جريدة الديار
الجمعة 3 مايو 2024 07:48 صـ 24 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

خاص.. هل يضر انضمام إسرائيل للاتحاد الأفريقي مصالح مصر؟ خبراء يجيبون

أثيرت ضجة إعلامية بعد إعلان إسرائيل ممثلة في وزارة الخارجية الإسرائيلية أنها سوف تنضم إلى الاتحاد الأفريقي كعضو مراقب، ووصفت الخارجية الجزائرية هذه المساعي الإسرائيلية بأنها ضجة إعلامية "بلا حدث" الغرض منها دبلوماسي في المقام الأول، وأنها لن تأثر في القضية الفلسطينية، وأن القرار لا يمكنه الإضرار بالمتطلبات الأساسية لتحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط.

 

الأستاذ الدكتور عبد الكريم الوزان، الأكاديمي والباحث في مركز أبابيل للدراسات الاستراتيجية، تحدث، في تصريح خاص لـ«الديار»، عن هذا الأمر وعن تأثيره في مصالح مصر بأفريقيا، مؤكدًا أنه بلا شك أن مصر ضمن الاتحاد الإفريقي ودخول إسرائيل على الخط يؤثر في الصراع الفلسطيني؛ لأن إسرائيل ستحاول استمالة دول الاتحاد الإفريقي خاصة أنها تتمتع بأغلبية مُسلمة؛ بمعنى أن إسرائيل دخلت على صلب الموضوع وهذه الخطورة.

 

وأوضح المحلل السياسي أن إسرائيل ستكسب جانبًا جغرافيًا وجيوسياسيًا باتجاه الدول الأفريقية المحيطة بمصر والدول الإسلامية؛ لذلك يُضعف من الموقف الفلسطيني؛ لأن كل الأمور المذكورة ستعطي لإسرائيل قوة في التحكم، حيث تستفيد من الأرضية العربية والأرضية الإسلامية والأرضية الجغرافية والأرضية الجيوسياسية.

 

"هذا الأمر يؤثر كعضو مراقب في مصالح مصر بأفريقيا، وذلك في ظل تحرك العالم الآن لإعادة هيكلة الشرق الأوسط (خارطة شرق أوسطيه جديدة)؛ فيبدو أن هذا الموضوع على قدم وساق لهيكلة الجوانب السياسية، وهذه الخطوة تعكس اتفاقًا دوليًا لدول كبرى أهمها إسرائيل وأمريكا التي تحاول أن تستفيد من العوامل التي ذكرناها"، وفق ما صرّح الأكاديمي والباحث في مركز أبابيل للدراسات الاستراتيجية.

 

وأوضح أن إسرائيل تسعى من أجل هذا الهدف إلى أن تُقيم سلامًا دائمًا من خلال دخولها الاتحاد الأفريقي والضغط على فلسطين وتقصير عُمر الصراع العربي الإسرائيلي من خلال التحرك تجاه الدول الأفريقية؛ مؤكدًا أن هذا القرار يسمح لإسرائيل بالتغلغل بصورة أكبر في الاتحاد؛ لأنه طالما هي تقبل كعضو يجب أن تكون لها امتيازات وأحقيات؛ وبذلك سيكون لها صوت ولها رأي تجاه القضية الفلسطينية والقضايا الأفريقية والعربية.

 

وعن دلالات توقيت انضمام إسرائيل كعضو مراقب في هذا الوقت، أكد أنه يأتي في وقت فيه صراع على سد النهضة بين إثيوبيا ومصر، لذلك تحاول إسرائيل أن تمسك ملفًا آخر جديدًا قويًا للهيمنة والسيطرة وتسجيل نقاط سياسية واقتصادية أعلى، فهو يأتي في وقت تقف فيه إسرائيل أمام إيران مع أمريكا وهي مقبلة على ضربات كبيرة وفي وقت تتأزم المشكلة على سد النهضة بين أديس أبابا وهي عضو الاتحاد الأفريقي؛ وهذا الفعل لا ينم عن فراغ؛ إنما يأتي من تشاور أمريكي إثيوبي إسرائيلي من الدرجة الأولى، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة ستقوي من موقف إسرائيل الدولي وفي مجلس الأمن من خلال حصولها على أصوات وآراء في قضايا كثيرة تهم إفريقيا والعالم الإسلامي والعربي.

 

أما الدكتور حسن الموني، أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية، فرأى أن هذه الخطوة تعزيز للاعتراف الدولي السياسي لإسرائيل وتعزيز دورها في أفريقيا واعتراف أفريقي بأهمية إسرائيل في المنطقة، وهذه الخطوة انعكاس واضح لمساعي تل أبيب المستمرة منذ النشأة إلى دخول القارة السمراء وتأسيس علاقات وتعزيزها مع هذه الدول منذ الخمسينيات والستينيات، وكذلك فترة التسعينيات بعد فترة انتهاء الحرب الباردة التي استعادة إسرائيل علاقاتها في دول أفريقيا.

 

وأضاف أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية، في تصريح خاص لـ«الديار»، أن لهذه الخطوة أهمية كبيرة، وتراهن الدول الأفريقية على إسرائيل بما تملكه من معرفة وخبرة تكنولوجية، إضافة إلى البُعد الإسرائيلي السياسي، حيث يلبي الهدف الإسرائيلي في تعزيز العلاقات الدولية، إذ يضم الاتحاد الأفريقي كثيرًا من الدول العربية تقارب العشر دول؛ وهذا الأمر مهم للغاية لإسرائيل، حيث تمتلك علاقات جيدة مع دول أفريقية مثل: المغرب ومصر والسودان.

 

وعن سؤالنا: هل سيخدم انضمام إسرائيل إلى الاتحاد الأفريقي مصالح مصر في أفريقيا أم يضرها؟ رأى الدكتور حسن الموني أن هناك درجة عالية من التنسيق بين مصر وإسرائيل في العمل السلمي، لذلك قد لا تُشكل تحركات إسرائيل في الوقت الحاضر تهديدًا للمصالح المصرية، ولكن في السنوات الماضية خلال فترة الخمسينيات والستينيات كان هناك تهديد واضح من إسرائيل لمصالح مصر؛ لذلك أعتقد أن التفاهم المصري الإسرائيلي قد يكون مفيدًا للقيادة السياسية المصرية، ويتوقف هذا الأمر على طبيعة السلام بينهما.