قيادات البحيرة على طريق التميز في إدارة الأزمات والتنبؤ الإستراتيجي

نظمت مؤسسة القادة للعلوم الإدارية والتنمية، بالتعاون مع الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، فعاليات المحور الثاني من دورة إدارة الأزمات وأساليب التفاوض، وذلك اليوم الاثنين الموافق ٨ سبتمبر، بمقر مكتبة مصر العامة بمدينة دمنهور بمحافظة البحيرة.
جاءت فعاليات المحور الثاني بحضور نخبة من الخبراء والمتخصصين، على رأسهم:
اللواء أ.ح دكتور أشرف مظهر محاضر بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية الدكتور أحمد الشريف رئيس مجلس الأمناء لمؤسسة القادة الأستاذة وفاء أبو السعود المنسق العام لمحافظة البحيرة ومنسقة الدورة.
المعلومات... كنز العصر وبوصلة القرار
افتتحت الأستاذة وفاء أبو السعود اللقاء بكلمة ملهمة أكدت فيها أن المعلومة هي المحور الجوهري في إدارة الأزمات، فهي ليست فقط أداة لمعالجة المواقف، بل تعد أساسًا لصناعة القرار السليم. وأشارت إلى أن غياب المعلومة الدقيقة يجعل القرار مرتجلًا، بينما يسهم توفرها في احتواء الأزمات وخلق ميزة تنافسية في بيئة تتسم بالتغير السريع.
وشبهت المعلومات بالبوصلة التي توجه القادة، وبالكنز الحقيقي في عصر التكنولوجيا المتسارعة.
استشراف الأزمات... من الفوضى إلى الفاعلية في محاضرة عميقة وثرية، تحدث اللواء أ.ح دكتور أشرف مظهر عن عدة محاور استراتيجية، أبرزها: أهمية المعلومات في إدارة الأزمات والتنبؤ بها
أدوار أجهزة الدولة في مواجهة الكوارث والطوارئ
الفارق بين التوقع والتنبؤ، ومدى تأثير كل منهما في مختلف مراحل الأزمة
وشدد سيادته على أن قمة النجاح في إدارة الأزمات تتمثل في القدرة على منع الضرر قبل حدوثه، وتقليل مخاطره إن وقع، من خلال تبني منهجية استباقية تعتمد على الرصد والتحليل والتنبؤ المبكر.
كما أوضح أن الخصائص الجوهرية للأزمة ترتكز على ثلاثة عناصر محورية: المفاجأة، التوقيت، والتهديد، مؤكدًا أن التطور التكنولوجي ساعد بشكل كبير في تحسين قدرة المؤسسات على استشراف المستقبل.
الحس التنبؤي... مهارة القادة في زمن الأزمات
تطرق اللواء مظهر إلى مفهوم "الحس التنبؤي" كأحد أهم أدوات القادة الفعّالين، مشيرًا إلى ضرورة التمييز بين:التوقع الوقائي التنبؤ العلمي الحس المهني
كما استعرض مصادر المعلومات (سواء كانت علنية أو خاصة)، وأهمية تنمية الإحساس المهني الذي يمكن القادة من قراءة المؤشرات واستباق الأحداث قبل أن تتحول إلى أزمات.
واختتم حديثه بتأكيد أن الإعداد المبكر والتدابير الوقائية هي خط الدفاع الأول في أي أزمة، داعيًا إلى ضرورة نشر ثقافة الاستعداد والتأهب لدى الكوادر التنفيذية في مختلف القطاعات.
في الختام
جاءت فاعليات اليوم بمثابة نقلة نوعية في جهود بناء قدرات القيادات المحلية بمحافظة البحيرة، وترسيخًا لأهمية التخطيط الاستراتيجي، والمعلومة الدقيقة، والحس التنبؤي في إدارة الأزمات بإحترافية.
وتستمر الدورة في محاورها القادمة لتحقيق مزيد من التأهيل، وصناعة كوادر قادرة على إدارة الحاضر واستشراف المستقبل بكل ثقة واقتدار.