من المحلة وشبرا الخيمة إلى قناة السويس.. مصر تعيد إحياء صناعة المنسوجات

تعود مصر مجدداً إلى موقعها التاريخي كـ قلعة صناعة المنسوجات، التي ارتبطت لعقود بشركات كبرى مثل شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى والصباغة والتجهيز بشبرا الخيمة، حيث كان القطن المصري عنواناً للجودة العالمية.
اليوم، تسعى الدولة إلى استعادة هذا الدور عبر مشروع قومي بتكلفة 80 مليار جنيه لتطوير صناعة الغزل والنسيج، مستندة إلى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس التي اجتذبت استثمارات تجاوزت 576 مليون دولار منذ يناير الماضي، مع توقعات بزيادتها إلى أكثر من مليار دولار بنهاية العام.
الشركات الصينية استحوذت على أكثر من 70% من هذه الاستثمارات، إلى جانب مستثمرين من تركيا وتايلاند، وجميعها تستهدف التصدير إلى أوروبا وأميركا. ويؤكد خبراء الصناعة أن ارتفاع تكاليف الإنتاج والأجور في الصين وتركيا جعل مصر وجهة جاذبة بفضل موقعها الجغرافي وتكلفة عمالتها المنخفضة.
القطاع، الذي يوفر أكثر من 20% من فرص العمل الصناعية ويسهم بـ 22% من الصادرات المصرية، يمتلك قدرات تصديرية هائلة قد ترفع حصيلة الصادرات من 4 مليارات دولار حالياً إلى 40 ملياراً سنوياً، إذا ما تم تجاوز تحديات نقص العمالة المدربة والبيروقراطية وارتفاع أسعار الأراضي.
"وبينما تبني الدولة على إرث شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى والصباغة والتجهيز بشبرا الخيمة، بكل ما شكّلته تلك المصانع من فخر لصناعة المنسوجات المصرية، تبدو المنطقة الاقتصادية لقناة السويس اليوم مؤهلة لأن تكون المنصة الجديدة لإحياء هذه الصناعة العريقة، وإعادة مصر إلى موقعها كمركز إقليمي وعالمي في قطاع الغزل والنسيج."