جريدة الديار
السبت 27 أبريل 2024 07:23 صـ 18 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

جرجس إبراهيم يكتب: الكنيسة بين مطرقة ”السياسة” وسندان ”الدين”

جرجس إبراهيم
جرجس إبراهيم

منذ جلوس البابا تواضروس الثاني، علي رأس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وكانت الأجواء السياسية صعبة ولكنه استطاع أن يعبر بسفينة الكنيسة إلى بر الأمان، وعادت الكنيسة إلى دورها الوطني منزوع الانحياز السياسي لحزب من الأحزاب، ليحطم تابوت الطائفية بضربة قوية ليحرك الزمن الراكد.

البابا تواضروس يدرك الدور الوطني الذي تلعبه الكنيسة، فالكنيسة لاتنحاز إلى حزب أو فصيل سياسي على حساب الآخر ولكنها تنحاز إلى وطن، فالكنيسة المصرية دائما لها دورًا رائدًا وفعالًا في تأييد رأي الشارع المصري إيمانًا منها بالدور الوطني.

وبفضل هذا الدور تمتع البابا تواضروس بمحبة جميع أبناء الوطن بفضل مواقفه الوطنية العديدة التى أثبت فيها للعالم كله وحدة نسيج المجتمع المصري ليؤكد أن سلام الوطن ووحدته من أهم أهداف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على مدى تاريخها.

وتحولت الكنيسة في عهده إلي مؤسسة روحية وعملها روحي وليس لها علاقة من قريب أو من بعيد بالسياسة، فكانت علي مسافة وعلاقة طيبة من كل الأحزاب والاتجاهات السياسية.

لكنني فؤجئت أمس بزيارة مطران كبير بحكم السن إلي مقر أحد الأحزاب السياسية، ليشكل واقعة فريدة من نوعها في عهد البابا تواضروس، فكان بالأحرى بذاك المطران المشهود له بنشاطه التعميري في أبروشيته، أن يتفقد شعبه ورعيته، ويساندهم، ويوفي احتياجاتها الرعوية والروحية في ظل أنتشار وباء كورونا وغلق الكنائس، بدلا من الحج إلي مقر حزب سياسي، لاسيما وأن الكنيسة وشعبها في أشد الحاجة ليلتف كل راعي وأسقف ومطران حول شعبه، ليعطي لهم دفعة روحية.

وتتمثل خطورة هذه الزيارة، أنها جاءت في ظل استعداد الأحزاب السياسية للانتخابات البرلمانية فكل فصيل سياسي يحاول أن يلعب علي ورقة الأقباط، ولكن جاءت الطامة الكبرى عندما قامت الصفحة الرسمية للمتحدث باسم الكنيسة بنشر هذه الزيارة لتحمل دلالات وتفسيرات ومعاني كثيرة في مخالفة صريحة لنهج البابا تواضروس.

حيث لم يدرك هذا المطران، الذي يملك رصيد كبير لنجاحات تعميرية ونجح في تحقيق انجازات كثيرة توسعت الخدمة في عهده أضعاف، أن الكنيسة هبت عليها رياح التغيير مع قدوم بابا يدرك حجم الكنيسة كمؤسسة وطنية تفتح أبوابها لاستقبال الجميع دون الأنحياز لأحد.