رانيا بكري تكتب: تحطيم الموروثات بين القناعة والحرية في حياة الإنسان المعاصر
في البداية، إنَّ الله يريد بكم اليسر ولا يريد بكم العسر، إذًا نبحث دائمًا عن الأسهل والأيسر لنرتاح ونستمتع بحياتنا. ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا.
وعندما لا تستطيع تحقيق أبسط أحلامك، وتجاهد في سبيل تحقيقها أو تصحيح أخطائك، فتتوب وترجع إلى الخالق قدر المستطاع لتجنب الزلل، ويقدرنا المولى على إصلاح أنفسنا.
تخيل أن أكثر القناعات التي تتمسك بها بقوة قد تكون خاطئة، وقد تتحوّل سببًا لتدمير حياتك ببطء دون أن تشعر، لأنها عادات موروثة ضمن قناعاتك.
إذًا، يجب أن نكسر "أصنامنا" الفكرية، وستذهل حين تدرك أن ليس كل ما تراه صحيحًا هو الحق، فالبروجرامات القديمة أكبر وأكثر مما تتخيل.
لكن حين نكسر موروثنا، يجب أن نثبت في الحياة الدنيا كما أمرنا القرآن: لا نحل إلا ما أحلّه الله، ولا نحرم إلا ما حرّمه، وإن ضيعنا هذا بجهلنا فإننا نظلم أنفسنا. هذا تدبر للآية.
تحطيم الموروثات لا يعني تحطيم الأسس والمبادئ؛ بل يجب أن نمتلك الأدوات المنطقية والفكرية الصحيحة.
لنعلم أن الحياة تُقاس بالإنجاز، والموت يقاس بالعجز. إذا كنت عاجزًا ولم تكن منجزًا، فاعلم أن الحياة محسوبة عليك دون أن تشارك فيها بالفعل.
تغير الأجيال يشبه "تسوناميًا"؛ الجيل القديم يتمسّك بثوابته وقواعده الراسخة، بينما الجيل الجديد يحاول زحزحة هذه الرواسخ.
وعندما تفشل الموروثات، يتبعهم الشباب، وكل شيء يتغير. وهكذا يميلون إلى كل ما هو غريب، حتى ولو سوداويًا.
الثقافة الغربية نأخذها أحيانًا بلا فلترة، بما فيها من عيوب، ونقلدها بدافع التقليد، بينما لو تمسّكنا بعاداتنا لما كنا وصلنا إلى هذه الحالة.
فمن شاهد مظاهر الاحتفال برمضان ومقارنته بالاحتفال بالهالوين، يجد أننا نحتفل بما ليس من تراثنا أحيانًا، بينما نتجاهل ما هو أصلي من ثقافتنا.
وفي الختام: الثقافة الغربية بنأخذها باكدج مش متفلترة وبعيوبها فلو القدوة شمال، عادي أصل إحنا بنقلد الأجانب، لكن لو اتمسكنا بعادتنا، مكنش دى بقى حالنا.





