”غرينبيس”: سنوات من التحذيرات… قابس بحاجة للتحرّك العاجل لتنفيذ القرار الحكومي الصادر في 29 جوان 2017 و إنقاذ حياة المواطنين

تتابع منظمة غرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بقلقٍ بالغٍ الوضع البيئي والصحي والمجتمعي في مدينة قابس، بعد استمرار تسجيل أكثر من 100 حالة اختناق بحسب الإعلام المحلي خلال الأسابيع الأخيرة، ما زاد من تخوّف الأهالي وقلقهم على صحّتهم ومستقبل مدينتهم.
وتدعو المنظمة السلطات إلى التحرّك العاجل وتطبيق القوانين البيئية بشكلٍ كاملٍ وفوري، وتنفيذ القرار الحكومي الصادر في 29 جوان 2017 القاضي بنقل الوحدات الصناعية الملوِّثة بعيداً عن المناطق السكنية، حمايةً لحق الناس في العيش في بيئة آمنة ونظيفة.
وقالت غوى النكت، المديرة التنفيذية لغرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "الصور والفيديوهات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، والتقارير الإعلامية، والشهادات التي يرسلها أهالي قابس لنا، إلى جانب نداءاتهم لنا بالمساعدة والتحرّك، تكشف معاناة يومية حقيقية لا يمكن تجاهلها. نرى الناس يختنقون حرفياً من الهواء الذي يتنفسونه، وعائلات تشعر بالعجز أمام ما يحدث حولها.
"هذه الأزمة التي رصدناها منذ أكثر من أربع سنوات، وتابعناها عن كثب، وحذّرنا مراراً من مخاطرها ومن النتائج التي نعيشها اليوم، تتفاقم يوماً بعد يوم، وتؤلم كل واحدٍ منا. ما يحدث ليس مجرّد مشكلة بيئية، بل قضية عدالة مناخية تمسّ حياة الناس وحقهم في هواء نظيف وبيئة صحية. لا يمكن ترك سكان قابس يواجهون هذا الواقع لوحدهم، بلا حماية أو حلول جذرية."
وأضافت: "صحيح أن بعض الخطوات قد أُعلنت للتعامل مع الوضع، إلا أنّ حجم الكارثة يتطلّب استجابة عاجلة وشاملة ومستدامة تعالج الأسباب لا النتائج، وتضع صحّة الناس فوق أيّ اعتبار. فالبيئة ليست ترفاً، بل شرطاً أساسياً للحياة الكريمة."