جريدة الديار
الإثنين 25 أغسطس 2025 03:29 مـ 2 ربيع أول 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

مدحت الشيخ يكتب: فضفضة.. فيه حاجة غلط!

مش عارف هي الحقيقة اللي مستخبية مننا، ولا أنا اللي اتعمل لي عمل عند بتاع العطارة… لكن الأكيد إن الدنيا ماشية بالعكس. اللي يذاكر ما ينجحش، واللي ما يعرفش يطلع خبير، واللي معهوش مليم يلاقي نفسه بيتحاسب بالدولار!

المواطن الغلبان أول ما يفتح عينه الصبح، يلاقي الأسعار بتجري سباق ماراثون مع الدولار، والاتنين سابقينه وهو لسه لابس شبشب البيت. يروح يشتري كيس مكرونة، يلاقي نفسه داخل مزاد علني. يدور على العدالة، يلاقيها طالعة معاش مبكر. يدور على الموظف، يلاقيه نايم تحت التكييف وعامل دماغ قهوة، وبيقولك "الكمبيوتر واقع". طب واللي واقع بجد مش مهم!

والأجمل، إنك لو نطقت وقلت: "فيه حاجة غلط" يردوا عليك: "اصبر". طيب أنا لو صبرت أكتر من كده، هاروح أعمل محاضرات تنمية بشرية وأبيع خبرتي في الصبر بالكيلو. وآديك شايف… الشعب كله بقى بطل عالمي في رياضة الانتظار، والنتيجة: محلك سر!

والأعجب، إن في ناس بتحاول تقنعك إن السواد اللي قدامك ده أبيض صافي. يقولك: "إنت محتاج تغير نظارتك". يا عم أنا مش محتاج نظارة، أنا محتاج كشاف إنارة عشان أشوف النور وسط الضلمة اللي مغرقانا. ده حتى الشمس لو طلعت، ممكن حد يطلع يقولك: "دي فوتوشوب"!

المصيبة الأكبر إننا بقينا نحب الغلط وندلعه، وسمّيناه "ظروف". الشارع مكسر؟ ظروف. المرتب ما يكفيش علبة لبن؟ ظروف. الكهربا بتقطع في عز الحر؟ برضه ظروف! طب يا جماعة، الظروف دي مش كائن فضائي، الظروف دي إحنا اللي سايبينها تركب فوق دماغنا زي العمامة.

والأغرب من كل ده، إنك تلاقي الناس بتضحك وتبرر. واحد يقولك: "ما هو البلد كبيرة"، والتاني يرد: "هو أنا لو اتكلمت هتغير؟"، والتالت يضحك ويقول: "إحنا شعب ابن نكتة". آه والله، ضحكنا لحد ما بقينا نضحك وإحنا بنبكي، بس الظاهر إن النكتة قلبت علينا بجد، وبقينا الإفيه الرئيسي في مسرحية عبثية محدش عارف نهايتها فين!

الحقيقة؟ أنا مش عارف الحقيقة. بس اللي متأكد منه إننا بقينا زي واحد بيركض ورا الحقيقة وهي راكبة تاكسي وبتلوّحله من الشباك… وإحنا واقفين على الرصيف بنضحك، عارفين إن الأجرة علينا في الآخر!