جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 09:00 صـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

شيرين توفيق تكتب : قصص الفراق

شيرين توفيق
شيرين توفيق

لكل قصص وأغاني الهجر والفراق تأثير علينا، كلنا عندنا قصة فُراق أو فقد إما حصلت لنا أو حصلت للي حوالينا أو للي نعرفهم. الفُراق عموماً بيأثر فينا حتى لو كانت العلاقة مُرهِقة وفاشلة، يمكن بحكم الاعتياد بنزعل ان في خلل حصل في عاداتنا، ماحدش بيصحى من النوم ناسي انه فارق، في حد بيقول ما ف داهية ده كان و دي كانت، و حد بيبقى مستني الطرف التاني هو اللي يمشي لأنه مش قادر ياخد قرار البُعد رغم ان فيه راحته. وفي ناس بيعيشوا ويموتوا وهما مع بعض لتجنُب الأعراض الجانبية للفُراق، وناس بتخرج خروج آمِن مُتفق عليه من الطرفين.
الصورة الخارجية لانتهاء العلاقات احياناً بتبقى صورة مُزيفة...
خصوصاً لو الفراق من طرف واحد، الصورة وراها كواليس كتير تشبه الأسرار العسكرية اللي ما بتتعرفش الا بعد سنين وسنين وما بتبقاش كاملة.
كواليس الهجر مخبية عشرات من الليالي المليانة بنوبات الخوف والتوتر وقفشة المِعدة والاحساس ان الروح بتطلع، مخبية مُكالمات مع الاصحاب للتخفيف من هستريا البكاء والنهنهة، مخبية جرح كرامة واهمال وتجاهُل وانتظار قاتل، مخبية قرارات مُتسرعة ومُتخبِطة وتراجُع عنها في نفس اللحظة، مخبية حسرة على إهدار مشاعر و عُمر عالفاضي، كواليس الهجر مخبية شخصياتنا الحقيقية الهشة اللي عمرنا ما قدمناها للناس، فَ يبان الراجل قوي ومتماسك وعملي ومُتخطي الحَدث قدام الناس... لكن جواه طفل واخد وضع الجنين بيبكي وعايز حضن امه علشان تلملم له قلبه اللي اتكسر، وتبان الست قوية وجافة ورافعة حاجب واحد وهي من جوة زي اللي مسكوها حدفوها من الدور الرابع وكل حتة فيها متفشفشة.
اللي يشوف كواليس الهجر بيلاقي نفسه غصب عنه اكتسب خوف من الاقتراب وخوف من العلاقات وخوف من الوقوع في الحُب وان وقع فيه بيقول لنفسه كل يوم "انا قصة فراق لم تكتمل بعد" وعلشان كدا ما بتغُرنيش الست اللي بتلبس سواريه وتحط ماكياج وتطلع عالجمهور تغني لهم انها احلوت بعد الفُراق...
لو جدعة قولي لنا كواليسك. ولا بيغُرني الراجل اللي صُبح وليل بيضحك ويسافر ويلف ويشتغل وينجح وكأنه تجاوز الفقد لأني شُفته بعيني بيبكي بدل المرة ٢٠ مرة. الكواليس فيها احنا اللي ماحدش يعرفنا.