جريدة الديار
الخميس 13 نوفمبر 2025 01:57 صـ 22 جمادى أول 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
جريمة كرموز: مهندس يلقى مصرعه بعد إطلاق النار عليه بلا رحمة الإسكندرية تشهد معجزة طبية: إنقاذ حياة عامل علقت يده في مفرمة لحوم إنقاذ شاب سقط من كوبري عباس إلى مياه النيل بمعجزة وزير الخارجية المصري يصرح: الدولة المصرية قادرة على حماية حدودها وأمنها القومي رأس المال الطبيعي: كيف يمكن لمصر استثمار تنوعها البيولوجي في الاقتصاد مدرسة تحولت إلى مسرح جريمة: خفير يقتل عاملاً في الطالبية وثائق مسربة تكشف عن لقاءات سرية بين جيفري إبستين وجاسوس إسرائيلي تحت رعاية الرئيس السيسي .. القومي لذوي الإعاقة يُشارك في المؤتمر العالمي للسكان و الصحة والتنمية البشرية محكمة قنا تصدر حكمًا قاسيًا ضد تاجر مخدرات: السجن المشدد وغرامة ضخمة البحيرة تشهد جريمة قتل مروعة: صديق يقتل صديقه بدم بارد ويستولي على ”تروسيكله” ضبط 2 طن من اللحوم والدواجن والأسماك الفاسدة في حملة مفاجئة بمدينة العبور احتكاك في الفرامل يسبب حريق مقطورة في بهتيم: لا خسائر بشرية

عبله المنيف تكتب : «رحم يحتويني»

الأدبية السعودية عبله المنيف
الأدبية السعودية عبله المنيف

عندما كنتُ صغيرة، وكانت جدتي لأمي- مريم - تعانقتي وتحضنني وأبادلها أنا العناق وأضمها بيدي الصغيرتين ورأسي الذي يغيب في جسدها الدافئ وكأنه مغناطيس يجذبني إليه متجاهلة كل لبس على جسدها يعوق الطريق لعناقها، كنت أشم رائحة أزكى من رائحة الخبز وهو بأحضان التنور يداعبه ويغازله فتحمر وجنتاه خجلاً وفرحاً.
كنت أضمها بشدة أريد اختراقها لأصل لتلك الرائحة الساحرة، لذلك الدفء المنبعث من جسدها، من ابتسامتها ،من إشارة يدها وهي تناديني بفرحة لأغيب في طيات حضنها بترحال لايشبهه أي ترحال آخر، 
كانت تلك الرائحة تشد طفولتي وتسعدها، وكانت هي تشعر بانفعالاتي ومشاعري وتعيشها فتهيء لي ذلك المناخ العذب لأعيشه بكل مرة.
لم أكن أعرف اسم تلك الرائحة التي تعطر جسدها آنذاك، كل ماكنت أعرفه ويسعدني هو ذاك الشعور الدافئ الذي يملؤني ويجعلني أعود لعالم بعيد جداً، أعود جنيناً متكوراً برحم أمه.
وكبرت لأجد تلك الرائحة ذاتها تعطر جسد أمي، فأتلهف لعناقها وشمها لأستعيد دفء تلك اللحظات فأضم جدتي بشدة بداخلها،
 وعرفت أني أعانق فيهن رائحة الحنان والسكينة والسلام ، وكلما شممت رائحة تلك المفردات الفطرية في طرقات ودهاليز حياتي، أرى وجهيهما يبتسمان لي بحب وتشيران لي بيديهما أن أقبلي لتغيبي في رحلتك - في طيات الحنان .