جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 05:22 صـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

عبدالرحيم أبوالمكارم حماد يكتب: 20 دولار قد تكون كفيلة لازاحة نظام دونالد ترامب العنصري

عبدالرحيم أبوالمكارم حماد
عبدالرحيم أبوالمكارم حماد

مقتل جورج فلوريد
الذي أصبح رمزا وضحية جديدة لعنف الشرطة تجاه الأمريكيين من أصول أفريقية ،

هذه الجريمة البَشِعَة التي وثّقها أحد المارّة بكاميرا هاتفه المحمول أعادت فتح مِلف العنصرية والاضّطهاد الذي يتعرّض له المُواطنون السّود على أيدي الشرطة، وبعض مؤسّسات الدولة الأمريكية ، رغم مُرور عامًا أو أكثر على إلغاء قوانين التّمييز العُنصري، فالفوارِق ما زالت موجودةً، رغم أنّ السّود أصبح منهم رئيسًا (باراك أوباما)، ووزيريّ خارجيّة (كونداليزا رايس وكولن بأول)، ومُستشار أمن وطني (سوزان رايس).

إن الحركة الاحتجاجية التي اندلعت إثر مقتل الأمريكي من أصول أفريقية جورج فلويد في مدينة مينيابوليس، والمستمرة منذ أكثر من أسبوع في الولايات المتحدة الأمريكية، هي بلا شك غير مسبوقة من أوجه كثيرة. فالأمر بات يتخطى مسألة العنصرية والاضطهاد والظلم الذي يتعرض إلية السود في أمريكا ، وأصبح المحتجون يستهدفون الآن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظامه العنصري

وبحسب مواقع التواصل الاجتماعي، فإن “ جورج فلويد” كان يشتري بضاعة من محل بقالة وأعطى للمحاسب ٢٠ دولارا، لكن هذا الأخير تشكك في العملة، وادعى أنها مزورة.

واتصل المحاسب بالشرطة التي حضرت سريعا إلى المكان، ثم بدأت الأحداث التي أظهرتها العديد من الفيديوهات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكانت المفاجأة أن العملة لم تكن مزورة وكانت سليمة، والمفاجأة الأكبر أن صاحب محل البقالة هو عربي مسلم فلسطيني الجنسية يدعى محمود أبو ميالة.

وبحسب شبكة “فوكس الأميركية”، صرح “محمود أبو ميالة” باستعداده للتكفل بمراسم دفن جورج فلويد.

أما عن المتجر فهو يعود لأشقاء فلسطينيين بمدينة منيابوليس بولاية منيسوتا الأمريكية، وهاجر والدهم عام ١٩٧٨ من القدس ليؤسس هذا المتجر.

وقال “محمود أبو ميالة” إنه يعتقد أن العملة لم تكن مزورة، خاصة وأن “فلويد” اعتاد الشراء من متجره، ولو كان معه نقود مزورة لما قصد متجره.

وعبر عن غضبه من تعامل أفراد الشرطة مع جورج فلويد وعدم تدخل أي أحد منهم لمنع زميلهم من قتله ، خاصة وأنه كان يتوسل لإبقائه على قيد الحياة.

جورج فلويد الأمريكي من أصول أفريقية صاحب الـ 46 عامًا، فقد حياته تحت ركبتي شرطي أبيض في مدينة منيابوليس للاشتباه بأنه كان يريد ترويج عملة ورقية مزورة بقيمة 20 دولاراً، سجلت كاميرات الهواتف الذكية الحادثة البشعة، وسُمع صوته على تسجيل فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يقول: «لم أعد قادراً على التنفس»، لتشتعل بعدها مدن أمريكية ضد العنصرية.

ولا نَستبعِد أنْ تُؤدِّي جريمة خنق جورج فلويد البَشِعَة إلى ثورةٍ مُماثلةٍ ضِدّ عودة العُنصريّة في أبشع صُورها على يد دونالد ترامب والمجموعة المُحيطة به، وإسقاطه في الانتِخابات الرئاسيّة المُقبِلَة، وتغيير الكثير من القوانين العُنصريّة غير المُباشرة، وتجسيد المُساواة الحقيقيّة بين المُواطنين الأمريكيين

هذه الاحتجاجات تؤكد على السلوك العدائي للأمريكيين أصحاب البشرة البيضاء، تجاه مواطنيهم من السود، وتجدد مرات ومرات على أن الكلام المنمق الذي تستخدمه الإدارات الأمريكية المتعاقبة للحديث عن بعض وجوه المساواة والعدالة المتحققة في المجتمع الأمريكي، ليس حقيقة في المجمل، وإنما في جزء منه فقط، وهو يخفي خلفه صورة قبيحة لهذه الدولة العنصرية ، لا يمكن قبولها في القرن الحادي والعشرين، ويدلل في الوقت ذاته على أن الاضطهاد والعنصرية متأصلان في الولايات المتحدة، رغم أن الدعاية الأمريكية منذ زمن طويل تحاول أن تصور هذه البلاد وشعبها بأنهم يعيشون في مدينة فاضلة أشبه بمدينة أفلاطون".‏
وندد الرئيس السابق باراك أوباما الاثنين باستخدام العنف في الاحتجاجات التي خرجت في أنحاء البلاد ضد عدم المساواة العرقية‭‭ ‬‬واستخدام الشرطة للقوة المفرطة، مشيدا في الوقت نفسه بأفعال المحتجين السلميين الساعين للإصلاح.

وكتب أوباما في مقال نشرته منصة ميديام الإلكترونية أن الغالبية العظمى من المحتجين سلميون لكن "أقلية صغيرة" تعرض الناس للخطر وتُلحق الضرر بنفس المجتمعات التي تهدف الاحتجاجات لدعمها.

وقال سلف دونالد ترامب في البيت الأبيض إن العنف "يزيد من الدمار في الأحياء التي تعاني فعلا على الأغلب من نقص الخدمات والاستثمارات ويصرف الانتباه عن القضية الأكبر".

عبر المرشح الديمقراطي للإنتخابات الرئاسية الأمريكية الأحد عن إدانته لأعمال العنف في الاحتجاجات التي تشهدها بلاده، مؤكدا في الوقت نفسه على الحق في الاحتجاج. وقال بايدن "الاحتجاج على هذه الوحشية حق وضرورة"، وليس "إحراق مدن وتدمير مجاني". واندلعت مظاهرات في الولايات المتحدة إثر مقتل الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد بعد توقيفه جراء عنف الشرطة المفرط.

ووجة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، باللائمة على "فوضويين تتزعمهم حركة أنتيفا" و"فوضويين يساريين راديكاليين" في أعمال العنف التي شابت الاحتجاجات.

وتتواصل الاحتجاجات بالرغم من فرض حظر التجول في نحو أربعين مدينة أمريكية ،

المظاهرات التي عمت مدن أمريكية عدة كسياتل ونيويورك وشيكاغو ولوس أنجلس وأتلانتا وغيرها جمعت عشرات الآلاف من المتظاهرين في الولايات المتحدة، الذين رفعوا شعارات مطالبة بتوجيه تهمة القتل العمد إلى الشرطي الأبيض ديريك شوفين واعتقال آخرين تورطوا في مقتل جورج فلويد في مينيابوليس الذي توفي إثر اختناقه خلال عملية اعتقاله التي صورت وانتشرت بشدة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتشهد عشرات المدن الامريكية احتجاجات واسعة منذ مقتل جورج فلويد، الأمريكي الأسود الذي كان يبلغ من العمر 47 عاما، في مدينة منيابوليس بعد أن جثا شرطي أبيض على رقبة وظهر فلويد لنحو تسع دقائق حتى فارق الحياة. ولم يستمع رجال الشرطة لشكوى جورج فلويد حين "لا استطيع أن اتنفس"، وهي الجملة التي أصبحت شعارا لحملة واسعة تندد بالعنصرية والاضطهاد في المجتمع الامريكي، وعنصرية دونالد ترامب الأبيض

وعلى الرغم من حديثه المتكرر عن نشر آلاف الجنود لمواجهة الاحتجاجات، لم يتطرق ترامب في خطاباته إلى ابعاد أزمة العنصرية، أو إلى العنف الذي يتعرض له كثير من الامريكيين من اصول افريقية على ايدي الشرطة، وهو ما تدعمه الاحصاءات والدراسات. وعلى سبيل المثال فإن الامريكيين من أصل افريقي يشكلون نسبة 5% من سكان ولاية مينسوتا لكن ترتفع نسبتهم بين من يلقون حتفهم برصاص الشرطة إلى نحو 20%. كما أن الولايات المتحدة بها نحو 2.3 مليون سجين، اغلبهم من أصول إفريقية ولاتينية.

وتظهر بيانات نشرتها صحيفة "واشنطن بوست"، أنّ 1014 شخصاً أسودا، قتلوا على يد الشرطة في عام 2019. وتبيّن عدّة دراسات أن الأمريكيين السود، أكثر عرضة لأن يقعوا ضحايا للشرطة مقارنة بالأعراق الأخرى.
وأعلنت منظّمة Mapping Police Violence غير الحكومية، في دراسة أجرتها، أنّ السود يقتلون على يد الشرطة، أكثر بثلاث مرات من البيض.
وحفّزت وحشية الشرطة ردود فعل مثل حراك "حياة السود مهمّة #BlackLivesMatter" الذي انطلق عام 2013، وقد لقي دعماً علنياً من بعض المشاهير، من بينهم المغنية بيونسيه، ونجم كرة السلة ليبرون جايمس.

وقد قال الطبيبان اللذين قاموا بتشريح مستقل لجثة فلوريد، ان سبب ال وفاة "اختناق ميكانيكي"، يعني أن قوة جسدية تدخلت ومنعت دخول الأكسجين، وأن وفاته كانت جريمة قتل ناجمة عن الاختناق.

وبحسب ما قاله أحد الطبيبين الذين شرحا الجثة، الدكتور مايكل، خلال مؤتمر صحفي في مينيابوليس، أن فلوريد لم يكن يعاني من أي مشكلة طبية كامنة ساهمت في وفاته. وأضاف بأن وفاة جورج فلويد كانت بسبب ضغط ركبة ضابط الشرطة على عنقه وظهره.

وفي منشور على موقع “ إنستغرام“، تم نشره على حساب ستيفن، يمكن رؤية جيانا وهي تمسك بيد نجم الدوري الأمريكي للمحترفين السابق.

وعلّق ستيفن على الفيديو ”نعم أنها جيجي ابنه جورج فلوريد الذي غيّر العالم“.

وعلق في منشور آخر مرفق بصورة له مع جيانا قائلاً، لاتقلق يا توأم روحي على ابنتك جيانا.. مع هاشتاج #العدالة من أجل فلوريد.

ويوم الثلاثاء، دعت روكسي واشنطن أم جيانا إلى العدالة في مؤتمر صحافي عاطفي في مينيابوليس، والذي عقد بعد ثمانية أيام من القتل.

وقالت روكسي زوجة فلوريد البالغة من العمر 46 سنة، وهي تقف برفقة ابنتها جيانا ”ليس لدي الكثير لأقوله، لا يمكنني حتى جمع الكلمات معًا الآن“.

وتابعت روكسي ”أريد أن يعرف الجميع ما أخذه مني هؤلاء الضباط، ففي نهاية المطاف، يذهب كل منهم إلى منزله ويكونون مع عائلاتهم.. جيانا ليس لديها أب الآن.. لن يراها تكبر أبدًا، وتتخرج، ولن يمشي برفقتها أبدًا في ممر زفافها“.
وندد الرئيس السابق باراك أوباما الاثنين باستخدام العنف في الاحتجاجات التي خرجت في أنحاء البلاد ضد عدم المساواة العرقية‭‭ ‬‬واستخدام الشرطة للقوة المفرطة، مشيدا في الوقت نفسه بأفعال المحتجين السلميين الساعين للإصلاح.

وخلاصة مما سبق نستطيع القول بأن
مقتل المواطن الأمريكي الأسود جورج فلوريد يهدد المجتمع الأمريكي ، ويستثير الغرائز الدفينة، ويـُسـَعـِّـر التفرقة العرقية ،وكفيل بإسقاط النظام الأمريكى العنصري