نميرة نجم: انتخاب فيبي أوكوا لمحكمة العدل الدوليةانتصار جديد للمرأة الإفريقية
أعربت السفيرة د. نميرة نجم، خبيرة القانون الدولي ومديرة المرصد الإفريقي للهجرة التابع للاتحاد الإفريقي، عن تهنئتها الحارة للبروفيسورة فيبي نياوادي أوكوا من كينيا بمناسبة انتخابها قاضية في محكمة العدل الدولية (ICJ). وأكدت أن هذا الإنجاز يُمثل انتصارًا للمرأة الإفريقية ويعكس كفاءتها في تولي أرفع المناصب القانونية على الساحة الدولية.
وقالت د. نجم: “إن انتخاب البروفيسورة أوكوا هو لحظة فخر لكل النساء الإفريقيات الطموحات في مجال القانون الدولي، فهو يعكس الجدارة الأكاديمية والخبرة المهنية، ويشكل مصدر إلهام للفتيات والشابات في إفريقيا للوصول إلى أعلى مستويات العدالة الدولية. هذا الفوز ليس مجرد مكسب شخصي، بل رسالة واضحة تؤكد قدرة المرأة الإفريقية على التميز والمنافسة عالميًا”.
وتقدّم رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، محمود علي يوسف، بتهنئته للبروفيسورة فيبي أوكوا على انتخابها لعضوية محكمة العدل الدولية، مؤكدًا أن هذا الإنجاز يُمثل لحظة فخر للقارة السمراء، ودليلًا على مساهمتها المتنامية في تعزيز سيادة القانون العالمي. وقال رئيس المفوضية: “إن انتخاب البروفيسورة أوكوا يعكس التقدير لعلمها ونزاهتها والتزامها بالعدالة، وهي قيم تنسجم مع رؤية إفريقيا لنظام دولي عادل وقائم على القواعد”. وأضاف أن المفوضية تتمنى لها التوفيق في دورها الجديد، واثقة في أنها ستسهم في تعزيز مكانة القارة ودعم العدالة الدولية.
وقد تنافست البروفيسورة أوكوا على المقعد الشاغر بالمحكمة مع ثلاثة مرشحين أفارقة هم توهيد أولوفيمي إلياس من نيجيريا، وتشارلز تشيرنور جالو من سيراليون، وبول كورك من غانا. وبعد أربع جولات من التصويت، حصلت أوكوا على 8 أصوات في مجلس الأمن و106 أصوات في الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتفوز بالمنصب وتستكمل ولاية القاضي عبد القوي يوسف الممتدة حتى 5 فبراير 2027.
ومن جانبها، كانت البروفيسورة أوكوا قد تعهّدت قبل الانتخابات بالعمل على تسريع إجراءات العدالة داخل المحكمة، نظرًا لطول المدة التي تستغرقها بعض القضايا، إلى جانب تطوير البنية التكنولوجية للمحكمة وتسهيل تقديم الملفات إلكترونيًا، وتحسين كفاءة الإجراءات. كما أكدت التزامها بتعزيز الشفافية والنزاهة في عمل المحكمة، وضمان اتساق قراراتها مع قواعد القانون الدولي، إضافة إلى دعم القضايا الإفريقية وحماية حقوق الشعوب في النزاعات الدولية.
الجدير بالذكر أن البروفيسورة فيبي أوكوا تحمل بكالوريوس القانون بمرتبة الشرف من جامعة نيروبي، ثم بكالوريوس القانون المدني ودكتوراه في القانون الدولي من جامعة أكسفورد تحت إشراف الفقيه الراحل إيان برونلي. وتشغل حاليًا منصب أستاذة القانون الدولي العام ومديرة الدراسات العليا في جامعة كوين ماري بلندن، وسبق أن درّست بجامعات عالمية مرموقة مثل بريستول ونيويورك وستوكهولم.
وتتمتع أوكوا بخبرة واسعة كمحامية أمام المحكمة العليا في كينيا، كما شغلت مناصب استشارية في قضايا دولية أمام محكمة العدل الدولية ومحكمة البحار، وكانت عضوًا في محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي، إضافة إلى عضويتها في اللجنة الدولية للقانون ومعهد القانون الدولي.
ويبلغ عدد قضاة محكمة العدل الدولية 15 قاضيًا يُنتخبون لمدة تسع سنوات من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، ويتم تجديد ثلث المقاعد كل ثلاث سنوات. وتضم المحكمة قضاة أفارقة من بينهم جوليا سيبوتيندي من أوغندا نائب رئيس المحكمة، ودير تلا دي من جنوب إفريقيا، إلى جانب القاضية المنتخبة حديثًا فيبي أوكوا، فيما يُعد الأردني محمود ضيف الله الحمود القاضي العربي الوحيد بعد استقالة عبد القوي يوسف.
ويمثل انتخاب البروفيسورة فيبي أوكوا لحظة تاريخية للمرأة الإفريقية في مجال القانون الدولي، ودليلًا على قدرتها على الوصول إلى أعلى مناصب العدالة الدولية، وترسيخ حضورها وصوتها داخل محكمة العدل الدولية.





