الامتحانات على الأبواب.. كيف نحولها من كابوس إلى فرصة؟

ها قد دقت ساعة الصفر... موسم الامتحانات على الأبواب، وصوت القلق بدأ يعلو في كل بيت، وكأن صافرة إنذار انطلقت تُعلن: "الامتحانات قادمة"
نظرة واحدة داخل أي منزل مصري هذه الأيام تكشف لك المشهد: كتب مبعثرة، عيون ساهرة، أعصاب مشدودة، وأمهات تحولن إلى «مدرب خاص» لكل مادة، وآباء يحاولون إخفاء توترهم بابتسامات مصطنعة.
فترة الامتحانات ليست مجرد أيام عادية... إنها أيام مشتعلة بالأعصاب والآمال، يتغير فيها نمط الحياة كله، وتتحول البيوت إلى مراكز تأهيل نفسي وأكاديمي.
لكن السؤال الأهم: كيف نعبر هذه المرحلة بأمان؟ كيف نحمي أبناءنا من الضغط النفسي ونمنحهم الثقة ليتجاوزوا الامتحانات بأفضل أداء؟
دعم الأسرة هو الحل
في هذا السياق، أوضح الدكتور وحيد مصطفى، استشاري الصحة النفسية، في تصريح صحفي، أن الأسرة هي خط الدفاع الأول في معركة الامتحانات، مؤكدًا أن التوتر ليس قدَرًا محتومًا، بل يمكن تجاوزه بخطوات عملية ومدروسة.
1. جدول واقعي ومشاركة إيجابية
ابدأوا بوضع جدول مذاكرة مرن يُراعي طاقة الطالب، ويُقسّم المواد بشكل مريح، ويمنح مساحة للراحة.
الدكتور وحيد ينصح بأن يُعد الجدول مع الطفل نفسه، لأن مشاركته تزرع داخله الإحساس بالتحكم وتخفف التوتر.
2. لا للمقارنات ولا للتهديد
من أكثر الأخطاء التي يرتكبها الأهل – بحسن نية – مقارنة الطفل بأخوته أو أصدقائه، أو استخدام الترهيب كوسيلة للتحفيز.
النتيجة؟ إحباط، قلق، وتراجع في الأداء بدلاً من التقدم.
3. بيئة هادئة للمذاكرة
خصصوا مكانًا خاليًا من الضوضاء والمشتتات، بإضاءة جيدة وتهوية مناسبة. قد تبدو نصيحة بسيطة، لكنها تصنع فرقًا كبيرًا في قدرة الطالب على التركيز.
4. كلمات التشجيع تصنع المعجزات
لا تركزوا على النتيجة فقط، بل على المجهود.
قولوا له: "أنا شايف تعبك" أو "أنت بتتقدم كل يوم"، فهذه العبارات تُلهمه وتعزز ثقته بنفسه.
5. أكل صحي ونوم كافٍ
التغذية الجيدة والنوم المنتظم هما سر التركيز والتوازن العقلي.
لا للكافيين، نعم للفواكه والخضار، ولا بد من 8 ساعات نوم كافية... فهذا وحده يُعيد شحن طاقته الذهنية.
6. تنفس... واسترخِ
علّموا أبناءكم تمارين التنفس العميق، واستمعوا معهم لموسيقى هادئة، أو مارسوا تمارين بسيطة لتهدئة الأعصاب.
النفس العميق في لحظة توتر قد يُنقذ موقفًا كاملًا.
7. يوم الامتحان... لا تضيفوا عبئًا
في يوم الامتحان، امنحوا أبناءكم طاقة إيجابية.
لا تفتحوا باب الأسئلة ولا تتحدثوا عن صعوبة المادة بعد العودة، بل دعوهم يرتاحون ويستعدون لليوم التالي.
ونصيحة من ميدان المعركة...
ومن داخل الفصول الدراسية، أوضح الأستاذ عماد الدين احمد، معلم كبيررياضيات، أن الطالب عليه أن يبدأ الامتحان ببسم الله، ثم يقرأ الأسئلة بعناية، ويبدأ بالسؤال السهل ليرفع معنوياته.
ويحذر من الوقوف طويلاً عند سؤال صعب: “الوقت مثل الذهب، لا تضيعه في نقطة واحدة.”
كما شدد الأستاذ عماد على أهمية حل امتحانات السنوات السابقة، لأنها تعوّد الطالب على شكل الأسئلة وتساعده على التدريب تحت ضغط الوقت، مؤكدًا أن الممارسة المستمرة هي الطريق الأقصر للنجاح.
وأخيرًا...
الامتحانات ليست نهاية العالم، بل هي مرحلة نمر بها كل عام وننجح في تجاوزها.
فلنحول هذه الأيام إلى تجربة إنسانية راقية، فيها الحب والدعم والاحتواء، بدلاً من العصبية والخوف.
ضعوا أيديكم في أيدي أبنائكم، وكونوا لهم السند لا السبب في القلق. فالثقة التي نزرعها اليوم... هي الثمرة التي نحصدها غدًا.