مي العشري تكتب :من رسائل الكورونا

من خلال تأملي على عملية التنظيف والتعقيم التي نقوم بها بشكل يومي شعرتُ إنها تشير إلى معنى باطنّي وأكثر عمقاً مما تبدو الأمور عليه ألا وهو تطهير القلب ، فهذا أحرى وأجدر بالتطهير والتظيف الآن ...

في هذه الحقبة الزمنية من كورونا فليتأمل كلًا منا على قلبِه ويقوم بتطهيرِه من كل سلبي عالقٍ به ، فلتكن الأولوية لنفوسنا وقلوبنا الآن فهي أولى بالتطهير والتنظيف من أي شيءٍ آخر ...

كشفت لنا كورونا الحقائق وزيف الأشخاص ورؤساء الدول وأظهرت لنا معادن الآخرين ، لنرى الحقيقة جلية دون تعتيم ،فكانت اختباراً حقيقياً للإنسانية جمعاء ولكل شخصٍ أيضاً على حده ، لتكشف لنا من يُفضل تكنيزٙ الأموالِ على حساب الإنسانِ ممن هو أكثر رحمةً ورفقاً بالبشر ، لكنهم لا يدركون أن الإنسان هو صانعُ تلك الحضارات وأن انهياره أو سقوطه ماهو إلا انهيار لكل شيٍء، كما أعادت لنا توازنا وأظهرت لنا مخاوفنا وتعلُقاتنا على السطح فيسهلُ علينا التحرر منها ...

فبعضُنا شعرٙ بالخوف من فقدان المال ، والآخر يخافُ فقد الأشخاص ، وآخرٌ يخافُ الموت والجوع وغيرها من المخاوف التي لم نكن ندركها في أنفُسنا لولا هذا الحدث الجلل ، جائت كورونا لإعادة التوازن وإنها لو كانت غضبًا إلهياً لأبادت الجميع ولم يكن هناك حالات شفاءٍ كما نرى الآن ، كما جعلتنا جميعاً نشعر بالشتاتِ والضياع وأن لاملجأ من الله إلا إليه وهذا من أهم رسائلها على الإطلاق أن تُعيدنا جميعا إلى مصدرنا ( الله عز وجل ) نتضرعُ إليه بالحماية والحفظ ، فالكورونا جندٌ خفيّ من جنود الله علينا أن نتأمل رسائلها، نتقبلها وألا نتضجر من وجودها ، ونتذكر دائما أن لا ملجأ منه إلا إليه .