” على الطريق “ خاطرة جديدة للدكتور محمد لبيب
نشر الدكتور محمد لبيب سالم، خاطرة جديدة بعنوان " على الطريق ".
مقتطفات :
الحياة طريق طويل مليئ بالرغبات والطموح في المال والجاه والسلطة والشهرة.
وبالطبع الطريق تتخلله الحواجز الطبيعية والصناعية وتعترضه المنخفضات والمرتفعات.
وكل منا لا بد وأن يسلك هذا الطريق، فتارة نمشي وتارة نعدوا وتارة نجري حتي قد نصاب باللهاث. وقد يتفرع الطريق ويتفرع حتي نكاد ننسي الطريق الرئيس فنتوه وقد لا نعود.
وفي زحمة الطريق قد ننسي معان كثيرة ونتناسي ما تحتاجه النفس من وقت لآخر من هدوء وسكينة وقرب من الأحباب حتي لا تجف في النفس ينابيع الإنسانية، وحتي لا تتحول إلي روبوت إنساني لا يعرف إلا لغة الأنا وتحقيق أمنيات الذات.
ولذلك فلا بد لكل نفس في لحظة ما أن تقف علي جانب الطريق لتأخذ أنفاسها، وتهدأ ولو قليلاً وتلقي نظرة علي الطريق وتتفقد من معها ومن ورائها ومن أمامها ليس لغرض التنافس ولكن للحرص علي البقاء بجانب بعض ممن نحب.
فلو حدث وأن أنهينا الطريق ووصلنا إلي نهايته حتي ونحن محققين كل ما نتمناه ولكن بعيدين تماما عن كل من أحبونا وأحببناهم فلسوف نشعر ليس فقط بالوحدة ولكن بعدم قيمة ما حققناه وجمعناه علي الطريق.
وساعتها فقط يوف نشعر بخيبة الأمل حتي لو بحثنا عن من نحب ووجدناه فسوف نجده وقد أنهكه العمر والطريق. فالحياة مع الأحباب ولو بالقليل خير من الحياة بعيدا ومعنا كل شيئ جمعناه في الطريق. فمشاعرنا في وسط الطريق تختلف تماما عن مشاعرنا في نهاية الطريق، حتي ولو كنا مازلنا بكل قوانا العقلية والبدنية، فالقوة النفسية والعاطفية والإنسانية شيئ آخر لا يدركها إلا من أنهي الطريق.
لا بد من وقفة علي جانب الطريق من حين لآخر حتي ولو تأخرنا عن السباق وحتي ولو فقدنا بعض من أشياء الطريق.
