جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 03:48 صـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

سناء تيسير الشرافي تكتب: خطاب الرئيس واستحقاقات المرحلة

سناء تيسير الشرافي
سناء تيسير الشرافي

لم يكن خطاب الرئيس حمود عباس أمام الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة مجرد سرد للواقع السياسي والحالة الإنسانية في فلسطين والمطالبة بالحقوق بموجب قرارات مجلس الأمن، بل حمل أكثر من رسالة أبرزها أن الرئيس ألقى كلمته باسم الكل الفلسطيني بعد إتفاق الفصائل على إجراء انتخابات تشريعية تليها انتخابات رئاسية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس.

كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بالتعاون مع الرباعية الدولية ومجلس الأمن إلى البدء في ترتيبات عقد مؤتمر دولي كامل الصلاحيات، وبمشاركة الأطراف المعنية كافة، ابتداء من مطلع العام القادم، بهدف الإنخراط في عملية سلام حقيقية على أساس القانون الدولي والشرعية الدولية والمرجعيات المحددة، وبما يؤدي إلى إنهاء الاحتلال ونيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله في دولته بعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967، وحل قضايا الوضع النهائي كافة، وعلى رأسها قضية اللاجئين استنادًا للقرار 194، كما جاء نصا في كلمة الرئيس.

رسالة الرئيس وإن كانت موجه للمجتمع الدولي فإنها تضع الفصائل والمواطنين على حد سواء أمام المسؤولية العالية لاستكمال المشوار الديمقراطي، فالإعلان عن إتفاق على إجراء انتخابات شاملة رئاسية وتشريعية سيكون منقوصا إذا لم يستكمل بخطوات ملموسة أبرزها:

- إنجاز المصالحة الوطنية خلال الفترة التي تسبق الانتخابات، وهذه الخطوة تتطلب تشكيل حكومة وحدة وطنية تدعمها جميع الفصائل وتشارك فيها شخصيات من المجتمع المدني، مع إعطاء مساحة للشباب والمرأة في مؤسسات الدولة.

- وقف التراشق الإعلامي ولغة التخوين والتشكيك والإقصاء، مع حرص المؤسسات الإعلامية في قطاع غزة والضفة الغربية على الإلتزام بالحيادية، والانتماء إلى الوطن والوقوف على نفس المسافة من القيادات السياسية، ومنحها مساحات متساوية للتعبير عن رأيها.

- تحديد مفهوم واضح وصريح للمقاومة المسلحة ومتى يمكن اللجوء إليها، وإبعادها عن المال السياسي والفصل بينها وبين الأجهزة الأمنية.

- تعزيز المقاومة السلمية من خلال توعية المواطنين في الوطن والشتات بحقهم في العيش بكرامة على أرض وطنهم، وبأهمية الصمود في وجه الاحتلال ومخططاته الهادفة لطمس الهوية الفلسطينية.

- تعزيز التكافل الاجتماعي ونبذ النزعات الحزبية.

- ضمان حرية الرأي والتعبير، ووقف كل أشكال المضايقات الأمنية خاصة للمؤسسات الحقوقية، وتمكينها من أداء عملها في أفضل الظروف.

- عدم تسييس القضاء وفصله عن السلطتين التنفيذية والتشريعية، واعتماد مبدأ لا أحد فوق القانون.

هذه الاستحقاقات وغيرها تبدوا للوهلة الأولى صعبة التحقيق في ظل الإنقسامات التي تطورت في عدة مراحل من مشروعنا السياسي إلى عداء، وفي ظل الاستقطاب الخارجي، والضغوطات الأمريكية على سندنا العربي.

لكن أعود وأذكر بما قاله شاعرنا الكبير محمود درويش: "حاصر حصارك لا مفر سقطت ذراعك فألتقطها وأضرب عدوك لا مفر".

فهذه المرحلة ورغم سوادها فإن الرؤية فيها إتضحت وسقط القناع عن المتاجرين والمساومين والمستسلمين والمستنفعين، ورغم ذلك سنبقى المدافعين عن أرضنا وهويتنا وحقوقنا، وسيبقى الحل العادل لقضيتنا مفتاح السلام في الشرق الأوسط.

باحثة فلسطينية