جريدة الديار
الخميس 2 مايو 2024 10:42 مـ 23 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

حرب أكتوبر.. ملحمة قتالية أسطورية هزت أركان إسرائيل وأدمت قلوب قادة الجيش الذي لا يقهر

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

تبقى ذكرى حرب أكتوبر إرثا من الفخر تتوارثه الأجيال جيلا بعد جيل، ولن ينسي التاريخ يوم 6 أكتوبر عام 1973 العاشر من رمضان 1393 هجريا، ذلك اليوم الذي لم يكن فارقا فى حياة المصريين فقط بل والشعوب العربية والمنطقة بأسرها، عندما خرج الجندي المصرى مقاتلا في حرب لم تكن متكافئة من الناحية التسليحية، لكن المصرى الذي تسلح بـ الصبر والإيمان والعزيمة والإصرار والتحدى، استطاع بفضل التخطيط الممنهج والسرية التامة والعزيمة المطلقة أن يقهروا جيشا ظن العالم كله أنه الجيش الذى لا يُقهر.

ملحمة قتالية أسطورية أو كما يطلق عليها بعض خبراء التخطيط الحربي بـ "المعجزة الحربية" فالانتصار الذي حققه الجيش الإسرائيلى خلال حرب الأيام الستة "نكسة 67" كان دافعا ومحفزا مصريا لرد الهزيمة للعدو المغتصب، فإذا بقادة إسرائيل تجد نفسها في موقف كارثي، تتساقط حصونها وتموت رجالها وتنهار عزائم قيادات جيشها أمام هجوم مصري ساحق.

رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الذى وقف قبل عدة أيام قائلا لرؤسائه: لا داعى للقلق، فكل التحذيرات الاستخباراتية التى حذرت في سبتمبر 73 من هجوم عربى يلوح في الأفق، قوبل بتكبر وتعالى من القيادات العسكرية التى أمنت على نفسها وظنت أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات، لن يستطيع توفير العتاد العسكرى للحرب بالرغم من علاقاته الطيبة بالقادة والزعماء العرب.

إسرائيل ترى إنها متفوقة عسكرية على مصر، والمصريون يتطلعون لرؤية جيشهم يحارب من جديد وطبقا لذلك عبر جمال الغيطانى رئيس تحرير صحيفة أخبار الأدب المصرية قال: كان هناك بعض الأمور المقلقة وبعض الاضطرابات والشعور بالهزيمة وكان هناك بعض الاتهامات بالخلل فى النظام.

الخطة المبدئية لحرب أكتوبر

بحسب ما قاله سعد الدين الشاذلى رئيس هيئة أركان القوات المسلحة ومهندس حرب أكتوبر: فكانت الخطة المعدة للحرب بأن تعبر قوات المشاة قناة السويس وتتوقف بعد 15 كيلو، ثم تتحرك خطوط الدفاع إلى حافة القناة الغربية، ونتوقف حتى ينسحب العدو، والذي سيجد نفسه أمام أحد الخيارين إما المواجهة وفهى هذه الحالة تحدث خسائر كثيرة، وإما الانسحاب حفاظا على الأرواح والآليات، وفى هذه الحالة تواصل القوات التقدم والسيطرة على منطقة تلو الأخرى.

وأضاف الشاذلى: بحلول الساعة الثانية من صباح الأحد 7 أكتوبر 1973، حققت القوات المصرية نجاحا حاسما فى المعركة، وعبرت أصعب مانع مائى فى العالم وحطمت خط بارليف في 18 ساعة، وهو رقم قياسى لم تحققه أي عملية عبور في تاريخ البشرية، وتم ذلك بأقل خسائر ممكنة بلغت 5 طائرات و20 دبابة و280 شهيدا، ويمثل ذلك 2.5% من الطائرات و2% من الدبابات و0.3% من الرجال، أما العدو ففقد 30 طائرة و300 دبابة وعدة آلاف من القتلة، وخسر معهم خط بارليف بكامله، وتم سحق ثلاثة ألوية مدرعة ولواء مشاة كانت تدافع عن القناة، وانتهت أسطورة خط بارليف.

وقف إطلاق النيران

ونتيجة للعمل السياسى للسادات وبناء على طلبه عقد مجلس الأمن اجتماعا وأصدر مساء يوم 23 أكتوبر قراره رقم 339 بتأكيد مضمون قراره السابق 338 بوقف إطلاق النار والعودة إلى الخطوط السابقة ووافقت مصر وإسرائيل على القرار والالتزام به اعتبارا من السابعة صباح يوم 24 أكتوبر، وأغلقت مصر باب هذا الصراع بنصر عسكري وسياسي نتج عنه اتفاقية سلام ضمنت لمصر كافة حقوقها وسياداتها على أراضيها.

نقلا عن العدد الورقي....