لمحات في معركة استرداد بغداد 1639م.
ان معركة استرداد بغداد 1639م. تُعد من أشرس وأعنف المعارك التي خاضتها الدولة العثمانية في تاريخها .. بقيادة السلطان مراد الرابع ضد الصفويين ..
حيث بلغت قوات الدولة العثمانية نحو 170 ألف جندي، فيما بلغ عدد جيش الصفويين 110 آلاف مقاتل، وتحصنوا داخل بغداد استعدادًا للقتـال ..
واستمرت المعركة 40 يومًا و40 ليلة من القتـ.ال المتواصل دون توقف ساعة واحدة، وشارك فيها السلطان بنفسه ومعه صدره الأعظم وجميع وزرائه ..
وبعد قتـال ضارٍ ..استسلم الجيش الصفوي بعد أن خسر 87 ألف جندي، فيما قدّم العثمانيون عددًا كبيرًا من الشهـ.داء، في مقدمتهم الصدر الأعظم طيّار محمد باشا ..
دخل السلطان مراد الرابع بغداد منتصرًا وأعاد بناءها وترميمها، وأرجعها إلى حاضنتها العثمانية ..
كما أمر بإعمار قبر الإمام أبي حنيفة الذي كان قد لحقه الإهمال والتحـقـير في عهد الصفويين ..
وقد كان فتح بغداد في عهد العثمانيين
حدثًا مهمًا في تاريخ الصراع العثماني الصفوي على العراق .. سنة 941هـ / 1534م.
في عهد السلطان سليمان القانوني (المعروف في الغرب بـ Suleiman the Magnificent).
كانت بغداد قبل الفتح العثماني تحت سيطرة الدولة الصفوية منذ أوائل القرن السادس عشر ..
وكان الصراع بين العثمانيين ال (سُنّة) والصفويين ال(شيعة) كان صراعًا سياسيًا وعقائديًا .. والعراق كان منطقة استراتيجية فاصلة بين القوتين ..
قاد السلطان سليمان القانوني حملة عسكرية كبيرة باتجاه العراق .. انسحب الصفويون من بغداد دون مقاومة كبيرة ..
ودخل العثمانيون المدينة دخولًا سلميًا نسبيًا، دون دمار يُذكر.
وعن أهمية فتح بغداد
١- دينية:
حماية المراقد السنية والشيعية، وإعادة الاستقرار الديني للمدينة.
٢- سياسية:
عزز النفوذ العثماني في المشرق العربي.
شكّل حاجزًا أمام التمدد الصفوي غربًا.
٣- اقتصادية:
السيطرة على طرق التجارة بين الأناضول، فارس، والخليج.
٤- عسكرية:
جعل بغداد قاعدة عثمانية متقدمة في العراق.
اما عن ضع بغداد بعد الفتح:
فقد أصبحت ولاية عثمانية تابعة لإستانبول.
شهدت اهتمامًا إداريًا وعمرانيًا.
حافظ العثمانيون على قدر من التسامح المذهبي مع سكانها.
وهنا نسوق ملاحظة تاريخية مهمة:
فبغداد لم تبقَ دومًا بيد العثمانيين؛ فقد استعادها الصفويون عام 1624م ..
ثم أعاد العثمانيون فتحها نهائيًا في عهد السلطان مراد الرابع سنة 1638م .. وبقيت بعدها عثمانية حتى الحرب العالمية الأولى ..
الخلاصة:
فتح بغداد سنة 1534م كان خطوة استراتيجية كبرى للعثمانيين ..
رسّخت وجودهم في العراق وجعلت المدينة أحد أهم مراكزهم في العالم العربي والإسلامي.



















