جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 08:09 مـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

«دينا الشافعي» تكتب : هي و الجيتار في ميامي

دينا الشافعي
دينا الشافعي

منذ بضعة أعوام فقط كانت لا تزال تلعب مع الصغار، والشرائط البيضاء تزين عقد ضفائرها، وضحكاتها عالية لا بأس. مازالت تندفع في خطوات غير محسوبة تركض هنا وهناك، وتطارد البط في الحقول وترتدي ماشاءت من ملابس قصيرة أو ضيقة بعض الشئ . الطفلة التي مازالت بداخلها يخيفها كل تلك المحاذير، الملابس لابد أن تكون أكثر طولاً و عرضاً ولابد أن يسبقها أقفاص هرمية ، الصوت لابد أن ينخفض و يا حبذا لو كان همساً، وحذارمن الضحك يكفي الابتسام ،و بالقطع الركض وراء البط ممنوع ،و الأصدقاء من الصبيان لابد من تجاهلهم و كأن لم يكن لهم وجود يوماً ما في عالمها . لما كل هذه القيود وكأنها فجأة صارت وحشاً بري قُيِّدَ للأسر ،لم تكن تملك تفسيراً واضحاً- ساعتها- وربما الي الآن. ليس لها إلا الإذعان، لا تملك حق الإعتراض هي فقط تسمع الأوامر وتطيع، حتى عندما خفق قلبها للمرة الأولى على نغمات الجيتار ذلك اليوم على شاطئ ميامي في نادٍ صيفي لم تعرف السبب أهي الموسيقى أهو الجيتار أم عازف الجيتار الوسيم الذي يشبه عمر خورشيد كثيراً أم لأسباب آخرى لم تنمو لها إجابات بعد في غاباتها الخضراء .

تسمرت قدماها أمام باب النادي وعيناها سائحتان في فضاء الألحان لم تملك الشجاعة للدخول ،فظلت ترقبه من بعيد وطبول جامحة تدق داخل قفصها الصدري لم تذق ليلتها طعم النوم وظلت الأنغام تطارد أذنيها، وتلك الطفلة بداخلها تسأل وتلح في السؤال حتى عندما عادت أداراجها للقاهرة لم تستطع أن تفسر سبب بكائها حين سمعت أسمهان تغني "ياحبيبي تعالى الحقني شوف اللي جرالي".