لمُنظمة الأمم المتحدة في البيئة، و الدكتور محمود برعى رئيس مجلس إدارة إنكروسيرفيس للإستشارات البيئية، و الدكتورة أمل أمين حسين مدير الدعم الفني و المشروعات الأجنبية و إستشاري سلامة و صحة مهنية و إستشاري سلامة الغذاء، كما حضر أون لاين الأستاذ سارة الغربي، مسئولة الشبكة الدولية للقضاء على المُلوثات (IPEN) في تونسي، و الدكتور عبد الحكيم العلوي مؤسس إدرة الجمارك الخضراء و مديره السابق بمصلحة الجمارك المصرية، و خبير الإنفاذ البيئي الدولي لدى برنامج الأمم المتحدة للبيئة و منظمة الجمارك العالمية و الشرطة الجنائية الدولية، و الدكتورة منال المَهدِّلي أستاذ بقسم صحة البيئة والعميد الأسبق للمعهد العالي للصحة العامة بجامعة الاسكندرية سابقَا، و الدكتورة شيماء محمد الجمل، أستاذ مساعد بالمعهد القومي لعلوم البحار و المصايد بالإسكندرية، والدكتورة مروة شفيق المدير المالي والإداري بمؤسسة الرواد.

تضمن جدول أعمال الورشة عددًا من الجلسات الهامة، كان أولها الجلسة الإفتتاحية التي رحبت بالمُشاركين و عرفت بأهداف حملة التوعية و خطة العمل. تلا ذلك عرض تقديمي تحت عنوان "البلاستيك العدو الخفي: التغلب على التلوث البلاستيكي"، و الذي ناقش مجموعة من المحاور الأساسية؛ العملية الصناعية للبلاستيك و مصادر التعرض، و تأثيرات البلاستيك على الصحة والبيئة، و الأضرار الخاصة التي يُسببها على صحة الأم و الطفل، و تأثيراته الضارة على الغدد الصماء و الهرمونات.

و خلال جلسات ورشة العمل، تم التأكيد على ضرورة تطبيق مفهوم "المُسئولية المُمتدة للمُنتِج"، و هو نظام يهدف إلى إلزام الشركات المُصنّعة للمُنتجات البلاستيكية بتحمل مسئولية جمع و إعادة تدوير مُخلفاتها. و وفقًا لهذا النظام، يُمكن للشركات إضافة تكلفة إعادة التدوير على السعر النهائي للمُنتج، فمثلًا، يتم تخصيص جُزء من سعر زجاجة مياه 3 جنيهات من أصل 15 جنيهًا لتمويل عملية إعادة التدوير. و رغم أن بعض الشركات قد تُعارض هذا المُقترح خوفًا من إرتفاع الأسعار، إلا أن الصحة العامة يجب أن تكون لها الأولوية. فالأمراض الناتجة عن التعرض للمواد الكيميائية في البلاستيك، مثل تلك التي تُؤثر على الغدد الصماء، تُكلف الأفراد و الدولة أضعاف ما سَتُكلفه الزيادة البسيطة في سعر المُنتج. كما أن إعادة تدوير البلاستيك تُعدّ خيارًا أكثر إستدامة، حيث إنها أقل تكلفة بيئية و إقتصادية من إنتاج بلاستيك جديد يتطلب إستهلاكًا عاليًا للغاز و البترول. و تُثبت التجارب الناجحة في مدن مثل الشيخ زايد أن هذا النظام قابل للتطبيق بفَعّالية.

بعد ذلك، تناول المُشاركون في جلسة أخرى التحديات الحالية و مخاطر الإدارة غير السليمة للبلاستيك على الإقتصاد القومي، تحت عنوان "التحديات في إدارة المُخلفات البلاستيكية و الإقتصاد الدوار: الحلول و التكنولوجيات". حيث تم التركيز على أهمية الإقتصاد الدوار في إدارة المُخلفات، و التحديات التي تواجه الإدارة المُستدامة للبلاستيك، إضافة إلى إستعراض التشريعات المحلية و الدولية ذات الصلة.

و خصصت الورشة جلسة تفاعلية لمناقشة دور الشباب في الإدارة المُستدامة للبلاستيك، حيث تم تقديم عرض حول "تمكين الشباب في القيادة البيئية". سلط العرض الضوء على أهمية مشاركة الشباب في مُعالجة المُشكلات البيئية، خاصة أعضاء مجلس الشباب المصري و مُبادرة معانا هتكون، و إستعرض عددًا من المُبادرات الشبابية المُلهمة التي أحدثت تأثيرًا ملموسًا في هذا المجال.

إختتمت الورشة بجلسة حوار مفتوحة للأسئلة و الأجوبة، أتاحت للمُشاركين فُرصة التفاعل المُباشر مع المُتحدثين، قبل أن تُختتم بكلمات ختامية شددت على أهمية تضافر الجهود لتعزيز الوعي البيئي و حماية صحة الإنسان، خاصة المرأة، من مخاطر المواد الكيميائية.

تغطية : أحمد عبد الحليم