فتحي إبراهيم يكتب :مسجدى موطني

الحمد الذي يعفو ويصفح ويغفر الذنوب و يملي للعاصي حتى يتوب الحمد لله الذي يطعم ويسقي ويستر العيوب يغني ويشفي ويكشف الكروب. وصلى الله على النبي الأمين صلى الله عليه وسلم.

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله - وذكر منهم: ورجل قلبه معلق في المساجد)) رواه البخاري برقم (1357)، ومسلم برقم (1031) ذكر - صلى الله عليه وسلم - الفضل الكبير لمن أحب المساجد و امتلأ قلبه بحبها حتى تعلق بها.

قال الإمام إبن حجر - رحمه الله -: "كأنما قلبه معلق في المسجد، ويحتمل أن يكون من العلاقة وهي شدة الحب وقال الإمام النووي - رحمه الله (معلق في المساجد) أي شديد الحب وليس معناه دوام القعود في المسجد وهذا إنما يحدث لمن ملك نفسه وجعلها في طاعة الله فانقادت له؛ فإن الهوى إنما يدعوا إلى محبة مواضع الهوى واللعب واكتساب الأموال، فلا يقصر نفسه على محبة بقاع العبادة إلا من خالف هواه وكان ذلك من التردد إليه في جميع أوقات الصلاة، فلا يصلي صلاة إلا في المسجد، ولا يخرج منه إلا وهو ينتظر أخرى ليعود فيصليها فيه، فهو ملازم للمسجد بقلبه..

ولعلنا نلاحظ أيها الاخوه ألم هؤلاء أصحاب القلوب المعلقه في المساجد اليوم بسبب غلق المساجد لإنتشر الوباء.. والله لئن قلوبهم تخرج من صدورهم أهون عليهم من حرمان المساجد.. ونرصد لكم تأثر احد المعلقين قلوبهم بالمساجد... قالوا إذهب فلا صلاة ولا تلبي مناديا يا أهلي رفقا بحالي فإني مغرم بمسجدي فهل يطول وقت الفراق ومتى إليه عودتي ففيه يسكن فؤادي........... وبه موطني. فيه مصحفي وركني ومكان سجدتي فيه منبري ودمعتي وسماع صوت تلاوتي فيه سكينتي....

فيه تزول عني وحشتي اه لوتعلموا حنيني ....... وانين جوارحي ومرار شوقي وغربتي.. غربتي ولوعتي عذرا لمن لا يرى.... بعينه وقلبه ما أري فإنه ليس بجدران وأبواب تغلق وتفتح دعوني أمامه..... متأملاً إلي ربي مناجياً مسجدي ومأذنة تعلوه حزينة تخطف ناظري دعوني بـ بابه. ..... حتي تزول عني غربتي إلي السماء شاكياً ... رافعاً اكف ضراعتي كرب ألماً بالمسلمين......

عنه لم يكن خافياً يارب وقفنا بابك يا من!! يامن لا يزول ملكه فرحم إلهي.. من.!! من لا ملكه له ولا موطناً عسي الله... عسى الله أن ينظر لحالي وعبرتي يارب فرجاً............ يارب فرجاً قريباً غير اجلاً وردنا اليك ردنا جميلاً واشف صدر كل موحدا ً وأزل ظلمة وغربة من كان قلبه بالمساجد معلقاً. يارب وقفت بابك... هل تردني صفر اليدين خائباً فجد إلهي فجد إلهي كرماً عليّ وعلى كل مسلم.

أخي القارئ : نسأل الله يردنا إليه ردنا جميلاً و أن تفتح لنا المساجد من جديد وأن يجعلنا ممن قلوبهم معلقه بالمساجد وممن اظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله وأن يجعلنا نتفكر في حكمته و لا نستهين بملكه و نتدبر في قدرته و نعود لديننا القويم من جديد كما أراد الله لنا ...