جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 05:17 صـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

محمد الصباغ يكتب : أول جمال عبدالناصر في الشرق الأوسط ( النسخة زيرو )

تعلم الأمريكيون من فشل إنقلاب "حسني الزعيم" في سوريا والذي حدث في 30 مارس " آزار " 1949 بعد توقيع الهدنة العربية الإسرائيلية الدائمة في "رودس" بحوالي شهر وأسبوع فقط ؛ وقد بدأ المخطط الأمريكي بعدها في إستخدام الجيوش العربية في إحداث التغيير في أنظمة الحكم في المنطقة ، وكان الدور بعد "سوريا" هو إحداث هذا النموذج في "مصر فاروق" والعبث بالجيش المصري والزج به في ألعاب السياسة والمخططات الدولية الصهيونية .

وبعد فشل إنقلاب " حسني الزعيم " بحدوث إنقلاب "سامي الحناوي" الذي كانت ترعاه بريطانيا ؛ فقد نجح الأمريكيون بتدبير إنقلاب جديد أتوا فيه بأديب الشيشيكلي ليزيح " سامي الحناوي " عن الحكم ويبدأ عهدا من حكم الضباط الأمريكيون في سوريا ؛ في فترة مضطربة لم تفلح في تعميم النموذج السوري ؛ في الشام والعراق واليمن .

وقد انطلق الأمريكيون من عدم إتمام إنقلاب "أديب الشيشيكلي" في سوريا وعدم قدرته علي تصدير النموذج الإنقلابي الأمريكي المنشود ؛ إلي العودة مرة أخري إلي التفتيش في الجيش المصري ؛ حتي التقطوا "الرائد عبدالناصر" ( لم يكن قد منح الملك فاروق ترقية البكباشي بمناسبة مولد ولي العهد الأمير أحمد فؤاد) ومن معه وأحدثوا بهم إنقلاب يوليو "تموز "1952 وإنقلاب 15يناير" كانون الثاني " 1953 ومجموعة إنقلابات 1954 التي سلموا بها السلطة كاملة لجمال عبدالناصر في17 أبريل "نيسان" 1954 ؛ ولقد ظلوا الأمريكيون يرعون إنقلاب جمال عبدالناصر ؛ حتي مايو " آيار " 1967 عندما أعلن إغلاق مضايق تيران في وجه الملاحة الإسرائيلية وألغي تفهمات عام 1957ونقض التعهدات الأمريكية المشتركة التي قدمت لإسرائيل في مارس " آزار" والمتعلقة بنزع سلاح المنطقة الشرقية من سيناء وضبط حدود غزة ؛ بألا تكون منطلقا لعمليات فدائية ضد إسرائيل ؛ وأن تتمتع إسرائيل بحرية الملاحة في مضايق تيران وخليج العقبة والمرور البرئ للسفن المتجهة لإسرائيل عبر قناة السويس .