الغردقة تستضيف منتدى الشباب العربي للبيئة الساحلية لمناقشة التحديات البيئية

تحت شعار "شواطئنا حياتنا.. و البلاستيك خطره"، إنطلق المُنتدى الثالث عشر للشباب العربي للبيئة الساحلية في مدينة الغردقة، بفَعّاليات إستمرت لأربعة أيام من 20 إلى 23 أغسطس 2025. شارك في المُنتدى أكثر من 150 شابًا و فتاة من 18 دولة عربية، بهدف مناقشة أبرز التحديات التي تواجه البيئات الساحلية، و في مقدمتها التلوث البلاستيكي.
نُظِّم المُنتدى، الذي حمل اسم العالم الراحل الدكتور مصطفى فودة تقديرًا لجهوده في حماية البيئة، تحت إشراف نُخبة من الخبراء و أساتذة الجامعات و بدعوة كريمة من الإتحاد العربي للشباب و البيئة. و حضر الإفتتاح كل من الوزير المُفوض فيصل غسال، مدير إدارة الشباب و الرياضة بجامعة الدول العربية، و نائبة محافظ البحر الأحمر الدكتورة ماجدة حنا، و وكيل وزارة الشباب و الرياضة بالبحر الأحمر الأستاذ فراج عبد المقصود، و مدير المحميات الطبيعية الدكتور أحمد غلاب.
شهدت الفَعّاليات مُشاركة شبابية فاعلة، حيث قدمت الوفود العربية عروضًا توضح تجارب بلدانهم في حماية البيئة الساحلية. و على هامش المُنتدى، نظم المُشاركون زيارة ميدانية إلى جزيرة الجفتون و حملة لتنظيف شاطئ الجاسوس و محمية غابة المانجروف بسفاجا. كما ركز المُنتدى على قضية التلوث بالبلاستيك، التي لم يصل قادة 184 دولة مُؤخرًا لحلول جذرية لها في التوصل إلى إتفاق دولي بشأنها.
و بدعوة كريمة من أ. د. سيد خليفة، نقيب الزراعيين و رئيس الإتحاد العربي للشباب و البيئة، و الدكتور ممدوح رشوان، الأمين العام للإتحاد، شارك الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا و الموارد المائية بجامعة القاهرة، بتقديم محاضرة شاملة. تناول فيها البيئات الساحلية من منظور جُيولوجي، مُوضحًا كيفية تقسيم الحدود البحرية و تحديد المناطق الإقتصادية و المياه الإقليمية و الدولية. كما سلط الضوء على المخاطر الطبيعية التي تُهدد السواحل، مثل تآكل الشواطئ و تأثير الزلازل و التسونامي و التغيرات المناخية. و تطرق الدكتور شراقي أيضًا إلى إستغلال الموارد الطبيعية في هذه المناطق، مثل النفط و الغاز و المعادن، بالإضافة إلى طرق توليد الطاقة المُتجددة من المد و الجزر و الأمواج.
كما تطرقت محاضرة الدكتور شراقي، بشكل خاص إلى خطر البلاستيك، حيث شرح تركيبه الكيميائي و تأثيره المُدمر على البيئة البحرية، مُشيرًا إلى فشل الجهود الدولية في الحَدّ من هذه الظاهرة.
و إختتمت الدكتور شراقي، المحاضرة بمجموعة من التوصيات أهمها عدم اليأس نحو الوصول إلى إتفاقية عالمية لإستخدام البلاستيك، و ضرورة التوازن بين البيئة و التنمية، و التعاون فى ترسيم الحدود البحرية لإستغلال الموارد الطبيعية، و إنشاء مراكز للإنذار المُبكر من المخاطر الطبيعية، و زيادة الوعى البيئى بدءًا من المدارس، و تصنيف المُخلفات المنزلية و إعادة تدويرها، و العمل على إيجاد بديل إقتصادى للبلاستيك.
يعكس هذا المنتدى إلتزام الشباب العربي بالقضايا البيئية، و ضرورة تضافر الجهود الإقليمية و الدولية لمُواجهة التحديات التي تُهدد البيئات الساحلية، و التي تعتبر جُزءًا حيويًا من ثروات المنطقة.