جريدة الديار
السبت 20 أبريل 2024 04:16 صـ 11 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

محمد خليفة يكتب : ”ظل الشمس” ملكاً مؤمناً صالحاً فلا تسبوه!

الكاتب الصحفي محمد خليفة
الكاتب الصحفي محمد خليفة

قوم تبع هو وصف ورد في القرآن الكريم، حسب المؤرخين العرب لقوم أوعشيرة ملك حميري يدعى تبع أسعد أبو كريب الحميري. وحسب نقوش أسرة "بنو تبع" هم "أمراء" شعب حُملان. قال ابن كثير: كانت حمير وهم سبأ – كل ملك فيهم يطلقون عليه اسم تُبَّعًا، كما يقال: كسرى لملك الفرس، وقيصر لملك الروم، وفرعون لملك مصر "الجبار الذي ارسل اليه نبي الله موسي ، والنجاشي لملك الحبشة، وغير ذلك من أعلام الأجناس...

وقال ابن كثير : كانت سبأ ملوك اليمن وأهلها وكانت التبابعة منهم وبلقيس صاحبة نبي الله سليمان عليه السلام منهم..

قال الإمام القرطبي: واختلف في " تٌبع " هل كان نبيا أو ملكا؟ فقال ابن عباس: كان تٌبَّع نبيا، وقال كعب: كان تبع ملكا من الملوك، وكان قومه كهانا، وكان معهم قوم من أهل الكتاب، فأمر الفريقين أن يقرب كل فريق منهم قربانا ففعلوا، فتقبل قربان أهل الكتاب فأسلم، قالت عائشة رضي الله عنها: لا تسبوا تبعا فإنه كان رجلا صالحا. وحكى قتادة أن تبعا كان رجلا من حمير، سار بالجنود حتى عبر الحيرة وأتى سمرقند فهدمها، حكاه الماوردي. وحكى الثعلبي عن قتادة أنه تبع الحميري، وكان سار بالجنود حتى عبر الحيرة، وبنى سمرقند وقتل وهدم البلاد. وقال الكلبي: تبع هو أبو كرب أسعد بن ملك يكرب، وإنما سمي تبعا لأنه تبع من قبله، وقال سعيد بن جبير: هو الذي كسا البيت الحبرات، وقال كعب: ذم الله قومه ولم يذمه.

وقد ذكر بعض المفسرين أن إهلاكهم كان بسيل العرم المذكور في سورة سبأ، قال ابن كثير: قوم تبع، وهم سبأ، حيث أهلكهم الله عز وجلَّ وخرَّب بلادهم وشرَّدهم في البلاد وفرَّقهم ، وقال في كتاب التحرير والتنوير: فبعد أن ضرب لهم المثل بمهلك قوم فرعون زادهم مثلا آخر هو أقرب إلى اعتبارهم به وهو مهلك قوم أقرب إلى بلادهم من قوم فرعون وأولئك هم قوم تبع، فإن العرب يتسامعون بعظمة ملك تبع وقومه أهل اليمن، وكثير من العرب شاهدوا آثار قوتهم وعظمتهم في مراحل أسفارهم وتحادثوا بما أصابهم من الهلاك بسيل العرم. فتبين مما تقدم أن تبع المذكور في القرآن مسلم صالح إن لم يكن نبياً، وأنه نجا من العذاب الذي أصاب قومه.

وقد ورد ذكر قوم تبع في القرآن الكريم مرتين في سورة ق وسورة الدخان. تبع هو لقب ملوك مملكة حمير حسب ما ظنه المؤرخون العرب بينما بالنقوش اللقب الملكي الحميري هو "ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت"، أما "بنو تبع" هم أمراء شعب حُملان طبقا لما جاء في نقوشهم.

وتقع بلدة حُملان في مركز بنو أحمد الإداري، في مديرية حفاش، جنوب محافظة المحويت تقع شمال غرب العاصمة اليمنية صنعاء ..

قال سبحانه وتعالى في سورة الدخان: "أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ"، وقال تعالي في سورة ق: "وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيد"، في هاتين الآيتين ذكر الله سبحانه وتعالى "قوم تبّع"، فمن هم هؤلاء القوم؟ وما هو أهم ما عرف عنهم؟ ..

وقد استطاع هذا الملك أن يفتح مدناً كثيرة في العالم كالهند، وقد وصل إلى مكّة وكان يريد أن يهدم الكعبة إلّاأنّ مرضاً ألّم به أقعده وعجز الأطباء عن علاجه، إلى أن أخبره أحد حاشيته أنّ نيته في هدم الكعبة سبب مرضه ولما عزف عن ذلك عادت إليه صحته وكسا الكعبة ببردة يمنيّة وذلك في القرن الخامس الميلادي. وقد سميّ هذا الملك باسم "الظل أو ظل الشمس"، وذلك لأنّ هذا الملك أينما كان يسير بغزواته في أي مكان تطلع عليه الشمس، وسميّ كذلك في رواية أخرى لكونه تتبعه الملوك وملوك اليمن خاصة، ثمّ أصبح اسم "تبّع" لقب يسمّى لكل من يتوّلى الملك عليهم كالفرعون، والقيصر، والكسرى، والنجاشيّ، وغيرهم. وقد أهلك الله سبحانه وتعالى قوم "تبّع"، ومما يجدر ذكره أنّ بعض التفسيرات ترى أنّ ملك تبّع وقائدهم لم يهلك مع قومه لأنّه قد حذرهم لكنهم لم ينصتوا إليه، وذلك لما روى عن عائشة رضي الله عنها وأرضاها : ألا ترى أن الله ذم قومه ولم يذمه" وذلك لأنّه كان مؤمناً صالحاً.