الثلاثاء 19 مارس 2024 12:26 مـ 9 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
الرد علي شائعة إجراء تعديلات على مواعيد جدول امتحانات شهادة الثانوية العامة للعام الدراسي 2023/2024 وزير التعليم العالي المصري يُلقي كلمة مصر في الدورة 219 للمجلس التنفيذي لليونسكو اجتماع اللجنة الإشرافية العليا لفرع الهيئة العامة لتعليم الكبار بالدقهلية بمحافظة الدقهلية محافظ الدقهلية يتابع أعمال الحملة المكبرة لإزالة التعديات علي الأراضي الزراعية التي تم تبويرها بطريق رافد جمصه إزالة التعديات عن 53 فدانا بقنا الجديدة .. واسترداد 41 فدانا بالفشن الجديدة بقرار وزير الإسكان وزيرة الهجرة خلال الجلسة العامة لمجلس الشيوخ: طلابنا في الخارج ثروة ضخمة من العقول النابغة الواعدة التي تتطلع للمساهمة في بناء الجمهورية... ”الجنايني” .. في ذمة الله قطع المياه اليوم عن قرية ميت ابو خالد بميت غمر للقيام بتنفيذ اعمال ربط لخط محطة المياة المرشحة الجديدة الإدارة العامة للمرور بوزارة الداخلية توجه نصائح وتعليمات هامة للمواطنين حال سقوط الأمطار والطقس السيئ محافظ المنيا يهنئ السيدة الفائزة بلقب الأم المثالية لهذا العام حجم كبير جدا للندوات التوعوية الصحية عن شهر فبراير بصحة دمياط تعرف على حالة البحر في ظل حالة الطقس اليوم الثلاثاء

المستشار احمد الباز يكتب: أم الدنيا كيف ذلك؟

مع تبحري في قراءة تاريخ مصر،  كنت كل يوم اكتشف عجباً ، فقد كانت مصر تقريبا اكثر بلدان العالم استقبالا للمهاجرين ‏من كل حدب وصوب، وبمعنى ادق الهاربين  من الجحيم في بلادهم، فعلى سبيل المثال لا الحصر عندما اجتاحت ‏المجاعات بلاد المغرب والجزائر هرب الآلاف من أهل تلك البلاد خوفا من الجوع ولم يجدوا ملاذا لهم سوى مصر فكانوا ‏يدخلونها قبائل كاملة بالآلاف وكان ذلك من حوالي 400 سنة ، وعندما  طرد الإسبان المسلمين المخلطين المعروف باسم ‏الموريسكيين لم يجدوا بلد تستقبلهم سوى مصر واستقر معظمهم في كفر الشيخ والمنصورة، ومع مرور الزمن كان كل ‏مغربي يستقبل قريب له ليعيش بمصر ويعملون في التجارة ويكسبون الكثير من المال، من الطريف إن بعد ان أصبحت ‏الأحوال افضل في بلاد المغرب والجزائر لم يعودوا لبلادهم  ولكن ظلت تستقبل المزيد منهم فقد كان المغاربة يذهبون ‏للحج في مكة وعند عودتهم من الحج يستهويهم العيش في مصر.‏

أيضا من حوالي 150 سنة عندما قامت حرب أهلية كبيرة في لبنان بين الدروز والموارنة لدرجة إن الدروز كانوا يقتلون ‏كل يوم اكثر من الف لبناني موروني  وهؤلاء لم يجدوا ملاذا لهم سوى  مصر فهاجروا إليها بالآلاف ومعظمهم استقر في ‏المنصورة وخرج منهم رئيس لبنان المعروف باسم أمين الجميل، أما الدروز انفسهم فقد هربوا أيضا أثناء حروبهم إلى ‏مصر وكان ممن هربوا لمصر الفنان الكبير فريد الأطرش  وهكذا استقبلت مصر كل المتحاربين في لبنان
في بداية القرن ‏العشرين حدثت مذابح  الأرمن الشهيرة على يد الأتراك فهرب الأرمن من جحيم الأتراك ولم يجدوا ملاذا لهم سوى مصر ‏وخللي بالك فيه فرق بين الموارنة  والأرمن لأني كنت بتلخبط بينهم واشتغل الأرمن في كل حاجه في مصر وخرج منهم ‏الفنانة نيللي ولبلبة وفيرزو وانوشكا ولايزال الأرمن يعيشون بيننا ، أما المثقفون السوريون فكان الأتراك أثناء احتلال تركيا ‏لسوريا يضيقون الخناق عليهم فلم يجدوا سوى مصر ليهربوا إليها وتدخل الصحافة على أيديهم إلى مصر ويكفي أن ‏الأهرام أهم جريدة مصرية كانت جريدة سورية، وعرفت مصر فن المسرح على يد الفنانين  السوريين،  أما اليونانيون ‏فكانت الحرب الأهلية تمزقهم فهربوا بالآلاف إلى مصر وكونوا جالية عظيمة عاشت عمرا طويلا
حتى الإيطاليين أثناء ‏الحرب العالمية الأولى والثانية هربوا من جحيم الحرب إلى مصر ولم يجدوا اجمل من مصر ليعيشوا بها واكبر تجمعاتهم ‏كانت في إسكندرية والمنصورة،  ولعل اشهرهم الفنانة الإيطالية داليدا بنت شبرا المولودة في مصر حتى آخر ملوك إيطاليا ‏اختار مصر ليموت بها، وكذلك آخر ملوك ايران الشاه محمد رضا بهلوي لم يجد سوى مصر تستقبله ليقضي اخر سنة له ‏بها، حتى الملك سعود الذي حاول قتل جمال عبد الناصر عندما خلعه إخوته من حكم السعودية لم يجد  ملاذا له سوى ‏مصر تستقبله على أرضها ، أما اعظم ثائر كونغولي وهو بياتريس لومومبا عندما قامت بلجيكا بقتله بوحشية تم تهريب ‏أبناءه إلى مصر ليعيشوا في كنف جمال عبد الناصر، حتى العبيد المماليك الذين قدموا من وسط بلاد روسيا لم يجدوا سوى ‏مصر ليكونوا بها دولتهم ويأتون لتلك البلاد بالآلاف والسيدة مريم العزراء والسيد المسيح  اطهر من جاءوا ارض مصر جاءوا هربا الي مصر 
أما اطهر وارق من هرب من الجحيم إلى مصر فكانت السيدة زينب ‏حفيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعائلتها الطاهرة من أهل البيت الشريف التي لم تجد افضل من مصر لتستقبلها ‏ولازلنا نحتفل بقدومها إلى مصر كل عام في مولدها الشهير، وقبلها بسنين طويلة عندما هربت عائلة سيدنا يوسف من ‏جحيم المجاعة لم يجدوا سوى أخوهم ليستقبلهم في مصر ويعيشون جميعا على أرضها مئات السنين ويكونون بها القبائل ‏الإسرائيلية الرئيسية التي تحولت لألد أعداء مصر بعد ذلك، أما الهجرة السودانية والنوبية إلى مصر فكانت مستمرة عبر ‏التاريخ. ‏
أمرك غريب يا مصر؟ كل العالم كان يعاني إما من الحروب أو المجاعات فلا يجد سوى مصر ليهرب إليها في حين ان ‏مصر لاقت المصير من الأهوال عبر تاريخها ولم تشهد أية هجرة جماعية خرجت من مصر ، فرغم أن في احد الأزمنة ‏كان الناس في مصر يموتون من الجوع لدرجة نبش القبور واكل الجثث، ولكن لم يفكروا في تركها، فمصر كانت طوال ‏تاريخها دولة جاذبة للسكان ، وحتى اليوم رغم سوء الأحوال ورغم النقمة ورغم إن الكل بيقولك عاوز اهاجر ولكن اللى ‏بيهاجر فعلا مبيقدرش يمنع نفسه عن مصر وبيفضل مرتبط بها لاخر لحظة في عمره. ‏
عارف يعني إيه بلد يهرب إليها الناس من الجزائر والمغرب وليبيا وتونس والسودان والنوبة والعراق وسوريا ولبنان ‏وفلسطين الجزيرة العربية واليونان وقبرص وأرمينيا خوارزم وأوزبكستان وإيطاليا ، ماهي البلاد دي كانت زمان هي كل ‏الدنيا.‏
 ايه السبب ان مصر فيها اكبر عدد سكان من الدول العربية،   مصر احتضنت القادمين من كل دول العالم  واصبح بمثابة أم لهم كلهم ، 
كلمة أم الدنيا دي ‏قليلة أوي أوي أوي على مصر فهي ام الدنيا وست الدنيا رغم حقد الحاقدين.‏