جريدة الديار
الإثنين 25 أغسطس 2025 07:47 مـ 2 ربيع أول 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

وزارة البيئة تعقد إجتماعًا مُوسعًا للإستعدادات لموسم ”نوبات تلوث الهواء” لمُواجهة حرق قش الأرز

إنطلاقاً من توجيهات القيادة السياسية بالحفاظ علي البيئة، وجهت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية و القائم بأعمال وزير البيئة بالوقوف على الإستعدادات اللازمة لمُواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة موسم 2025، بمختلف المحافظات و البدء فى تنفيذ منظومة عمل مُتكاملة بين الوزارات والجهات المعنية (البيئة و الزراعة و التنمية المحلية ) و ذلك من أجل تذليل كافة العقبات و التحديات التى تواجه القيادات التنفيذية خلال فترة حصاد محصول الأرز وما يتم من ظاهرة الحرق المكشوف للمُخلفات الزراعية مما يُؤثر على جودة نوعية الهواء.

و أوضحت الدكتورة منال عوض، أن تلك الإجتماعات المُوسعة فى المحافظات تهدف إلى الوقوف على الإستعدادات و الإجراءات الإستباقية لمُواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة لهذا العام، و تحديد الأدوار و المُسئوليات للجهات ذات الصلة هذا بالإضافة الى تنسيق الجهود المحلية و الدولية للحَدّ من التلوث و مُواجهة آثار التغيرات المناخية، مُضيفة أن نتيجة جهود الوزارة للتصدى لهذه الظاهرة شهدت زيادة وعي المُزارعين بالأهمية الإقتصادية للقش و أضرار حرقه، حيث أصبح سِلعة ذات قيمة إقتصادية مما أدى إلى إنخفاض مُعدل الحرق المكشوف للمُخلفات الناتجة عنه، كما زادت نسبة الكميات المُجمعة من قش الأرز، و قد ساهمت المنظومة في خلق فُرص عمل جديدة في المناطق الريفية، لصغار المُزارعين، و المؤسسات الأهلية، مما جعل من المنظومة قصة نجاح فى مصر للتصدى للتغيرات المناخية.

و فى هذا السياق إلتقى السيد اللواء أشرف الجندى محافظ الغربية بوفد وزارة البيئة و مُمثلى و زارتى الزراعة و التنمية المحلية و الجهات المعنية و ذلك بديوان عام المحافظة بحضور كل من الدكتور محمود عيسى نائب محافظ الغربية و اللواء أحمد أنور سكرتير عام المحافظة و الدكتورة أميمة صوان مُستشار جهاز إدارة المُخلفات و الدكتور وليد ترك مدير عام المكتب الفنى لقطاع شئون الفروع و الدكتور محمد قطب رئيس الفرع الإقليمى بجهاز شئون البيئة بوسط الدلتا و الدكتور علاء عزوز رئيس قطاع الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة و الدكتور عصام عامر مُستشار وزارة البيئة و الدكتور محمد حسن المُنسق الوطنى لمشروع إدارة تلوث الهواء وتغير المناخ فى القاهرة الكُبرى التابع للوزارة و مُمثلى وزارة الأوقاف و الكنيسة و لفيف من قيادات المحافظة و فريق البنك الدولى.

و أكد المحافظ خلال الإجتماع أهمية إيجاد السُبل المناسبة لتذليل التحديات التي تواجه أطراف المنظومة من المُزارعين و مُتعهدي قش الأرز و المُستثمرين، إضافة إلى تحديد الأدوار و المسئوليات بين الجهات المُختلفة، و التنسيق لتفادي أي مُعوقات قد تواجه تنفيذ المنظومة أثناء موسم الحصاد. كما تم التشديد على تسهيل حصول المُتعهدين على المُعدات اللازمة التي تُساهم في جمع و مُعالجة المُخلفات الزراعية، و إدارة فرق العمل و المحاور المرورية بالأماكن الأكثر حصاداً للأرز.

و في ختام الإجتماع، شدد محافظ الغربية على أن المحافظة رفعت درجة الإستعداد القصوى لموسم حصاد الأرز 2025، من خلال منظومة عمل مُتكاملة بالتنسيق مع كافة الوزارات و الأجهزة التنفيذية، لتنفيذ خطط التخلص الآمن من المُتبقيات الزراعية و خفض الإنبعاثات، بما يضمن تحقيق بيئة صحية و آمنة للمواطنين، و يُعدّ إستكمالاً لقصة النجاح التي تحققت في مواسم سابقة.

كما أكد الدكتور محمود عيسى نائب محافظ الغربية خلال الإجتماع على ضرورة تضافر كافة الجهود و التنسيق و التكامل بين كافة الجهات المعنية للتصدي للحرق المكشوف للمُتبقيات الزراعية بالتوجيه نحو إعادة التدوير لإنتاج الأسمدة و الأعلاف و خفض إنبعاثات مُلوثات الهواء للإستعداد لمُوسم قش الأرز و مُواجهة هذه الظاهرة و القضاء عليها و الإستفادة من القش بدلاً من حرقه، مُؤكدًا على إتخاذ المحافظة لكافة التدابير لتنفيذ منظومة مُتكاملة للتخلص الآمن من المُتبقيات الزراعية، و الحَدّ من الحرق المكشوف، بالتنسيق مع رؤساء المراكز و المدن و الأحياء، و مديرية الزراعة، و إدارة شئون البيئة بالديوان العام الى جانب تشغيل غرفة عمليات مركزية مُرتبطة بوزارة البيئة لتلقى بلاغات الحرق.

و إستعرض الدكتور عصام عامر مُستشار وزارة البيئة جهود الوزارة خلال العام الماضي في الحَدّ من آثار نوبات تلوث الهواء الحادة و الحَدّ من حرق المُتبقيات الزراعية و تشجيع إستغلالها، و التنسيق مع مختلف الجهات مثل وزارة الزراعة لتوفير مواقع تتوفر فيها إشتراطات مُحددة لإستغلالها كمواقع تجميع لقش الأرز إلى جانب أهمية التوعية البيئية و خاصة ما يتم تقديمه من خلال المُؤسسات الدينية الإسلامية و المسيحية فى رفع وعى المجتمع بمختلف فئاته. و أشار إلى أن منظومة الإنذار المُبكر التابعة لجهاز شئون البيئة أثبتت دقة عالية في التنبؤ بعدد الساعات الساكنة و الخفيفة خلال موسم 2024/2025، و هو ما عزز الثقة في نتائج التوقعات لموسم 2025/2026، كما شدد على ضرورة زيادة فرق التفتيش على مكامير الفحم المُطورة، و إزالة المكامير البلدية العشوائية، و مقالب القمامة و التراكمات المُنتشرة على الطرق، للحَدّ من الحرق المكشوف للمُخلفات. كما أكد على تعزيز جهود الحَدّ من التلوث الناتج عن عوادم المركبات بالتعاون مع وزارة الداخلية، و الرقابة على المُنشآت الصناعية بالتعاون مع وزارة الصناعة.

و من جانبه إستعرض الدكتور محمد قطب رئيس الفرع الإقليمى بجهاز شئون البيئة بوسط الدلتا نتائج جهود مُواجهة التلوث خلال موسم 2024، حيث شهدت محافظة الغربية تفعيل قرارات حظر تشغيل الصناعات الصغرى العشوائية، و تكثيف حملات العوادم، بالإضافة إلى فتح مواقع لتجميع المُتبقيات الزراعية و تحرير محاضر للمُخالفين. كما تم التنويه إلى أن القانون رقم 202 لسنة 2020 ينص على عقوبات صارمة لمن يخالف قرار حظر الحرق المكشوف، تصل إلى الحبس مدة لا تزيد عن سنة و غرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه و لا تزيد عن مليون جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين.

و أكد الدكتور محمد حسن، مدير مشروع البنك الدولي لإدارة تحسين تلوث الهواء و تغير المناخ في القاهرة الكُبرى على أهمية المشروع في الحَدّ من إنبعاثات مُلوثات الهواء بعدد من القطاعات الأكثر تأثيرًا بالقاهرة الكُبرى، بما يُساهم في الإدارة المُثلى للتصدي لتغير المناخ، مُوضحًا أن المشروع يتعامل مع أكبر مصدرين رئيسيين لتلوث الهواء و هما الحرق المكشوف للمُخلفات، و إنبعاثات المركبات، وأضاف د. محمد حسن، أن المشروع يقوم بإنشاء و تشغيل شبكات لرصد غازات الإحتباس الحراري و مُلوثات المناخ قصيرة الأجل و تكاملها مع الشبكات الحالية، و تنفيذ خطة للإدارة المُتكاملة للمناخ وجودة الهواء.

بينما أوضح الدكتور علاء عزوز رئيس قطاع الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة، أن إستمرار الوزارة في تقديم الدعم الفني للمُزارعين، و تسهيل حصول المُتعهدين على المُعدات التي تُساهم في جمع و مُعالجة المُتبقيات الزراعية، إضافة لتنفيذ حملات التوعية بالمشاركة مع فروع جهاز شئون البيئة بالمحافظات لدعم مُمارسات الإدارة الآمنة للمُتبقيات الزراعية، و إستمرار دور وزارة الزراعة في المُراقبة و المُتابعة لكافة مواقع تجميع المُخلفات.

و شدد الحاضرون على أهمية دعم و تنمية المشروعات الصديقة للبيئة التى تُعدّ فُرصة ذهبية للتخلص و الإستفادة من قش الأرز، بالإضافة إلى أهمية العمل على تكثيف حملات التوعية للحفاظ على البيئة، و توعية المُزارعين بكيفية تدوير قش الأرز إلى سماد عضوى و أعلاف للماشية و تنفيذ ندوات لتعريفهم بالمخاطر الناتجة عن الحرق و الفوائد التى تعود على البيئة و الإنسان و الحيوان من تدويرها و الإستفادة منها، من خلال قيام جهاز الإرشاد الزراعى بالإدارات الزراعية بعمل تلك الندوات، مُؤكدًا على ضرورة الإستفادة من قش الأرز، و تسهيل الإجراءات اللازمة لعمل المُتعهدين و المُزارعين.