جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 07:20 مـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

إنجى الحسينى تكتب: موضة التطاول على مصر .. تصرف فردى أم عمل ممنهج ؟!

العمل كقيمة هو مفهوم غير وارد فى عقيدة وفكر بعض أفراد دول الخليج.. قيمة تعطى للإنسان كرامة حتى لو كان يمتلك الأموال والكنوزأو حتى الآبار، بل أن العمل له معنى وذو قيمة دينية كبيرة فكل الرسل كان عملهم بحرف ومهن بسيطة، رسولنا نفسه صلوات الله عليه وسلامه قبل عمله بالتجارة كان يرعى الأغنام وكذلك سيدنا موسي، والنبي إدريس كان يعمل فى الخياطة "ترزى" وهو أول من خاط بالإبرة ودرز الثّياب، وداوود كان عمله الحدادة ونوح كان يصنع المقاعد والطاولات وكذلك السفن، ومثله عيسي والذى عرف بمهارته العالية في مهنة النجارة وبعد نزول الرسالة أصبح طبيب يشفي الأبرص والأخرس والكثير من الأمراض المزمنة الأخرى بإذن الله.

والحديث الشريف يقول : " ما أكل أحد طعامًا قط خيرا من أن يأكل من عمل يده وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده"..

ولا أدرى ما الذى يعيب المواطن، أى مواطن مهما كانت جنسيته أن يقوم بعمل ما ويتقاضي عليه راتب، فإذا كان أفراد تلك الدول امتهنوا الكسل والتراخى بسبب امتلاكهم للبترول، فإن المصرى وغيره من الشرفاء عرفوا من بداية التاريخ كرامة العمل، فقد أتت مصر ثم آتى التاريخ من بعدها،فكم صمدت وتحملت الكثير منذ قديم الزمان ولم تلتقط أنفاسها إلا قليلا، بعد أن شاء لها الله أن تدفع ضريبة تميز موقعها الجغرافي، فتظل فى حالة نضال وكفاح ضد الطامعين فيها بداية من الهكسوس وشعوب البحر المتوسط مرورا بالفرس والرومان والتتار وكذلك العثمانى وفرنسا وانجلترا وغيرهم من الامبراطوريات الاستعمارية.

وقد انهت مصر جميع أشكال الاحتلال بانتصارها على العدوان الصهيونى فى حرب أكتوبر 1973 ولم تتوآنى عن استرجاع آخر شبر وهوأرض طابا عام 1989 بعد تحكيم دولي طويل يؤكد على انتصار الدبلوماسية المصرية .

لم يفترض أن تنتصرمصر، لذا كان على الدول المتآمرة إعادة التخطيط مرة أخرى للسيطرة على مصر ودول الشرق الأوسط وذلك بإستقطاب الخونة و إعداد العملاء ولم يكن هناك أفضل من هؤلاء المتشدقين بالدين والذى يمثلهم تنظيم الإخوان الارهابي.

لكن الشعب المصرى استطاع أن يقف ثانية فى وجه ما سمى بثورات الربيع العربي وأسقط جمهور 30يونيو مخططات دول ومؤامرة واضحة الأركان خاصة عندما سمعنا كونداليزا رايس صاحبة "الفوضى الخلاقة" تعترف بأن غزو بلادها للعراق وأفغانستان لم يكن من اجل نشر الديمقراطية..

والحقيقة لقد كانت مصطلحا لم يصدقه إلا الأغبياء والدليل على ذلك سوء الأوضاع التى وصلت لها دول كالعراق وسوريا وليبيا واليمن .. وهو المصير الذى استوعبه شعب 30/6 وبناءا عليه فقد فتح أبواب بلاده المصرية ليضم كل لاجئ لأرض مصر سواء من العراق أو سوريا واندمج الأشقاء العرب فى النسيج المصرى، يعيشون كأى مواطن مصرى لا كلاجئ يسكن الخيام كما يحدث بدول أخرى.

لم يكن ذلك جديدا على مصر فدورها فى حرب الخليج واضح فالجيش المصري يمتلك خبراتٍ قتاليةٍ عالية،واحترافية عسكرية استطاع معها إنهاء المعركة بأقل عدد ممكن من الخسائر سواء لأرض الكويت وشعبها أو للجيش المصري أو للقوات العربية الأخرى، وهو ما قد كان، بعد إجبار الجيش العراقي على التراجع في 26 فبراير 1991، أي أن رحلة التحرير استغرقت بضعة أشهر معدودة.

ومع ذلك يصل الحال لبعض شباب الوطن العربي أن يتطاول على مصر وهو تطاول غير مبرر وأسبابه ليست واضحة، فهل التوقيت مقصود؟..

ففى الوقت التى تقف فيه مصربمفردها كدولة قوية لتواجه الارهاب فى سيناء وتحاربه بكل جهدها وتحارب معه مخابرات دول تمول عدوها بالسلاح والعتاد، كما تواجه مشاكل أخرى متعمدة كمشكلة سد النهضة وتأمين حدودها مع دولة ليبيا ضد التركى صاحب الأطماع بالمنطقة، ففي وسط كل ذلك الزخم ومع جائحة الكورونا ومعركة البناء والانجازات التى لم تنقطع، لم تنس مصر أشقائها وقامت بإرسال مساعدات طبية لسوريا والسودان..

لكن ما يحدث الآن من إساءات متكررة خاصة من بعض أفراد دولة الكويت هو أمر محير ومستفز لمشاعر ملايين المصريين، فإذا كان العمل يوما ما وصف بالعبادة، فأين أنتم من تلك العبادة ومن كرامة العمل وقيمته، والغريب إننا لم نرى دولة من دول أوروبا تعاير مواطنى دولة أخرى لأنهم يعملون لديها، حتى لو كانت سلوكيات البعض دون المستوى وقد كان جديدا أن نعرف أن عملك كمصرى فى دولة عربية أصبح شيئا حقيرا ومعيبا ..

والحقيقة هو إنه فعلا شيئا معيبا لتتقاضي أجرا عن كسالى لم يستطيعوا يوما وضع اسم بلدهم على أى منتج يصنعونه رغم امتلاكهم للآبار والأموال، نعم هو شيئا معيبا أن تدرس وتعالج وتبنى لمجموعة لم تستطع يوما الدفاع عن أرضها وجرت تبكى وتولول واستعانت بجيش دولة تدافع عنها تسمى مصر ثم انقلبت عليها واستخدمت السفهاء للهجوم وللتطاول، فقط لأنها مصر..

إن مصر لكبيرة حقا، وعظيمة بتاريخها وكفاحها ونضالها الذى لا ينتهى، فإذا أردت أن تسبها فلا تفتح كتب تاريخ ، ولا تستعين بجيشها، أو بمعلميها أو أطبائها وعمالها ولا تفتح مصحفا وتقرأ فيه .. لأن اسم مصر مكتوبا به .

اصابات كورونا اليوم التقدم لرياض الاطفال احصائيات كورونا في مصر اخبار امريكيا بتروتريد امير كرارة جورج فلويد مديرية التربية والتعليم بفيروس كورونا مسلسل رامي