محافظ الدقهلية يشارك في فعاليات مؤتمر ”صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي” بمشاركة 90 دولة إسلامية وعربية

شهدت العاصمة المصرية القاهرة تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية انطلاق فعاليات مؤتمر "صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي" الذي تنظمه دار الإفتاء المصرية، باشراف الدكتور نظير عياد مفتي جمهورية مصر العربية، بمشاركة جميع مفتي دول العالم الإسلامي والعربي، ونخبة من العلماء والباحثين والخبراء من مصر ومختلف دول العالم ورؤساء الجامعات، حيث تحتضن القاهرة مؤتمر الإفتاء العالمي العاشر بمشاركة 90 دولة، وجلسات تجمع رجال الدين و4 ورش عمل ووثيقة إفتائية فريدة من نوعها.
وذلك بحضور اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية، والدكتور شريف خاطر رئيس جامعة المنصورة، تأكيدًا على أهمية دعم الجهود الفكرية والعلمية الرامية إلى تطوير الخطاب الديني ومواكبته للتطورات التكنولوجية المعاصرة.
وأكد اللواء طارق مرزوق، في تصريحاته، أن رعاية القيادة السياسية لهذا الحدث تعكس وعي الدولة المصرية بأهمية الدور الرائد لدار الإفتاء المصرية في قيادة هذا الجهد، في خطوة نوعية تعكس وعي المؤسسات الدينية بتحولات العصر ومتطلباته، تنطلق فعاليات المؤتمر الدولي العاشر للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، ويسلط الضوء على التحديات التي تواجه الإفتاء في ظل التطور التكنولوجي المتسارع، والسعي إلى بناء عقل إفتائي جديد يجمع بين الانضباط الشرعي والوعي الرقمي في عصر طغت عليه أدوات الذكاء الاصطناعي.
وأضاف محافظ الدقهلية أن المؤتمر يرسخ دور مصر الرائد في قيادة العمل الإفتائي عالميا، حيث لم تكتف الدولة باستضافة الفعاليات، بل تقدم نموذجا متكاملا للجمع بين الجدية البحثية، والبعد العملي، والانفتاح على العالم، من خلال مبادرة دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة، بمناقشة القضايا المعاصرة، والعمل على وضع حلول تطبيقية لها، ما يجعلها بحق "قاطرة العالم الإسلامي" في مجال الإفتاء الحديث.
وقد افتتح الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، فعاليات المؤتمر العالمي العاشر للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء، الذي يُعقد هذا العام تحت عنوان: "صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي" ورحَّب مفتي الجمهورية بالضيوف من مختلف دول العالم، مُعبرا عن اعتزازه الكبير بالرعاية الكريمة التي يُوليها الرئيس عبد الفتاح السيسي لهذا الحدث العِلمي المتميز، مؤكدًا أن الرعاية تمثل دعمًا مستمرًّا من القيادة السياسية لمسيرة الإفتاء الرشيد، وتهيئة بيئة علمية متقدمة تُعِد جِيلًا جديدًا من المُفْتينَ القادرين على مواكبةِ التحولات الرَّقْمية وتِقنيات الذكاء الاصطناعي.
وأكد أن المؤتمر يطرح مفهوما جديدا ومركزيا وهو صناعة "المفتي الرشيد"، باعتباره النموذج الأمثل للتعامل مع قضايا العصر، في مقابل ما يُتداول من مصطلحات مثل"المفتي الرقمي أو العصري، إذ الرشد هنا لا يعني فقط مواكبة التكنولوجيا، بل يمثل بوصلة أخلاقية وعلمية تجمع بين الحكمة، والمعرفة، وفهم الواقع، والقدرة على إصدار الفتوى المنضبطة التي توازن بين الثابت والمتغير، وتدرك مقاصد الشريعة وأبعاد العصر.
وأوضح أن دار الإفتاء تسعى من خلال هذا المؤتمر إلى تقديم رؤية مستقبلية شاملة للمؤسسات الإفتائية، تجعلها أكثر قدرة على استشراف التحديات وتقديم إجابات رشيدة ومنضبطة، دون الوقوع في فخ التقنية المطلقة أو الجمود، وهي رؤية تقوم على التكامل بين الاجتهاد الشرعي والأدوات العصرية، وتحترم ثوابت الدين دون أن تغفل مستجدات الحياة.
من جانبه قال الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، إن الرشد هو الغاية من الدين وشرائعه وأحكامه، وهو شعار الدين وعلامته، جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي العاشر لدار الإفتاء المصرية، وأضاف أن كلمة "الرشد"، التي ينطلق منها عنوان مؤتمر الإفتاء هذا العام، يُقصد بها القيمة المركزية الشرعية الكبرى التي ننطلق بها إلى عالم الذكاء الاصطناعي، والتي يمكنها وحدها أن تروِّض جموح هذا العالم الهادر لكثير من القيم والأخلاقيات، مشيرًا إلى أن تقنيات وآليات الذكاء الاصطناعي ليست مجرد محرك بحثي فائق السرعة، يجمع المعلومات من كل المصادر الإلكترونية المتاحة، ولا يقتصر على تطبيقاته السطحية، بل هو صناعة ثقيلة ينفق فيها العالم من حولنا مليارات تدخل في مجالات الطب، والصناعة والتعليم والاتصالات والبرمجة، وجمع وتحليل البيانات والأمن السيبراني ويطور تطبيقات معقدة في مجالات عدة.


