جريدة الديار
الخميس 28 أغسطس 2025 04:29 صـ 5 ربيع أول 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
صحة الدقهلية: اجتماع مشترك مع التعليم والأزهر والتأمين الصحي استعدادًا للعام الدراسي الجديد تنظيم قافلة طبية بيطرية مجانية بقرية بويط بالرحمانية نائب رئيس المركز تتابع سير العمل والانضباط الادارى داخل المستشفى المركزى بالرحمانية محافظ الدقهلية يوافق على صرف الدفعة 201 من قروض مشروعات شباب الخريجين وزيرة التضامن تصدر قرارا بتعيين مجلس إدارة جديد لمجمع الإيمان بالمنصورة الحركة القضائية لقضاة مجلس الدولة للعام القضائي 2025/2026 خبير اقتصادي يرصد أسباب ومكاسب زيادة تحويلات العاملين بالخارج لـ 36.5 مليار دولار خلال عام بمعدل 66.2% جامعة المنصورة وقعت بروتوكول تعاون مبدئي مع جامعة المستقبل العراقية لتعزيز الشراكة الأكاديمية والبحثية محافظ الدقهلية يكرّم أوائل الثانوية العامة والأزهرية: فخر الدقهلية وقاطرة التنمية لمستقبل مصر مباحث المحمودية تنجح فى فك لغز اختفاء شاب بقرية اريمون بالبحيرة إصابة 25 شخصا في انقلاب أتوبيس بالطريق الاقليمى بمدخل مدينة العاشر من رمضان استعدادًا لافتتاحها مع بدء العام الدراسي الجديد ...محافظ البحيرة تتابع اللمسات النهائية لمدرسة المستقبل بالنوبارية

الوفاء بالعهد من أخلاق الأنبياء والصالحين

الوفاء بالعهد من شيم الأنبياء والصالحين وهو خلق إسلامي سامٍ، يجب أن يتحلى به المسلم في جميع شئونه، وفى تعامله مع الله، ومع الناس،الوفاء بالعهد صفة الرجال، صفة العظماء، هكذا أمرنا الله تعالى أن نكون، وعلى هذه الصفة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما كان عليه من مكارم الأخلاق، كان صلى الله عليه وسلم يفي بعهده، ولم يعرف عنه في حياته أنه نقض عهداً قطعه على نفسه، وكان صلى الله عليه وسلم ترجمان القرآن قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ

كيفية معاملة الزوجة لزوجها في الأسلام

لكن وفاء العهد قد صار – مع تدافع الناس وفساد السلوك – من نادر الشيم ومغترب الصفات , فلا تكاد تجد في الناس وفيا بعهده مستمسكا بوعده إلا القليل النادر من أصحاب القيم والمبادىء والتقى , حتى صار الوفاء بالعهد من شيم النبلاء بالفعل ..

فساد العهود يفسد المجتمعات

وفساد العهود وخيانتها مفسد للمجتمعات , يقتل الثقة بين الناس , وينشر الخيانة ويضيع الأمانات , قال تعالى: "وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ " ,قال أنس: رضي الله عنه : ما خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قال: "لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له" أخرجه أحمد

صور من الوفاء بالعهد

من حُسن أخلاق المسلم أن يفي بعهده ووعده الذي قطعه على نفسه، ولا يغدر ولا يخون ما دام هذا العهد لا يخالف الشريعة(12). والأصل في ذلك حديث النبي – صلى الله عليه وسلم - : «المسلمون عند شروطهم إلا شرطًا أحل حرامًا، أو حرّم حلالا».

ومن صور الوفاء بالعهد والالتزام به:

1- الوفاء بما أخذه الله على عباده من وجوب عبادته، وعدم الإشراك به، وهذا أعلى درجات الوفاء بالعهد، ويسميه البعض بالعهد الأعظم، فالله تبارك وتعالى خلق الإنسان بقدرته، ورباه بنعمته، وطلب منه أن يعرف هذه الحقيقة، وأن يعترف بها. قال تعالى: { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ}[يس:60-61].

وإذا كان هناك من البشر من لم يستمع إلى المرسلين ويستهد بما جاءوا به، فإن له من نظرته سائقًا يحدوه إلى ربه، ويبصره بخالقه، مهما حفلت البيئة بصنوف الفساد، وضروب التخريف، وهذا معنى الميثاق الذي أخذه الله على الناس كافة(15) {وَّإذً أّخّذّ رّبٍَكّ مٌن بّنٌى آدّمّ مٌن ظٍهٍورٌهٌمً ذٍرٌَيَّتّهٍمً وَّأّشًهّدّهٍمً عّلّى أّنفٍسٌهٌمْ ألّسًتٍ بٌرّبٌَكٍمً قّالٍوا بّلّى شّهٌدًنّا أّن تّقٍولٍوا يّوًمّ القٌيّامّةٌ إنَّا كٍنَّا عّنً هّذّا غّافٌلٌينّ أّوً تّقٍولٍوا إنَّمّا أّشًرّكّ آبّاؤٍنّا مٌن قّبًلٍ وَّكٍنَّا ذٍرٌَيَّةْ مٌَنً بّعًدٌهٌمً أّفّتٍهًلٌكٍنّا بٌمّا فّعّلّ المٍبًطٌلٍونّ وَّكّذّلٌكّ نٍفّصٌَلٍ الآيّاتٌ وَّلّعّلَّهٍمً يّرًجٌعٍونّ} [الأعراف:172-174].

2- الوفاء بمبايعة الرسول – صلى الله عليه وسلم - على أعمال الطاعة، فقد كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم - وهو يدعو الناس إلى الإسلام - يبايع الوفود المقبلة عليه بتعاليم- يتخيرها من بين التعاليم الكثيرة التي حفل بها الدين على حسب ما يرى من طاقتهم النفسية والعقلية.

يقول عوف بن مالك - رضي الله عنه- كنا عند النبي – صلى الله عليه وسلم - تسعة أو ثمانية أو سبعة -فقال: ألا تبايعون رسول الله – صلى الله عليه وسلم؟ فبسطنا أيدينا وقلنا نبايعك يا رسول الله، قال: على أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وتصلوا الصلوات الخمس، وتسمعوا وتطيعوا، وأسرَّ كلمة خفية قال (لا تسألوا الناس شيئًا) قال عوف بن مالك، فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوط أحدهم فما يسأل أحدًا أن يناوله إياه».

وعن عبادة بن الصامت أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - قال: «تعالوا بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوني في معروف، فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئًا فعوقب به في الدنيا فهو له كفارة، ومن أصاب من ذلك شيئًا فستره الله فأمره إلى الله إن شاء عاقبه، وإن شاء عفا عنه قال: فبايعناه على ذلك». فتعاليم الإسلام كل لا يتجزأ، والعمل بها واجب محكم، في كل زمان ومكان.

3- الوفاء بالأيمان، يقول الله –تعالى-{وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} [النحل:91-92].

فبين الله -عز وجل- أن الغدر ينزع الثقة، ويثير الفوضى، ويمزق الأواصر، ويرد الأقوياء ضعافًا واهنين. وبعض الناس يحلوا عقدًا أبرموه، ينتظروا ربحًا أوفر من عقد آخر، والأمة قد تطرح معاهدة بينها وبين أمة أخرى، جريًا وراء مصلحة أحظى لديها، والدين يكره أن تدلس الفضائل في سوق المنفعة العاجلة.

ولذلك يقول الله تعالى - بعد الأمر الحازم باحترام العهود: {وَلا تَتَّخِذُواْ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُواْ الْسُّوءَ بِمَا صَدَدتُّمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِعَهْدِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً إِنَّمَا عِندَ اللّهِ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [النحل:94-95] يقول صاحب الظلال: «واتخاذ الأيمان غشًا وخداعًا يزعزع العقيدة في الضمير، ويشوه صورتها في ضمائر الآخرين، فالذي يقسم ويعلم أنه خادع في قسمه، لا يمكن أن تثبت له عقيدة، ولا تثبت له قدم على صراطها، وهو في الوقت ذاته يشوه صورة العقيدة عند من يقسم لهم ثم ينكث.

ولقد دخلت في الإسلام جماعات وشعوب بسبب ما رأوا من وفاء المسلمين بعهدهم، ومن صدقهم في وعدهم، ومن إخلاصهم في إيمانهم، ومن نظافتهم في معاملاتهم، فكان الكسب أضخم بكثير من الخسارة الوقتية الظاهرة التي نشأت عن تمسكهم بعهودهم».

4- الوفاء بالحق مع المؤمن بالإسلام والكافر به، فإن الفضيلة لا تتجزأ، فيكون المرء خسيسًا مع قوم، كريمًا مع آخرين. وقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - في حلف الفضول: «لو دعيت به في الإسلام لأجبت».

وعن عمرو بن الحمق قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «أيما رجل أمن رجلاً على دمه، ثم قتله، فأنا من القاتل بريء، وإن كان المقتول كافرًا».

وهذا البيان الحاسم، يكشف عن روح الإسلام في معاملة من لم يدينوا به، فبينما ترى اليهود ينكرون على غيرهم حق الوفاء، ويضنون عليهم بنبل المعاملة، ويحسبون أنهم وحدهم أبناء الله وأحباؤه، وأن الله جعل رحمته وأمانه لشعب إسرائيل فقط، ترى الإسلام يدفع بكمية بالغة عمن منحهم ذمته وأدخلهم في عقده، ويتحدث عن الكافرين إلى المسلمين حديثًا له مغزاه. يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة:2].

فانظر كيف صورت الآية وجهة نظر الكفار، وتمشت مع مزاعمهم وهم وثنيون، فاعتبرتهم طلاب فضل من الله ورضوان، وطلبت من المسلمين - مهما قووا - أن يتعاونوا على البر والتقوى، لا على الإثم والعدوان؟.

5- الوفاء بقضاء الدين، وهو من الشئون التي اهتم بها الإسلام ونوه بقيمته، وفى الحديث «من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله».

ويروى عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «يدعو الله بصاحب الدين يوم القيامة، حتى يوقف بين يدي ربه. فيقال: يا ابن آدم، فيم أخذت هذا الدين، وفيم ضيعت حقوق الناس؟ فيقول: يارب، إنك تعلم أنى أخذته فلم آكل، ولم أشرب، ولم ألبس، ولم أضيع، ولكن أتى على أما حرق، وأما سرق، وأما وضيعة! فيقول الله: صدق عبدي، أنا أحق من قضى عنك، فيدعو الله بشيء فيضعه في كفة ميزانه، فترجح حسناته على سيئاته، فيدخل الجنة بفضل رحمته»