جريدة الديار
السبت 27 أبريل 2024 05:44 صـ 18 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

شخصية اليوم… الشيخ عبد الباسط عبد الصمد صاحب ”الحنجرة الذهبية ..صوت مكة.. سفير القرآن الكريم”

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لم يحظ الكثير من المشايخ بما حظى به الشيخ عبد الباسط عبد الصمد وعدد ليس بالكثير من قراء القرآن الكريم من مكانة و"صيت" واسع الانتشار، خاصة أنه كان أول نقيب لقراء مصر سنة 1984، وهو القارئ الوحيد الذى لم ينس حيًا ولا ميتاً، وهبه الله حنجرة ذهبية عذبة تطرب الآذان، قراءته لآيات الذكر الحكيم لم يسبقه أحد فيها، عبدالباسط عبدالصمد، اعتدنا سماعه في الراديو صباحًا ومساءً منذ الصغر عرفناه، وفي الكبر نستمع لتسجيلاته من القرآن الكريم، ويدخل لقلبك الصفاء والراحة، ثلاثون عامًا على رحيله ولكنه باقي بتسجيلات يتوارثها الأجيال.

نشأته:

أسلم على يده العشرات واستمع له الملايين في جميع أنحاء العالم، بدأ حفظ القرآن الكريم من قرية المراعزة بمركز أرمنت التابعة لمحافظة قنا، عندما أتم السابعة من عمره، والتحق بكتاب الشيخ الأمير، ليحفظ القرآن كاملاً في العاشرة من عمره، اتقانه في إخراج الحروف وحلاوة صوته جعلت منه ظاهرة داخل قريته ثم في الصعيد عمومًا. زيارته للقاهرة أول مرة وهو في عمر السادسة عشر، عام 1951 للاحتفال بمولد السيدة زينب، وكانت هي بوابته الأولى للشهرة وفرصة ليتعرف عليه عدد أكبر من الناس، طلب جد عبدالباسط من المشايخ في المولد أن يقرأ حفيده القران لمدة 10 دقائق، ليبدأ في الحصول على انتباه وإنصات المتواجدين داخل المسجد وخارجه، وبدلاً من أن تكون 10 دقائق استمر لأكثر من ساعة خاصة مع طلب الحضور أن يستمر في القراءة.

ولأن نعم الله لا تتوقف، كان بين الحاضرين فى أثناء قراءته فى مولد السيدة زينب الشيخ محمد سبيع، الذي طلب من عبدالباسط عبدالصمد أن يتقدم إلى اختبارات الإذاعة ليرفض أول مرة، ومع إصرار الشيخ سبيع تقدم إلى الإذاعة ليتم اعتماده قارئًا بها عام 1951، ومن هنا بدأت رحلة الشيخ عبدالباسط مع الشهرة.

عمله في الإذاعة وشهرته:

كان عمل الشيخ عبد الباسط عبد الصمد في الإذاعة، هو سبب شهرته الواسعة، واستمع له الناس في جميع أنحاء مصر وعرفه العالم العربي والإسلامي، حيث انهالت عليه الدعوات الخارجية وحضور المؤتمرات والمناسبات الرسمية ليقرأ فيها بصوته العذب. أولى رحلاته الخارجية، كانت عام 1952، متوجهًا إلى السعودية؛ لأداء فريضة الحج مع والده، وعند دخوله الحرم المكي التف حوله الناس، وكان من بين المتواجدين إبراهيم الشورى مدير إذاعة جدة، وطلب منه أن يقرأ في الحرم المكي، فقرأ وتجمع حوله الحجاج، وبعدما انتهى من تلاوته، طلب منه أن يسجل القرآن بصوته لإذاعة جدة، فوافق عبد الباسط، ليسجل بصوته العذب أول تلاوة له بالإذاعة السعودية، وأطلق عليه السعوديين بعدها لقب "صوت مكة".

جولاته الخارجية:

جاب الشيخ عبد الباسط بصوته العذب دول عدة عربية وغربية، وكان يحظى دائمًا باستقبال وحفاوة كبيرة على المستوى القيادي والحكومي والشعبي، خلال زيارته لباكستان كان الرئيس ضياء الحق فى استقباله بمطار إسلام أباد. وأمام أكثر من ربع مليون شخص ألقى «صوت مكة» آيات من الذكر الحكيم في مدينة جاكرتا الإندونيسية داخل أكبر مساجدها، حتى امتلأ المسجد بالحاضرين وامتد الناس خارج المسجد لمسافة كيلو متر مربع.

في إحدى المواقف التي تدل على تقدير العالم للشيخ عبد الباسط، عندما كان في زيارة إلى نيجيريا، وخرج من المطار مستقلاً تاكسى متجهًا إلى مقر إقامته، وحينما علم المسئولون بوجوده، طلبوا منه أن يعود مجددًا إلى المطار حتى يتم استقباله رسميًا بالشكل الذي يليق بمكانة الشيخ الجليل. حضر الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، في أشهر المساجد في العالم العربي، وقرأ بها القرآن، ومنها المسجد الحرام بمكة، والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، والمسجد الأقصى بالقدس، والمسجد الإبراهيمي في فلسطين، والمسجد الأموي بدمشق.

لم تقتصر رحلات الشيخ عبد الباسط، على الدول العربية والإسلامية فقط؛ بل امتد صوته إلى أشهر المساجد في الولايات المتحدة وفرنسا ولندن.

سافر الشيخ عبدالباسط إلى الهند، لحضور حفل ديني هناك، وحضرت الحفل انديرا غاندي رئيس وزراء الهند الأسبق، وجلست على الأرض تستمع إليه، وهي لم تكن مسلمة، وكانت اللحظة الأهم في الحفل عندما شُهد الآلاف من المسلمين الهنود يحضرون، وعندما بدأ فى القراءة خلعوا أحذيتهم احترامًا للقرآن، وبكوا من الخشوع حتى بكى الشيخ مثلهم.

وفي فرنسا أحيا حفلين فى مونت كارلو، وقرأ أكثر من ساعة فى الأوبرا فى باريس، ويحكى أن المكان كان يخيم عليه الصمت، وهو لا يعرف هل الناس مستمتعه أم أنها تشعر بالضيق منه؟، لكنه بمجرد الإنتهاء من التلاوة فوجئ بعاصفة من التصفيق استمرت عدة دقائق متواصلة.

لاشين إبراهيم: العالم بأكمله سيقف طويلا لتحية المصريين على تنظيم الشيوخ

اصطحبه الرئيس جمال عبدالناصر، خلال إحدى رحلاته إلى روسيا، وكان من ضمن برنامج الزيارة أن يقرأ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد القرآن داخل قصر الكرملين بروسيا.