جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 03:55 صـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

مدحت الشيخ يكتب: فيروس ”كورونا”.. وكشف المستور

مدحت الشيخ
مدحت الشيخ

لم تكن أزمة فيروس كورونا التي تضرب العالم بأسرة في الوقت الراهن.. أزمة كالأزمات المعتادة التي تمر بها بلدان العالم بين الحين والأخر كسقوط طائرة مثلا أو خلاف سياسي كالصراع علي الحدود البرية والبحرية علي سبيل المثال ولكنها أزمة من نوع خاص كشفت القوي الحقيقية للدول والثقافة الفعلية للشعوب .. التي رسخت في عقول معظم شعوب العالم بفضل إعلام مضلل له أهدافه المعلنة والغير معلنة لإرهاب شعوب العالم بشكل عام والعربية منها بشكل خاص..

وليس بالشيئ الخفي أو المستتر إن مصر أو المستهدفين من هذه الأكاذيب التي رأيناها من خلال وسائل الصهيونية التي صورت للجميع إن هناك دول لا تقهر وصلت إلي أعلي درجات العلم وأرقي مراتب المعرفة..

ونجحت في تقليب الشعوب العربية علي حكوماتها بدعوي ترسيخ الدكتاتورية وانتهاك حقوق الإنسان تارة، والرجعية والتخلف تارة أخري، كما نجحت في ترسيخ مصطلحات تقلل من قيمة هذه الشعوب ومن قامة أبنائها كدول العالم الثالث..

ولم يقتصر الأمر عند هذا فحسب بل تطرقت الأمور إلي أكثر من ذلك، فوصل الأمر تجريف الثقافات التي كانت تعد أحد حصون المجتمع وترابط الأسر تحت مسمي الرجعية وإمتد الأمر إلي الطعن في الدين فأصبح التمسك به رجعية..

وبالفعل هذا ما تم تصديره إلينا خلال ما يقرب من عام عبر الإعلام المسموم سالف الذكر وبدعم من أشخاص لا يعرف أحد منهم قيمة الثقافات الموروثة ولا دور الدين، ونجحوا في إقناع آلاف الشباب في مصر والعديد من البلدان العربية أن الجنة ممثلة في ترك بلادهم والهروب من جحيمها إلي الجنة الممثلة في أمريكا ودول الغرب..

ليأتي فيروس كورونا ويكشف المستور، وبالفعل سقطت الأقنعة فظهرت أمريكا بحجمها الحقيقي .. آلاف الإصابات يوميا.. وحالات وفاة بالجملة والإدارة عاجزة والحكومة الأمريكية في مقعد المشاهدين ..

والسؤال الآن: أين الإدارة الأمريكية التي كان يتحدث عنها الجميع ويدعو البعض إلي الاقتضاء بها والتعلم منها؟!..

الرئيس الأمريكي ترامب إكتفي بإلقاء اللوم علي منظمة الصحة العالمية تارة وإتهام الصين تارة أخري.. ومن أمريكا إلي إيطاليا فالأمر لا يختلف كثيرا، فبالإضافة إلي العديد والعديد من الدول لا يسع المجال إلي الحديث عنها الآن..

فالأمر أشبه بشخصية الفتوة في روايات الأديب الراحل نجيب محفوظ الذي كان يهتف له الجميع خشية منه .. تجنبا للأذي.. وأحيانا أخري للانتفاع.. وسقطت هذه الشخصية المجوفة مع أول اختبار حقيقي..

مصر الأفضل

لم يتوقع أكثر المتفائلين قبل ظهور الأزمة هذا الأداء الراقي للحكومة المصرية فبالنظر إلي مجريات الأمور فالوضع مختلف .. فالأول مرة نري الحكومة لها إستراتيجية واضحة في التصدي للأمر هي إستراتيجية الاستباق والإستراتيجية لمن لا يعرف هي مجموعة الطرق التي يمكن من خلالها تحقيق الهدف..

والهدف كان واضحا كما أعلن السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي وهو الحفاظ علي المواطن المصري، فأغلقت الحكومة المطارات .. رغم الخسائر الفادحة، وأوقفت النشاط السياحي وتحملت عواقبه وأعلنت الحظر الجزئي للتجول في خطوة لتخفيف التكدس وتقليل فرص الإصابة..

ولم تنسي الدولة المصرية العمالة غير المنتظمة فبادرت بصرف منحة الـ 500 جنيه، وسعت الدولة أيضا إلي إعادة أبنائها من الخارج، بالإضافة إلي الشفافية في إعلان الأرقام المصابة..

ولعبت وزارة الداخلية دورا هاما في تطبيق إجراءات الحظر بالإضافة إلي المساهمة في عملية التعقيم والتطهير، هذا بالإضافة إلي القوات المسلحة التي سخرت كل ما تملك لهذا الوطن .. لينعكس كل هذا علي الشعب المصري بعدما رأي رؤية العين أن لديه حكومة متلاحمة لم تكن موجودة من قبل..