جريدة الديار
الخميس 18 سبتمبر 2025 01:11 مـ 26 ربيع أول 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
الداخلية تضبط سيارة موكب زفاف المنوفية بعد اصطدامها بأخرى السيسي يصدر 3 قرارات جمهورية جديدة التعليم العالي: فتح التقديم لطلاب المدارس التطبيقية للقبول بالجامعات التكنولوجية حماس توجه نداءاً عالمياً للغضب وكسر الحصار ووقف العدوان والتهجير أسعار السمك في الأسواق اليوم وزير الأوقاف في القمة الدولية الثامنة لزعماء الأديان العالمية والتقليدية: نعتز بالعلاقة الطيبة بين مصر وكازخستان قيادة وشعبًا القبض على قاتل مزارع وابنه بعدة طلقات نارية أثناء عودتهم من عزاء بالطريق العام بدشنا قنا وكيل وزارة الصحة بالدقهلية يفتتح المؤتمر الأول لسلامة المرضى بالتزامن مع اليوم العالمي التعليم تعلن تفاصيل توزيع درجات الطلاب في الصف الثاني الثانوي العام بعد تطبيق نظام البكالوريا جامعة القاهرة تفتتح مشروع الميكنة الكاملة للمعمل الرئيسي المطوَّر ووحدة أمراض الدم بقصر العيني بتكلفة 270 مليون جنيه محافظ الدقهلية يتابع عبر مركز الشبكة الوطنية مستوى النظافة العامة وتنفيذ الموجة 27 لإزالة التعديات انطلاق قافلة المساعدات الإنسانية الـ40 تمهيدا لدخولها من مصر إلى قطاع غزة

على الجنابي يكتب«كُلُّ مَن عَليهَا نِسنَاسٌ، إلَّا»

هَمَستُ في أُذُنِ صَغيري إِذ نحنُ منبَطِحونَ على سَاحِلٍ ونَتَأَمَّلُ المَوجَ بِإحساس، وإذ نَلُوكُ حَلوىً حَمَلْنَاها ونَتَمَزْمَزُ بِعَصائِر مِن أنَاناس، وكان حالُنا كحالِ قِردينِ مُستَرخِيينِ يُفَلّيَ أحدُهما الآخرَ بإستِئناس؛ 
" سَترى يا صَغيري لَوحةً لِنَورسٍ يَهبِطُ من السَّماءِ فَيَغطسُ في مَوجِنا، لوحةً خلّابةً وتُقَطِّعُ الأنفاس"، فهَبَطَ النّورسُ فَلَبَطَ صَغيري؛ "لولا أنتَ عَلّامٌ للغيبِ أبَتَاهُ، لَمَا أبَنتَ خَباياهُ بيقينٍ وإيناس، أنتَ إذاً أبي وربِّي ولكَ فُؤادي أسلَمَ وَالحَواس!" رَدَدتُهُ؛ " كَلّا بُنَيَّ، وإنَّما هيَ نظرةٌ في الفَضاءِ عَلِمتُ مِنها ما في النّوارسِ مِن إنعِكاس، وإنّما رَبّي وَرَبُّكَ اللهُ الذي بيدهِ القلمُ والقِرطاسُ والمقياسُ بالقِسطاس، وهاكَ الثَّانيةُ فَإرتقِبْ معيَ إذ يَنفَلِقُ مُوجُنا عن حوتٍ مُحَلِّقٍ في الفضاءِ فَإنتِكاس". وإن هيَ إلّا هُنَيهاتٍ حتّى حَلَّقَ الحُوتُ في الهواءِ بِبهجةٍ وحَماس. فقَالَ صغيري؛ " بل أنت رَبِّي وأبي وإستَسلَمَ لكَ فؤادي والحَواس، فإن كانتِ الأولى نَظرةً فما قولُكَ في الثّانيةِ إذ الحُوتُ تحتَ الماءِ بإنغِماس"؟ 
كَلّا بُنَيَّ! إنَّما هيَ نظرةُ تَصَفُحٍ في سِجلّاتِ الأجناس، عَلِمتُ مِنها لِمَ الحُوتُ تارةً يَقفِزُ رغمَ أنّه غطّاس"، وأيَّ بُنَيَّ، إنَّما أبنُ آدمَ كائِنٌ مُتَنَفِّسٌ مُتَجنِسٌ، ولهُ عيونٌ مِن تَحَسُّسٍ وتَعَسُّسٍ، تَتَفَرَّسُ فيما حولها بإقتِباسٍ وإستِئناس، وما أبنُ آدمَ بكائِنٍ مُتَنَفِّسٍ مُتَخَنَفِّسٍ، ولهُ جفونٌ مِن تَكَلُّسٍ و تَغَطرُسٍ على ما حولها بإبلاسٍ وإختِلاس، وإعلَمْ بُنَيَّ، أنّكَ فريدٌ على ساحلِ بحرِ الحَياةِ، ووحيدٌ فيما بينَ إلتماسٍ لإِينَاس، وَوِسواسٍ مِن خَنّاس، وقد أَحَلَّ لكَ صيدَ ما تَحتَ البَحرِ، وأَذَلَّ لكَ ما على ظَهرِها مِن ضَوَارٍ بِإفتِراسٍ، ولكَ فيها من الغِراسِ ما تَأكلُ مِنهُ وبهِ تَشفى ومنهُ اللّباس، وأَهَلَّ لكَ بالأَهِلَّةِ، وأَطَلَّ عليكَ بأنعُمِ الشِّماس. أمَا وقد خَلَقَكَ نَفسَاً بينَ كثيرٍ مِن مثلِكَ مِن أنفاس، وكُلٌّ نَفسٍ تَراها تَدُّبُ فيما بينَ إلتِماسٍ لإِينَاسٍ ووِسواسٍ من خَنّاس، فَإيّاكَ أن تَتَنافَسَ معَ أنفاسٍ لكثيرٍ مِن أُناس أرجاس، فَتَجعَلَ لكَ أرباباً من دونِ اللهِ وذلكَ رَبُّ وإلهُ النَّاس، فيُوحِي بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً عن بُعدٍ وبِتَماس، فَتَهوى في ظُلُماتٍ شتّى لشَيَاطِينٍ مِنَ الْجِنَّةِ والنَّاسِ، فتَعبُدُ وتَتَنَسَّكُ بمَناسِكِ السفيهِ الخَنّاس، فتَغْشَىٰ وُجهَك النَّارُ وتَتَسربَلَ بسَرَابِيلَ مِنْ نِحاس. وما الوسواسُ إلّا شيطانٌ يُصَيِّرُ لكَ من أحجارٍ وأبقارٍ أستاراً تَلُوذُ بها إذ تَدُقُّ نوائبُ الدّهرِ بالأجراس، وَيُغَيِّرُ شِرعَةَ اللهِ ل(عَولَمَةٍ) تَعُوذُ بها مِن كُلِّ إنتِكاسٍ وإرتكاس، والحقُّ أنَّها أرجاسُ عولمةٍ تُبارِكُها عمائِمٌ مُكَدَّسَةٌ في أكداسٍ، لتَدليسِ قانونِ الغَوغاءِ خِلالَ ضَوضاءِ الأعرَاس، ولتَلبيسِ مَكنونِ المَكرِ بإبلاس. عمائِمٌ أنجاسٌ تُزَيِّنُ لكَ العِجلَ فتَجعَلُهُ لكَ قدسِ الأقداس، وحَتَّامَ تَستَغِيثُ بعدَما يَختِمُ على فؤادِكَ مَلِكُ وإلهُ النَّاس، فلا مُجيبَ لغوثِكَ مِن بني عَولَمَتِكَ وعَمائِمِها الأنجاس، ولاتَ ساعةَ مَندَمٍ يا بُنَيَّ، ولن يَنفعَكَ يومئذٍ ضربَ أخمَاسٍ بأسدَاس. 
وإذاً بُنَيَّ...
عليكَ بِنظرتينِ، فنظرةٌ الى الفضاءِ لِتَعلَمَ مِنها ما في النّوارسِ من إنعِكاس، ونظرةٌ مثلُها فيما في سِجلٍّ وقرطاسِ ، لِتَعلَمَ لِمَ الحُوتُ تارةً تَراهُ يَقفِزُ رغمَ أنّه غَطّاس، واختر لكَ يا بُنَيَّ منَ الصّفوَةِ صِنْوةً، ومِنَ العُزْوَة عُرْوَةً، وإجعَلْ من الكَبوَةٍ رَبْوَةً، وتمَترَسْ في ذُراها بمِتْرَاس، وإِيّاكَ أن تَتَّخِذَ الوَكْسَةَ كسوَةً، والسَّهوَةَ سَلوَةً، والغَفوَةَ غُنوَةً تَشدو بها بينَ جُلَاَّس، وإحذَرْ أن تَسألَ غيرَكَ بِنُعاسٍ وبإفلاسٍ، أن يَنظرَ بِعينَيكَ ليُخبِرَكَ عمَّا في الحياةِ من زبرٍ ومن بنيانٍ وأساسٍ، وعَمّا في الآفاقِ مِن غيثٍ ومن ألوانِ تَقَزّحٍ وأقوَاس، ولئن فعلتَ فلن تَتَصَدَّرَ صَدرَ فُسْطَاطَ، بل ستنوءُ بنُوءِ أنجَاس، وسَتَبوءُ بذلك بينَ النَّسَانِيس بمقعدِ النِسناس.
إعلَمْ بُنَيَّ أنَّ كُلَّ مَن عَليها نِسناسٌ، نسناسٌ للفضائلِ كنّاسٌ، ولرايتِها نَكّاسٌ، وللرذائِلِ أحْلاسٌ، ولها لَحَّاسٌ، إلّا مَن ارتَضى عن طِيبِ نَفسٍ بمَحجَّةٍ  بَيْضَاءَ لسَيِّدِ الثَّقَلَينِ مِن جِنٍّ ومِن أُنَاس.
(حِلْسُ وحَلَسُ؛ مرشَحة على ظهر الدّواب، أو كساء رقيق يكون تحت البرذعة، والجمع أَحْلاس وحُلُوسٌ).