خبير استراتيجي: اتفاق وقف إطلاق النار بغزة إنجاز تاريخي للدبلوماسية المصرية
ثمن اللواء أ.ح أيمن عبد المحسن، المتخصص في الشأن العسكري والاستراتيجي، الدور الكبير الذي قامت به القيادة السياسية المصرية في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة، مؤكدًا أن هذا النجاح يمثل إنجازًا تاريخيًا مقدرًا دوليًا وإقليميًا وعربيًا، ويعكس مكانة مصر ودورها المحوري في تحقيق الاستقرار الإقليمي.
وقال اللواء عبد المحسن، في تصريحات خاصة لـ"الديار"، إن ما تحقق يعد ثمرة الجهود الدبلوماسية والسياسية المصرية المكثفة التي استمرت على مدار العامين الماضيين، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية أثبتت مجددًا أن "عندما تقرر فإنها تستطيع"، مؤكدًا أن القاهرة ما زالت الركيزة الأساسية لتحقيق الاستقرار في المنطقة بما تمتلكه من كوادر تفاوضية ذات كفاءة عالية قادرة على إدارة الأزمات الإقليمية بنجاح.
وأضاف أن مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي كانت من أوائل الدول التي تحركت مبكرًا بإطلاق مؤتمر القاهرة في أكتوبر 2023، محذرة خلاله من اتساع رقعة الحرب في الإقليم، وهو ما تحقق بالفعل لاحقًا. وأوضح أن نجاح مصر في شرم الشيخ جاء تتويجًا للجهود المتواصلة منذ اندلاع الأزمة، بالتعاون مع شركاء الوساطة قطر والولايات المتحدة الأمريكية، وبالتنسيق مع تركيا، لتحقيق ثوابت الموقف المصري العادل تجاه القضية الفلسطينية.
وأكد أن الموقف المصري ظل ثابتًا على وقف إطلاق النار، ورفض جميع أشكال تهجير الشعب الفلسطيني، ورفض مخططات ضم الأراضي الفلسطينية، مع التحذير الدائم من محاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب أطراف أخرى.
وأشار إلى أن التوصل إلى المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بشأن إنهاء الحرب في غزة يعد، كما وصفها الرئيس السيسي، لحظة مفصلية في تاريخ المنطقة، تعكس انتصار إرادة السلام على منطق الحرب والدمار، وتمثل حشدًا لقدرة الشعوب على تجاوز الصراعات نحو مستقبل أكثر استقرارًا وعدلًا.
وأكد اللواء عبد المحسن استمرار الدولة المصرية في جهودها المكثفة لدعم القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى بدء تنفيذ الاتفاق ودخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع منذ صباح اليوم، مع متابعة تنفيذ آلية تبادل الأسرى والمحتجزين، وبدء الانسحابات الإسرائيلية من غزة.
وأوضح أن الخطوة المقبلة تتضمن التحضير لمؤتمر دولي بالقاهرة لإعادة إعمار قطاع غزة، إلى جانب تجميع القوى والفصائل الفلسطينية لإنجاز ملف المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية، بما يحقق الحق المشروع للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
واختتم اللواء أيمن عبد المحسن تصريحاته مؤكدًا أن ما تحقق في غزة يؤكد مكانة مصر الريادية وقدرتها على صناعة السلام، ودورها الدائم كـ"صمام أمان" للمنطقة في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.






